يعتبر الطلاق من الظواهر التى برزت بوضوح على السطح أخيرا وبات بمثابة ناقوس الخطر الذي يدق بشدة لينذر المجتمع ، منبها بتصاعد وتيرته التي تمضي بسرعة حاملة بين طياتها مخاطر جمة ،والأرقام المخيفة التي حملتها التقارير الرسمية عن ارتفاع نسبة حالات الطلاق توضح ان بين كل ست حالات زواج هناك حالة طلاق واحدة ،وبحسب باحثين اجتماعيين تعتبر الزيجات الحديثة بين الشباب هي الاكثر عرضة للتأثر برياح الانفصال التي كثيرا ماتضع لها حدا ونهاية غير سعيدة تكون محصلتها ذهاب الشريكين الي اتجاهات مختلفة ،بل حتي الزيجات التي مضي عليها وقت ليس بالقصير لم تعد بمعزل عن رياح الانفصال والطلاق ،فيما تقع العواقب علي الصغار الذين لاذنب لهم ،ويرجع باحثون حالات الطلاق الكثيرة التي انتشرت بين المتزوجين حديثا وقديما الي عدد من الاسباب أبرزها كما اشاروا لعدم التفاهم والفوارق العمرية واختلاف الثقافات والظروف الاقتصادية ،وعدم الصبر علي تصاريف الدهر وتقلباته ،لتبرز الأسئلة حائرة الي متي يلازم عدم الاستقرار الحياة الزوجية للكثير من الأسر خاصة وسط المتزوجين حديثا ؟ومن المسؤول عن ازدياد حالات الطلاق ؟والي متي يتحمل الصغار نتائج وعواقب تصرفات وممارسات الكبار ؟وماهو مصير المطلقات ؟وهل الحل يكمن في اللجوء الي أبغض الحلال عند الله. «الصحافة»استطلعت مجموعة من المطلقات والمطلقين وسألتهم عن أسباب الطلاق ،وجاءت اجاباتهم متباينة ، قالت الموظفه «س.ع» ان حياتها كانت هادئة فى بداية زواجها لكن للاسف والحديث لها تحولت الى جحيم رغم انها انجبت سبع بنات لم يحلن بينها والطلاق ،الذي أشارت الي ان اسبابه تعود الي زوجها الذي تعلق بطالبة جامعية وكان يصرف عليها صرف من لايخشي الفقر وسعي للزواج منها ولكن بعد انتهاء الطالبة من دراستها الجامعية تنكرت له ورفضت الزواج منه ،وكان وقتها أنفق عليها كل مايملك لتتأثر تجارته ،وعندما تعرض للافلاس قام بتطليقي هربا من المسؤولية التي وقعت علي كاهلي ،وتحسرت علي الاستقرار الذي كان عنوانا لحياتها قبل مغامرة زوجها التي أذهبت كل ماهو جميل من حياتها وجعلتها تواجه مصاعب الحياة وهي وحيدة ،حيث اتجهت للعمل في التجارة لاعالة بناتها السبع ،وأرجعت عبورها للمحنة التي تعرضت لها الي تماسكها وتعليمها ،وقالت ان بناتها الآن متفوقات في المراحل الدراسية المختلفة ،وانها تريد اثبات وجودها في الحياة .فيما يذهب محمد أحمد علي الي ان الطلبات الكثيرة من قبل الزوجات ومجاراة الموضة من الاسباب المباشرة لحالات الطلاق الكثيرة ،وضرب مثلا بحالته وقال: قضيت مع زوجتي ثلاث سنوات واجهت من خلالها كل انواع الدلال والطلبات ورغم أن طلباتها ورغباتها فوق طاقتي ،عطفا علي اهتمامها بالدجل والشعوذة ، الا أنني صبرت من أجل الحفاظ علي حياتي الزوجية وصغاري ،ولكن في النهاية نفد صبري ولم أجد حلا غير طلاقها ،ولن أكرر غلطتي مرة اخري بالزواج من فتاة تهتم بالمظاهر فقط .وحملت ليلي علي أسرتها أسباب طلاقها واشارت الي أنهم أجبرونها علي الزواج من رجل يفوقها بخمسة عشر عاما وذلك لأنه صاحب مال ،وقالت أن زواجهما استمر لمدة شهر فقط بداعي عدم التفاهم والتوافق ،وحذرت الفتيات من قبول الزواج دون معرفة تفاصيل اخلاق وحياة وصفات الشريك . وذهبت الباحثه الاجتماعية سميه أزرق الي ان الكثير من الزيجات يكون مصيرها الفشل لأنها تأتي بدون دراسة متأنية ،وقالت ان الفوارق العمرية بين الزوجين تلعب في كثير من الحالات دورا بارزا في عدم استمرار الحياة الزوجية ،وقالت ان الفارق يجب الا يتجاوز الثمانية اعوام حتي يتمكن الزوجان من التفاهم ،كما طالبت بان يكون لأهل الفتاة دور في تقييم من يتقدم لخطبة ابنتهم وذلك لضمان استمرارية الحياة الزوجية ،ونصحت الشباب بدراسة خطوات الزواج جيدا والتأني في اختيار الشريك او الشريكة وذلك حتي لايكون الانفصال مصيرا للزواج. من جانبه، اشار البروفيسور عبدالعزيز مالك استاذ علم الادراك وامين الشئون العلمية بهيئة علماء السودان الي ان ازدياد معدلات الطلاق يرجع لثلاثة اسباب هي اثبات الذات للشباب بالتعنت، والمفاجأة بظهور الاخلاق غير المتعارف عليها اثناء الخطوبة او الزواج، اضافة لضعف ارادة اي من الزوجين ما يمكن من تدخل جهات خارجية كالام او الاخت او غيرهما . وخلص بروفيسور عبدالعزيز الي ان الحل يتطلب عدم الاستبداد بالرأي والاستفادة من الاخطاء والرجوع الي الله.