السلوم (مصر) - بيع المهاجر الليبيري جيمس ساه، البالغ من العمر 40 عاماً، زجاجات العطور والصابون في كشك مؤقت في المنطقة الفاصلة بين ليبيا ومصر بالقرب من بلدة السلوم الحدودية المصرية. فر جيمس من ليبيا، حيث كان يعمل سباكاً قبل ثلاثة أسابيع، وقد ضاق ذرعاً الآن بما يجري. وأضاف "لقد سئمت الانتظار طويلاً. الظروف هنا صعبة جداً. ولكنني أسعى إلى كسب بعض المال القليل هنا لأنني تركت ليبيا دون أي شيء". وبعد مرور أكثر من شهر على بدء تدفق اللاجئين عبر الحدود في السلوم، لا تزال الظروف سيئة بالنسبة للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل هناك. وقالت أستريد فان غندرن، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "أكثر ما يحتاج إليه الأشخاص القادمون إلى هنا هو مكان أفضل وظروف أكثر إنسانية، وذلك لأن الظروف التي يعيشون فيها غير إنسانية". وعلى عكس مخيم شوشة التونسي المنظم تنظيماً جيداً بالقرب من الحدود التونسية الليبية، ينام معظم الذين بقوا لبعض الوقت في معبر السلوم الحدودي في خيام أقامتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المنطقة الصحراوية على الحدود. وقد تم تجهيز منطقة للأسر داخل صالة المغادرة الليبية، ولكنها مكتظة بالمهاجرين. وفقاً لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، هناك حوالي 3,500 شخص عالقين في الوقت الراهن عند نقطة عبور السلوم. وقالت المنظمة الدولية للهجرة أن تمويل عملياتها قد نضب، وقد اضطرت إلى الحد بشكل كبير من عدد الأشخاص الذين يمكن إجلاؤهم كل يوم. وأضافت في ندائها من أجل الحصول على 160 مليون دولار لمساعدة المهاجرين الذين يفرون من العنف في ليبيا "ما زال هناك أكثر من 12 ألف مهاجر تقطعت بهم السبل على الحدود الليبية مع تونس ومصر، بالإضافة إلى المزيد من المهاجرين الذين هم بحاجة إلى المساعدة في النيجر والجزائر وتشاد". وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن "صبر الأشخاص الذين ينتظرون المساعدة في تونس ومصر بدأ ينفد بشكل متزايد، فهم يرغبون في العودة إلى ديارهم وبعضهم يبحث الآن عن بدائل للخروج من هذا الوضع. وذكر موظفو المنظمة على الأرض أن التأخير الطويل في الإجلاء بسبب نقص التمويل يُجبر بعض المهاجرين على اللجوء إلى مهربي البشر لنقلهم إلى أوروبا". وفي محاولة لتحسين ظروف الاكتظاظ، وافقت السلطات المصرية مؤخراً على إقامة ست خيام وتركيب مراحيض إضافية ومولد كهرباء، مما يعنى توفير مأوى مؤقت لنحو 1,200 شخص، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من المرافق لاستيعاب الجميع. وقد عبر 174,176 شخصاً من ليبيا إلى مصر في الأسابيع الخمسة الماضية، من بينهم 281 مصاباً. كما كان 2,500 ليبي يعبرون الحدود يومياً خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويكاد الإحباط في أوساط اللاجئين في السلوم يصل إلى نقطة الغليان، وفقاً لحرس الحدود على الجانب الليبي. وصرح أحدهم فضل عدم ذكر اسمه أن "الناس يحاولون حقاً التكيف مع هذا الوضع الصعب. أحياناً، يتحسن الوضع، ثم يسوء مرة أخرى. لدينا الكثير من الليبيريين والنيجيريين والصوماليين. إنهم يحاولون التحلي بالصبر، ولكن الكثير منهم بلغ منه اليأس مداه". وتعمل منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) على تحسين خدمات المياه والصرف الصحي فضلاً عن إدارة حملة لتطعيم الأطفال عند الحدود. وقال توبي ويكس، المتحدث باسم اليونيسف "لدينا فريق يركز على المياه والنظافة والصرف الصحي. نحن نحاول جعل اليوم يبدو أقصر قليلاً على الأشخاص المتواجدين هنا". ويتم أيضاً تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر، والكثير منهم من الصومال وإريتريا وكانوا يتمتعون بوضع اللجوء في ليبيا. وتدير وكالات الإغاثة أيضاً دورات تعليمية وتنموية للأطفال، حيث قال ويكس أن "الهدف من هذا النشاط هو السماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم، وأيضاً قضاء بعض الوقت في التعلم والمرح في هذا الوضع الصعب". كما توزع اليونيسف والهيئة الطبية الدولية مستلزمات الصحة والنظافة. وفي ظل وجود عدد قليل جداً من المراحيض في الموقع، أرسل صندوق الأممالمتحدة للسكان 2,000 من "أكياس الكرامة" للذكور والإناث. ولكن على الرغم من توفير الوكالات لأساسيات الحياة، إلا أن الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل هنا ليسوا سعداء. وقالت سميرة، التي تبلغ من العمر 26 عاماً وهي أم لثلاثة أطفال من الصومال، أنها لا تعرف إلى متى ستضطر إلى الانتظار عند الحدود. وأضافت "لا نريد أن نعيش بهذه الطريقة. إننا نحصل على بعض المساعدة في الغسيل وغيره من الأمور، ولكنني أشعر بالغضب. فطوال الوقت الذي قضيناه هنا، لم يعمل زوجي قط"