خروج: * الإعلام الذي يرهن إرادته للتسلط، لا يرجى منه سوى أن يكون جناح التسلط الذي يطير به، وعينه التي يرى بها، ويده التي يلوي بها أعناق الحقائق..!! النص: * (وسخر الوزير في احتفال اتحاد الصحافيين باليوم العالمي لحرية الصحافة بمقره، من دعوات قادة المعارضة للمواطنين بالخروج للشارع، قائلاً: (هؤلاء يحلمون بالباسقات ويريدون قيادة الشعب السوداني نحو المجهول)، وحذرهم من تكرار ما يحدث في الدول المجاورة للسودان مما وصفه بالخراب والدمار. * المتحدث أعلاه هو أحمد بلال وزير الإعلام.. وليس في قوله ما يثير ما يدعو للاستغراب.. فقد اعتادت قلوبنا على تحمل الأذى بمثل هذه المغالطات المفضوحة..! كأن الوزير يتحدث عن دولة في كوكب "بلوتو"... وقد دخلت البلاد في عهد حكومة هذا الوزير في (المجهول الحقيقي) ولن يشفع لها البهتان في تخفيف وطأة قبح يطاردها.. فالذي يولد قبيحاً لن تنفعه أساطيل من "أدوات التجميل".. أما قوله عن خراب ودمار الدول المجاورة فذلك قول مردود "مزيود!!" أصبح لا يصلح "للاستهلاك الآدمي" فقد سبقت السلطة التي يتشبث بها أحمد بلال بمعاولها في خراب مشهود، زادته بتقطيع البلاد..! * أيها الوزير: أكنت تخاطب بشراً أم جماداً؟!! * وفي مفارقة لافتة يمضي الوزير إلى "الأسف" باسم الحكومة، للتعديات التي تعرض لها الصحافيين خلال الفترة الماضية، مبيناً: (أن الاعتداء على الصحافيين لا يشبه الشعب السوداني، باعتبارها تصرفات دخيلة وتعدياً من "جبناء" لأن الذي يتلثم ويعتدي لا يوصف سوى أنه جبان)..! انتهى. * الحكومة تتأسف... ما هذا العبث؟ من الذي يعتدي على الصحفيين: هل هو الشعب السوداني أم الدائرة المعروفة المعادية للكتابة والتي لن يفصح عنها الوزير..؟! * ونتواصل مع احتفالات "يوم حرية الصحافة" الذي خاطبه وزير الاعلام أحمد بلال ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور، بدار اتحاد الصحافيين..! فهو يوم لكشف الحال حينما يحتفل به أعداء الحرية ومقوضيها.. ولكننا قبل تفاصيل الاحتفال معنيين بما قاله الوزير بلال ويردده كثيراً قادة حزب المؤتمر الوطني بمنتهى خفة الدماغ، وهم يذكروننا دائماً بأن المعارضة تسعى لتغيير النظام القائم لتدخل البلاد في الدوامة "الدموية" التي اجتاحت بلدان "الربيع العربي" متناسين أن الدم والقتل لم يغب طوال فترة حكم الوطني.. ومتناسين أن بلدان الربيع العربي لم "تتقسم" حتى الآن، بينما أرتكبت في عهدهم المجازر وانفصلت البلاد، وما تزال المؤشرات تهدد بمزيد من التمزق.. وينطبق على الحزب الحاكم بكل سوءاته مقطع الشاعر البارودي: إنْ قال خيراً فعن سهوٍ أَلَمَّ بهِ أَو قال شراً فعَن قصدٍ وإِمْضَاءِ لا يفعلُ السوءَ إلاَّ بعدَ مقدرةٍ ولا يُكَفْكِفُ إلاَّ بَعْدَ إِيذاءِ * ومن المؤذيات أن يجمع اتحاد الصحفيين بين (الذئب والحمل) ويجعل من يوم حرية الصحافة مسخرة بمناداة "أعداء الحرية"!! ليؤكد هذا الاتحاد بأنه ماض بجلباب الحزب الحاكم.. فإذا كان اتحاد الدكتور تيتاوي القديم متهم بالتبعية للسلطة وفق الترهيب والترغيب، فإن اتحاد "الرزيقي" هو السلطة نفسها.. فرغم حداثة عهده تخبرنا مقدماته بأنه سيكون عالة على الصحافة إن سار على سكة الخنوع وانتظار المغانم على حساب المظالم..! فإن لم يتحسس خطواته وهي تقوده بقوة إلى "بيت الطاعة" فليسقط..! إتحاد رئيسه و"أمينه" دائماً على سفر وكأنه أُنتخب لممارسة دور "بطوطي" وليس "بطولي".. فانتزاع الحريات ومقاتلة المهيمنين على الصحافة يحتاج إلى دور بطولي بالمعنى "الواعي"!! وفضح المتطفلين على المهنة بعيداً عن القانون يلزمه "تحزّم".. فهل اتحاد الرزيقي بعلاقاته العامة والخاصة قادر على محاربة "فتوات" المرحلة الطغاة، أم تراه سيلف ويدور في البيانات الميتة التي ينتهي مفعولها بانتهاء المناسبة..! * لقد منعت أخبار الانتخابات "البايخة" عن الصحف.. أي تم التعتيم على فضائحها التي غزت الآفاق.. ورغم أن الانتخابات "بروثها" شأن عام، إلاّ أن الطفيليون حجبوا الحقائق عن الصحف، واتحاد الصحفيين برئاسة الرزيقي "يعاين" بلا حياء..! فهل يرجى عدلاً ممن لا حياء له؟! * اتحاد ينتظر أن يأتي الصوت السياسي للإفراج عن قلم الصحفي زهير السراج، بينما يغيب صوته أي الإتحاد غرضاً أو مرضاً.. فربما يحسدونه.. وربما يضيق عليهم العيش بفضح أذناب السلطة من الكتاب، ولذلك فهو مغضوب عليه من رؤساء التحرير الذين يخافون على عيشهم ولا يخافون الله..! * إن الطلب من سياسي مثل غندور أو مثل بلال ليكون ظهيراً للحريات، هو كالطلب من قادة المؤتمر الوطني إيقاف "العنف في الجامعات".. فطلاب الحزب مبادرون دائماً بما يملى عليهم..!! * إن الاحتفال بيوم حرية الصحافة في ظل القيود المفروضة ووجود بعض من نسميهم زيفاً قادة الرأي، هو عبط استثنائي..! أعوذ بالله الأخبار الأحد