يتمتع سوق أم درمان بشهرة واسعة على نطاق السودان..وذلك لعراقته وقدمه..ولذلك اصبح قبلة لكل الزوار الاجانب وكل البعثات السياسية والرياضية والفنية.. فقد زارته غالبية الفرق الرياضية التي جاءت لتباري احد انديتنا..وكذالك الكثير من الفنانين والنجوم العرب وآخرهم النجم المصري نور الشريف وزوجته.. ومن اشهر الشوارع بسوق امدرمان شارع العناقريب. وفي هذا الشارع تجد كل الانواع والاصناف التي يحتاج إليها الانسان كأثاث منزلي...وبعد ظهور الاثاثات الاخرى الحديدية والخشبية كنوع من الموضة مازال سوق العناقريب يلعب دوره ولا يخلو اي منزل من عنقريب. (التيّار) تجولت في هذا السوق، فقال التاجر (عمر آدم) ان كلمة عنقريب اصلها هندي وفي التراث السوداني كان اصل الكلمة (عن قريبي) وان بداية صناعة العناقريب كانت بأبي روف جوار المراكب، مؤكداً ان تجارة العناقريب مستمرة، وان الموبليات موسمية حسب المناسبات والاعياد لكنها اثرت على حركة بيع وشراء العناقريب. وذكر ان هنالك طلبات من الاجانب لشراء عنقريب (القدوم) وهو من الانواع القديمة التراثية، كما ان هناك عنقريب لشيوخ الخلاوي قصير للارض حتى يستطيع الجلوس بالقرب من الارض ولا تكون فيه مظاهر للترف، وصناعته دائماً من السدر والدبارة ولا تؤثر عليه الشمس. اما العنقريب البلدي فارتبط بحمل الجنائز والجرتق للعرسان.. ويمكن القول ان العنقريب جزء من الفلكلور لذلك يطلبه الاجانب. واوضح التاجر (عابدين حسب الرسول) الذي عمل في هذه المهنة منذ اكثر من خمسين عاماً صنايعي جلاد وتركيب عناقريب ان الاخشاب التي تصنع منها تأتي من سنجة وسنار والدمازين، وكان الجِلاد (بكسر الجيم وفتح اللام) في بدايات عمله بعشرة قروش وتركيب العنقريب (بخمستاشر قرش) والآن اصبح جلاد العنقريب بسبعة جنيهات واحياناً عشرة. وذكر ان العنقريب العادي من السدر (شجرة النبق) والهجليج (شجرة اللالوب) وعنقريب مخرطة من السنط والمهوقني وعنقريب السروج من الجنوب، وهو من المهوقني كما ان اول دكان للعناقريب كان في الثلاثينيات تقريباً، وقال: ان السوق كان في السابق في حركة دائبة والآن مع اتجاه الناس لاستعمال الاثاثات الحديدية او الخشبية قل الاهتمام بشراء العنقريب، رغم انه هو الحاجة الوحيدة للانسان السوداني التي لا يستطيع التخلص منها. مهدي محمد صالح