لأكثر من (3) أشهر متواصلة امتدت الأزمة الطاحنة في الخبز والغاز التي تشهدها بعض قرى شندى التابعة لمنطقة قريش التي تبعد نحو كيلومترين عن المدينة، حيث أصبح الحصول على قطعة رغيف أمراً عسيراً يتطلب الوقوف فى صفوف انتظار طويلة، حتى صار لسان حال المنطقة ينطق بقول الشاعر: هذا رغيف الخبز قد أشقانا/ والمرء بات بعيشه حيرانا/ من بعد ما كنا نعيش بغبطة/ اليوم أمسى بعضنا جوعانا). يحدث كل ذلك بالتزامن مع شح في الغاز حتى استجار الناس بحطب الوقود والفحم النباتي، هذا ما أشار إليه مواطنون من قرية قريش، إذ كشفوا ل(المحقق) أن الحصول على أسطوانة غاز صار أمراً دونه خرط القتاد. الجمعة مستثنى من الحصة عزا أحد أصحاب المخابز أزمة الخبز (الرغيف) إلى تقليص السلطات المختصة حصة الدقيق بنحو 30%، من (30) جوالا إلى (10) فقط، علماً بأن يوم الجمعة مستثنى من الحصة. وأضاف: عدم توفر الغاز أثر على أصحاب المخابز وجعلهم يلجأون إلى تشغيل أفرانهم بالحطب الأمر جعل العمال يتذمرون من العمل بالحطب، وأردف: الأزمة لا زالت متأرجحة بين توفر الخبز أحيانا وانعدامه أحايين الأمر الذي سبب قلقاً للمواطنين خاصة الذين لديهم مناسبات (أفراح أو اتراح). وبحسب مواطنين فإن أصحاب المناسبات يشترون جوالات الدقيق الخام من السوق السوداء، ويدفعون بها إلى المخابز نظير أجر محدد علاوة على التكفل بدفع أجور الخبازين والعمال ما يؤدى إلى ارتفاع التكلفة. وعن ذلك يقول المواطن أسامة: يمكنك أن تبحث عن الخبز فى معظم أنحاء المدينة ولساعات ولكن دون جدوى فى الحالات الخاصة بندرته ومع ذلك فحجمه صغير وغير مكتمل النضج ويباع جوال الدقيق بمبلغ (132) جنيها، فيما يتراوح سعره في السوق السوداء بين (160 و170) جنيها، ويضيف أسامة: الأزمة تشمل كل مناطق شندى وأحيانا نقطع مسافات طويلة بحثا عن الخبز. عصيدة العشاء من جهته أكد المواطن حيدر محمد الحسين أن سعر أسطوانة الغاز بلغ ما بين (70 إلى 80) جنيها، ومع ذلك يتم الحصول عليها بصعوبة بالغة، وأنهم أصبحوا يستخدمون الحطب بديلاً. مواطنة من منطقة قريش كشفت عن أن الأزمة بلغت حد تسجيل الأسماء من أجل الحصول على أسطوانة غاز بعد شهر من ذلك، لكنهم في الغالب لا يظفرون بواحدة بعد كل هذا الوفت من الصبر والانتظار، وأضافت: أما الخبز فيكون متوفراً في الصباح وينعدم في المساء ويستعيضون عنه بالعصيدة والكسرة على مائدة العشاء. عودة إلى الاحتطاب إحدى المواطنات بدت غاضبة فى حديثها، وهي تقول: وصلنا حدود المجاعة، لكن ماذا نفعل ولدينا أطفال؟ علينا أن نتصرف نخبز (عصيدة أو قراصة)، فقط نريد أن نفهم ما يحدث! ولماذا وصل سعر أسطوانة الغاز إلى (80) جنيها غير شاملة نفقات الترحيل؟ إلى ذلك، استغرب أحد المواطنين هذه الأزمة واعتبرها مفتعله، واصفاً حجم قطعة الخبز بقبضة اليد، وعلق ساخراً (قدر حجم رغيفة الكوكتيل) لكنها تباع بجنيه. إلى ذلك قالت مواطنة من شندى إنها ظلت لشهرين متتابعين تطهو بالحطب، وأضافت: سجلت للحصول على أسطوانتين ولم أحظ بعد مرور شهرين بواحدة، لكنها كشفت عن أن أسطوانات الغاز متوفرة لكنها تباع في السوق السوداء بمبلغ (120) جنيها للواحدة، لذلك ولعدم قدرتها على الشراء بهذا المبلغ الكبير تضطر إلى الاحتطاب في (الخلاء) من أجل صنع العصيدة اليوم التالي