*فقد عاب علينا إسحاق قولنا أن الإبداع شيوعي.. *غضب أن نظرنا حولنا في مجال الشعر فوجدنا على قمته الدوش وحميد ومحجوب شريف.. *ونظرنا - في مجال الغناء - فوجدنا على قمته وردي وعركي ومصطفى سيد احمد.. *ونظرنا - في مجال أدب السياسة - فوجدنا وراق وعدلان وكمال الجزولي.. *فحيثما تلفتنا - بحثاً عن الأبرز إبداعاً - وجدنا شيوعيين.. *والآن بعد اعتراف إسحاق فضل الله ب(الكذب) اكتشفنا ميزة أخرى لدى أهل اليسار.. *فهم لا يكذبون أبداً اتساقاً مع ما يدعو إليه الإسلام .. *الإسلام الحق وليس الذي ينسب إليه إسحاق جواز الكذب.. *ومعروفٌ الحديث الذي يشير إلى أن المؤمن يمكن أن يفعل ويفعل ولكنه لا يكذب.. *فإن كذب فإنه يُخرج من الإيمان.. *والآية الكريمة تقول (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله).. *وحتى انقلاب مايو لم يكذب الحزب الشيوعي إزاءه حين قال إنه (شرف لا يدعيه).. *فالذي جاء على ألسنة كثير من قادته أنهم دعموه ولكنهم لم ينفذوه.. *بل حتى انقلاب هاشم العطا (صدق) عبد الخالق عندما قال إنه ليس من تدبيره.. *نفى ذلك أمام نميري - أثناء محاكمات الشجرة - وهو يعلم يقيناً أنه سيُعدم في كل الأحوال.. *ونميري الذي أعدم ب(الجملة) لم يعدمه هاشم رغم إنه كان تحت رحمته.. *وأيضاً كان (صادقاً) - هاشم - حين قال في كلمته الأخيرة أنه نادم لعدم قتله النميري.. *أي أنهم راعوا عشرةً وزمالةً و(أعرافاً ) لم يراعها هو .. *أما عبارة (الحرب خدعة) فهي مقيدة بأشراطها وليست مطلقة.. *يعني ليست رخصة مفتوحة هي (يبرطع) إسحاق بها كيف - ومتى - شاء.. *أو كل من شابهه من الذين يدمنون الكذب دون أن يطرف لهم جفن.. *والحاج وراق الذي صاحبته عن قرب - سنين عددا - لم أره يوماً واحداً يكذب.. *بل هو لا يحب - بالفطرة - الكذب والكذابين.. *فإن قام يصلي تظن أنه لن يفرغ منها إلى حين وقت الفريضة القادمة.. *ونقد وحميد ومصطفى لم يُرصد لأي منهم فعل واحد مجافٍ للقيم والعرف و(الدين).. *فهذه - إذاً - هي أخلاق الشيوعيين بعيداً عن الإبداع .. *ولو خُيرت أنا بين أن أكون اسلامياً (كاذباً) أو شيوعياً (صادقاً) لما ترددت في الاختيار.. *ولكن عسى الله أن يغفر لمن يوحده لا يشرك به شيئاً.. *ثم يعرف أن (الكذب حرام !!). الصيحة/السياسي