يعتبر سوق العناقريب بامدرمان من اعرق الاسوق الشعبية التي تقوم علي نسج وتجليد ونحت الاخشاب وتزيينها باشكال مختلفة حتى تواكب كل عصر مع مراعاة الذوق وتقلبات المزاج والزائر لسوق العناقريب يلفت نظره تواجد الناس بصورة كثيفة وهو امر ليس بمستغرب حيث لا يخلو اي منزل من وجود معروضات السوق، خاصة ان عناقريب المخرطة تعتبر من اساسيات اي منزل سوداني لاسيما ان المواطنين يحتاجون اليها سواء في الافراح عندما يجلس العريس فيليلة الحنة والضريرة او عند الموت حيث يستخدم اهل السودان العنقريب لحمل الجثمان نحو مثواه الاخير، وبالتالي فقد ارتبطت السراير الشعبية او العناقريب من فصيلة المخرطة بالافراح والاتراح معا وهذا منحها الاقامة الدائمة بعيدا عن متطلبات الحداثة وبعيدا عن موضة تغيير العفش حتي اذا حدث كره او فرح يكون موجودا بالبيت، وفي الاونة الاخيرة اقترن وجوده بالمناسبات او الافراح المنزلية بحيث يطلبه اصحاب الفرح خاصة حنة العريس ويقومون بشرائه باسعار مغرية حتي يضفي علي حنه العريس رونقا بهيا، وتعتبر مدينة امدرمان من المدن التي تهتم بتنجيد وتشطيب العناقريب من عوائل معروفة بسوق امدرمان واشتهرت به بالطريقة البلدية حتي تم ادخال ادوات حديثة تقوم علي تسهيل صنع العناقريب. « «الصحافة» » قامت بجولة داخل السوق والتقت صديق عبد الله يعمل بتجارة العناقريب ابتدر حديثه بانه امتهن صناعة العناقريب منذ اكثر من 24 عاما بسوق امدرمان، واضاف بان المحل يقوم بعرض المنتج عقب نقله من ورشه الخراطة بعد ان يكمل الجلاد عمله، ويشير الي عناقريب الجرتق التي تحظي باقبال واضح من الناس في الاونة الاخيرة ، و تتراوح اسعار العنقريب الواحد بين 70 جنيها الي250 جنيها ، ومضي في حديثه الي ان تنجيد وتشطيب العنقريب حتي يصير جاهزا يستغرق قرابة اليومين تقريبا . اما مدثر ابراهيم حسين قسم السيد فقال ان ورشتهم تعتبر من اقدم الورش التي تقوم بعمل العناقريب والبنابر و المقاعد، واضاف انه امتهن المهنة من والده الذي علمه اصول المهنة منذ صغره، واوضح مدثر انه في صغره كان يستحي من المهنة علما بانه ظل يتلقي تعليمه في ذات الوقت بالمدرسة الاكاديمية، ولا ينسي مدثر معلمته التي كانت تهتم بالتعرف علي التلاميذ من قرب اوتسألهم عن ابائهم ومكان عملهم ، فكان من الذين يخجلون ويستحون من هذة المهنة ولا يستطع اخبارها ولكنة عندما كبر اصبح يعتز ويفتخر بالمهنة، واشار مدثر الي ان اخويه خالد ومزمل يعملان معه بنفس المحل ، ماضيا الي القول بانهم كانوا يعملون وفق نهج بدائي في عمل العناقريب باستخدام المنشار و القدوم والمقلام الذي يقوم بتخريم ارجل العناقريب غير انهم اضافوا بعض الادوات الحديثة كما تم ادخال المخرطة الكهربائية لزيادة الانتاج . ومضي مدثر في حديثه الي ان العنقريب يتكون من قوائم وارجل المروق والبوسيد، مشيرا الي ان زيادة الاسعار سببها ارتفاع الاجرة التي يتقاضاها الصناعي مقارنة بالاعوام الفائتة، مضيفا ان مراحل صناعة العناقريب تبدأ بخرط الارجل تعقبها عملية التخريم وتثبيت التكتك وبعدها يتم تجميله بالجملكه والبونش فيبدو لامعا يسر الناظرين لتبدأ مرحلة النساج باستخدام الحبال البلاستيكية والدوبارة بدلا عن جلود البقر وحبال السعف . وعن انواع النسيج يقول مدثر هنالك البلدية والسجاد ومن اسماء العناقريب الهباب سمي بهذا الاسم لانه خفيف في وزنه وحمله، وعنقريب الجنازة ،وعنقريب الجرتق، و كانت الاخشاب في السابق يؤتي بها من الولايات الجنوبية وتسمي اب سروج . كان عدد دكاكين سوق العناقريب 17 دكانت اما حاليا توجد به قرابة 3 ورش فقط ، وعزا ذلك الي ان بعض التجار تركوا المهنة نسبة لظهور سراير الحديد والاثاثات المستوردة و رغم ذلك بدأت الاسر العريقة تلجأ الي العنقريب نسبة لمميزاته من شكله الفكلوري الجميل وبعض الاسر تقوم بعمل رواكيب وعريشات بالمنزل تزين بالعناقريب والبنابر والسحارة، وتمني مدثر ابراهيم من الدولة الاهتمام بصناعة العناقريب. من المؤسف ان الشريحة التي تقوم بصناعة العناقريب هم من كبار السن ما يعني ان المهنة مهددة بالاندثار في وقت كان حري بالدولة تدريب الاجيال علي صناعتها، وقال مدثر انهم قاموا بتطوير العنقريب علي الرغم من عدم توفر الامكانات . الصحافة