قبل عدة أعوام كنت أقلّب في صفحات مجلة السياسة الخارجية الأمريكية فقرأت مقالاً للمفكر فرانسيس فوكامايا وهو واحد من مفكري الحزب الجمهوري شأنه في ذلك شأن هتنجتون و كونداليزا رايس و مجموعة الضربات المروعه التي هزّت العراق فأفقدته التوازن وأفقدت معه دول الإقليم العربي توازنها فوكامايا في مقاله ذاك ذكر بإن السودان دولة إفتراضية تحددت حدودها وفق توازنات الإستعمار البريطاني وإنّ دارفور أضيفت إعتباطاً للحكومة المركزية في الخرطوم شأنها في ذلك شأن إقليم جنوب السودان ولمّا كان المركز ضعيفا في إدارة هذه الرقعة المترامية الأطراف فأنه مع إمكانية فصلها و تبعيتها لتشاد أو أفريقيا الوسطي لم أعرْ تلكم الملاحظات إهتماما لفرط ثقتي المطلقه بوحدة التراب السوداني من نمولي لحلفا ومن بورتسودان للجنينه!! ولكن إتضح لي إنها ثقة الساذج والذي يظن دوماً بأنّ الأشياء هي الأشياء إذ حدّقت بلا وجهٍ ورقصت بلا ساق!! إذ قيض الله لنا أناسٌ من بني جلدتنا دفعوا بالجنوب دفعا للإنفصال بحجة إنّهم قومٌ لايشبهوننا كما يلهج ليل نهار الطيب مصطفي أو جهوله أم سكاسك كما يحلو لي أن أسميه!! فيا للمأساة إذ هاهم نفس القوم يتكالبون علي جسد جغرافي وتأريخي آخر إسمه دارفور فما الصراع الإثني الذي يدور في الجامعات السودانيه إلاّ دليل علي ذلك وهو صراع لو تعلمون زنيم وذلك لأنه صراع بين قوي المستقبل، إذ كيف يتسني لنا حصاد ثمارات هذا الحصاد المر المحقون بمرارت الماضي من شاكلة (أمسك العبد من رقبتو) [email protected]