عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    اهلي جدة الاهلي السعودي الأهلي    أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين حسن عمر: لست قيادياً في المؤتمر الوطني.. ليس المطلوب من المسؤول أن يثبت نزاهته كأنه متهم
نشر في الراكوبة يوم 26 - 05 - 2015

** وأنا أدلف إلى مكتب الدكتور أمين حسن عمر القيادي بالمؤتمر الوطني استشعرت عدم رغبته في الحديث، في الحال أدركت أن ثمة أمرا خطيرا يجري بعيداً عن الأعين، أمر مثير للاستفهامت بالطبع، وعندما لا يرغب أمين في الكلام والمحاججة فنحن بصدد مرحلة جديدة _ على ما يبدو _ حسناً، من هنا كانت البداية، ومن قبل كان الرجل عائدا للتو من رحلة خارجية استمرت قرابة الأسبوع، ولكنه مع الرهق الذي بدا في عيونه، لم يغادر محطة الاستماتة في الدفاع عن النظام، حتى هذه الكلمة (النظام) كانت تثير حنقه، وكان يبتسم ساخراً ويرد بطريقته المعروفة (هذا كلام مجاني، هذا اتهام ساذج، لن أرد على ذلك القول).. وكلما حاولت أن أعرض مجمل الآراء الساخطة على التجربة يزداد الرجل مدافعة وبلهجة حادة، حتى خلت أن هذا الحوار لن يكتمل، وكلما اقتربت من ميدان الفكر والثقافة بدا أمين أكثر هدوءاً ورحابة، ويحمد للرجل أنه واضح في طرح رؤاه، حتى مواقفه الداخلية لا يستنكف عن عرضها ولو أغضبت البعض، لذا ظن الكثيرون أن مطالبته بتغيير القيادة في المؤتمر العام الأخير سوف تعصف به بعيداً، بالطبع سيرة المؤتمر العام والإصلاح ودور المثقف والحكومة المنتظرة ومبادرة شارع الحوادث وموقف الدولة من أحكام الإعدام في مصر والعديد من القضايا كانت حاضرة، ما قاله صراحة أنه الآن في حكم المتقاعد، ولا يرغب في خوض تجربة لا يؤمن بها، منظره في كرسي القماش يتحرك يمنة ويسرى، يسدد ويقارب وينظر للمستقبل، كان مثيراً للاهتمام، على كل حال ذاك مكانه، فأمين منذ البداية تليق به الألقاب الفكرية والأكاديمية، حسناً لننظر ما قاله وننتظر ما سيقوله.
+ ابتداءً يا دكتور هل تشعر أنه فاتك شيء يستحق التعليق؟
_ أنا أصلاً ما لدي رغبة في الكلام ولا أشعر بأن هنالك ما يستحق الحديث.
+ لو كنت إنت ما فاهم طبيعة المرحلة وقادر على التعاطي معها فمن الذي يفهم؟
_ مُش ما فاهم، ما (إنترستنغ) حتى ولا مهيأ.
+ لماذا؟
_ أنا مرة قلت إنو أي زول بيصل محطته وبينزل من البص ويفسح مكانه للغير.
+ أنت الآن لا تتقلد موقعا نافذا ومع ذلك تبدو مشغولاً على الدوام.. مشغول بماذا؟
_ مشغول بملفات في الحركة الإسلامية، وشغل يخصني أنا، ومشغول بندوات وهسه أنا جايي من ندوة.
+ أما زلت تؤمن بوجود حركة إسلامية فاعلة؟
_ طبعاً طبعاً.
+ ولكن الحركة الإسلامية الآن لا يبدو لها أثر في المجتمع ولا حتى في صناعة القرار السياسي؟
_ هذا غير صحيح..
+ ما الصحيح إذن؟
_ الحركة الإسلامية ما كانت بتعلن عن خطواتها في الصحف أصلا، لكن حتى القدر الذي تعلنه الآن موجود.
+ لنتحدث بوضوح، ما الذي تقوم به الحركة الإسلامية الآن؟
_ الآن في مبادرة لحرمة الدماء، في شغل على أصعدة مختلفة وما بالضرورة يعلن عنه.
+ لماذا لا يعلن عنها وهى ليست عملا سريا؟
_ هو عمل إسلامي المقصود منه الدعوة والتغيير والتمثل أكثر بالقيم الإسلامية، وهذه ليست حركة سياسية عايزة تعلن عن مواقفها عشان يكون ليها كسب.
+ الحركات الإسلامية كثيرة الآن في السودان عن أي واحدة تتحدث؟
_ الحركة الإسلامية التي أنتمي لها من أكثر من ثلاثين عاماً.
+ هل هنالك كيان موحد يجتمع فيه كل الإسلاميين بما فيهم الترابي وشيخ صادق وغازي صلاح الدين؟
_ مش بالضرورة، ومتين في تاريخ الإسلام كل أصحاب الاتجاهات الإسلامية موحدين في تنظيم واحد.
+ فيم التوحد إذن وقد تفرقت بهم السُبل وتقطعت بهم الأسباب؟
_ في توحد في بعض الأفكار، في توحد في أهداف كلية عامة، لكن التنظيم فكرة مختلفة، ونحن مع الإخوان المسلمين والشعبي وتيارات أنصار السنة، كلنا عندنا وحدة هدف.
+ معنى ذلك ممكن نفهم مشروع الترابي (النظام الخالف) في سياق وحدة الهدف.
_ الترابي يتحدث عن السياسة، عن نظام يتوحد فيه أصحاب الفكرة الإسلامية الوطنية بحيث يكونوا قوى تغيير في الساحة ولكن ليس بالضرورة عمل الحركة الإسلامية كله محصور في السياسة.
+ (مقاطعة) ولكن المجتمع الآن متقدم على الحركة الإسلامية وهو صاحب المبادرة؟
_ المجتمع بيقود من دون قيادة؟ المجتمع عنده قيادات فردية وقيادة جماعية، والحركة الإسلامية بتفتخر إنو كان عندها دور كبير جداً في التغيير الاجتماعي.
+ كان عندها دور، هذا يعني عملا سابقا ولكن هنالك تغييرات وتحولات كبيرة اليوم لا تخطئها العين؟
_ حتى الآن كثير من عبارات الحركة الإسلامية وشعاراتها يتبناها المجتمع، حتى خصومها اضطروا إلى استلاف بعض مصطلحاتها وبعض مناهجها، إما يزايدوا بيها أو يحاكموا بيها.
+ الذي يقود المجتمع الآن مبادرات شبابية، مثلاً مبادرة (شارع الحوادث) لوحدها الآن أكبر من صدى الحركة الإسلامية؟
_ هذا تبسيط مخل.
+ كيف تبسيط وهي الأكثر حضوراً وتفاعلاً والتفافاً؟
_ هى مبادرة نقدرها، ولكنها مبادرة محدودة لهدف محدود، فما ممكن تقول إنها تقود المجتمع، المجتمع دا أوسع من الخرطوم.
+ ولكنها الآن تتجاوز الخرطوم، مثل هذه المبادرات تنداح في كل مكان وقد وجدت ترحيباً لافتاً؟
_ المشكلة ما في فكرة جديدة، فكرة العمل العام الخيري فكرة قديمة وموجودة في المجتع وواسعة الانتشار، وهي فكرة النفير والفزع.
+ عفواً ولكن هذا الالتفاف والتفاعل المنظور يعني أن المجتمع يائس من الحركة الإسلامية بحزبها وحكومتها؟
_ البقولوا الكلام ده هم خصوم الحركة الإسلامية، الحركة الإسلامية العمل الخيري البتقوم بيه في السودان وعبر العالم لا يمكن أن يقارن بأي جهد مقدر تقوم به ثلة من الشباب.
+ ولكن واقع الحال متجاوز لنداءات وشعارات الحركة؟
_ يا أخي عندنا منظمة واحدة وهى منظمة الدعوة الإسلامية بتعمل في عشرات الدول، وتنفق مليارات، تجي تقول لي كلام ساي؟
+ ولكن الأولوية للداخل وليس للخارج، فأنت نفسك لم تصل مرحلة الكفاية والدليل أن العالم نفسه ينفق عليك؟
_ الأولوية لا تعني الانحصار، الأولوية إنك تخت دا في الاعتبار، وهو موجود في استراتيجياتنا.
+ بصفة شخصية هل أنت داعم لمثل هذه المبادرات أم رافض لها؟
_ أنا بالمناسبة عضو عبر عدد من هذه المبادرات، وليس الأمر للمزايدات التجارية.
+ يعني هذا أنك يائس من العمل الحكومي ولذلك التحقت بهذه المبادرات؟
_ هذا كلام ليس فيه عمق كاف، أنا لو يئست من العمل العام كان بمشي اتقاعد، أنا في مرحلة التقاعد ومافي زول بيلومني، كان ممكن أمشي بيتنا وأعمل لي حاجات بسيطة ومدرة للدخل وأتفرج وأنتقد في الناس.
+ في المؤتمر العام الأخير كنت محبطا أو على الأقل كنت تنتظر تغييرات عاصفة وخاب أملك؟
_ أنا ما محبط، كوني أعمل على التغيير، ولا زلت أعتقد أنه مفترض يحصل تغيير وتحصل مبادرات كبيرة، لأن مجتمعا مثل المجتمع السوداني بطيئ الحركة ويحتاج إلى مبادرات جريئة ومتتابعة وكثيفة.
+ هل تتوقع أن يحدث تغيير في مقبل الايام؟
_ هو التغيير حاصل، نحن مش زعلانيين إنو مافي تغيير، زعلانين أن نسق التغيير دون الطموح ودون الفرص المتاحة، أما النظر السلبي إذا رضيت أقول الأمور كلها حسنة وإذا غضبت أقول الأمور كلها سيئة فدا نظر ما عنده قيمة، الأمر درجات ومستويات.
+ ما الذي تعتقده أنت بخصوص التغيير والإصلاح بعد كل هذه السنوات؟
_ الفرص المتاحة للعمل التغييري والإصلاحي في السودان أكبر بكثير جداً مما هو مستثمر، والحاجة إلى تغيير سريع لنواكب المتغيرات حولنا في العالم حاجة ماسة، والتجاوب مع هذه الحاجة الماسة محدود ويحتاج إلى دفع وتحريك
+ في المؤتمر الأخير ظن الكثيرون أن دكتور أمين غادر الملعب تماماً ولن يعود مرة أخرى لأنه اعترض على التجيد للرئيس؟
_ لأن هؤلاء سلبيين، بفتكروا أما ترضى فتُقبل أو لا ترضى فتدبر.
+ هنالك رواية أخرى تقول إن أمين في ذلك الوقت لعب دورا لصالح علي عثمان وأراد أن يظهره بمظهر المناصر للبشير؟
_ ما عندي تعليق على هذه الرواية الساذجة.
+ هل هنالك مفاجآت متوقعة في الأيام القليلة القادمة في ما يخص الحكومة الجديدة؟
_ والله لا أشغل نفسي بهذا.
+ لماذا؟
_ أول حاجة أنا ما راضي بالطريقة التي تدبر بها الأمور بإعطاء أهمية كبيرة جداً لجهويات ولقبليات، أعتقد ان هذا سيعطل حركة الإصلاح، وسيبطئ من حركة التقدم نحو الأمام لأنه قائم على التسويات، والتسويات لا يمكن أن تقدم أمة.
+ ولكن التسويات الجهوية والطائفية هي صيغة مطروحة للشراكة الحالية؟
_ للأسف هذا موجود، والدلائل تشير له والتصريحات تؤكده.
+ هل أنت متفائل بإنفاذ مخرجات خطاب الوثبة في قادم الأيام؟
_ أنا لا أتفاءل ولا أتشاءم، أنا متفائل طوال الوقت وأحياناً الأمور تقصر عن هذا التباين، وللأسف لمدة طويلة الأمور مقصرة عن الآمال، وأعتقد الرئيس عنده فرصة تاريخية ليقوم بمبادرات قوية وجريئة وسريعة، إذا لم يفعل ذلك فستكون هنالك فرص مهمة قد ضاعت على السودان وعلى قيادته هو شخصياً.
+ دور المثقفين داخل الحركة الإسلامية وداخل المؤتمر الوطني بمن فيهم أنت متخاذل وسلبي، هل تتفق مع ذلك الاتهام؟
_ ما هي علامة السلبية؟
+ السكوت في معرض الحاجة للكلام والنقد؟
_ مين سكت؟ هسه في حوارك دا في أي علامة سكوت على ما يجري؟ هذه اتهامات تساق، ومين قال الدور الجماعي لازم نعمل بيه مظاهرة في الشارع السياسي؟
+ أنا أتحدث عن الدور الداخلي في الرأي والمشورة والنصح والاعتراض؟
_ إذا عندنا دور جماعي محتاجين نتعامل فيه بحكمة وذكاء حتى ينتج ثماره، وليس لكي يصبح إعلانا ليرضي بعض الناس، ولن يرضى كثيرا من الناس، وهذه الاتهامات تصنيفات مسبقة وليست قائمة على مراقبة وتقييم موضوعي ومنصف.
+ ولكن الراجح أنكم كنتم تخافون من مصير غازي؟
_ أنا لو كنت مقتنعا بأن حركة (الإصلاح الآن) بالتنظيم الذي خرجت به واعدة لكنت التحقت بها.
+ ما الذي تعتقده بخصوص حركة الإصلاح الآن؟
_ أعتقد أنه ليس لها أفق نجاح كبير.
+ هل أنت مؤمن بالتغيير من الداخل؟
_ أصلاً الإصلاح لا يكون إلا بالتغيير من الداخل، الثورة دي شيء آخر، وهي خروج على المؤسسة.
+ مع مرور التجربة كل من يجهر بالقول من الإسلاميين يمضى إلى حتفه السياسي؟
_ هذه الخمسة والعشرين سنة كانت مليئة بالإخفاقات ومليئة بالإنجازات، والإصلاح هو أن تتحدث عن الإنجازات وتدفع باتجاه تعظيمها وتتحدث عن الإخفاقات وتعمل على تجاوزها ومراجعتها الضرورية.
+ ولكن الإنقاذ بدت تجربة حزينة وغير مرضية للكثيرين؟
_ هذا تقييم شخصي جداً وليس تقييما موضوعيا.
+ لماذا؟ وهو رأي ظاهر؟
_ المعايير لهذا التقييم هي إما معايير رقمية قياسية أو معايير سياسية، والسياسية واضحة جداً فحزب المؤتمر الوطني الآن حزب ضخم وكبير أكبر من اللازم حتى، وهذا دلالة على على أن الناس يشعرون أن هذا الحزب هو الذي يمكن أن يقود الحياة السياسية.
+ الانتخابات لم تقل ذلك وحتى المؤتمر الوطني بضخامته التي تتحدث عنها هو حزب مستنزف لموارد الدولة وهنالك تصنيفات غير جيدة في ما يتعلق بالشفافية والنزاهة؟
_ كل هذا جزء من المعركة السياسية، وليست أشياء تقيمية وتقويمية، الفساد جزء من المعركة السياسية داخلياً وخارجياً، وتقييم التقصير أو الإنجاز عندما تأتي من خصم ليست لها قيمة.
+ مظاهر الثراء بالنسبة للعديد من قادة المؤتمر الوطني لا تخطئها العين هنالك من يردد ذلك؟
_ هذا ليس صحيحا وهو كلام مجاني ولا أريد ان أخوض فيه.
+ ولكن الشارع والأسافير تخوض فيه؟
_ عندما يتحدث أحدهم عن شخص معين ويقول إنه أثرى وأفسد ويتحمل المسؤولية القانونية أنا بحترمه.
+ عندما بدأت الصحف منعت؟
_ هذا مجرد استنتاج، مين قال منعت لأنها كتبت عن الفساد؟، وأي فساد موثق حقيقة قدمته الصحف؟
+ أنت شخصياً كتبت تطالب بإحكام القوانين والضوابط لمنع أي تجاوزات وشبهات؟
_ أنا كتبت وقلت إن إيقاع مواجهة الحالات التي كان فيها شبهة فساد، أنا لا أستطيع أن أقول إن هنالك فسادا حتى يثبت القضاء أن هنالك فسادا، لكن الإيقاع التشريعي والإيقاع التنفيذي وهذا موجود حتى في سيرة الإصلاح هو إيقاع بسيط وبطيئ في مثل هذه الحالات، وهذا سيخدم قضية المروجين لهذه التهم، ولابد للحكومة.. ولابد للجهاز التشريعي أن يكون حازما وسريعا في مواجهة أي حالات اشتباه وهو للأسف غير موجود، لكنه لا يثبت أن هنالك فسادا على كل حال.
+ وماذا عن الحالات التي ذهبت للمحاكم؟
_ الحالات القليلة التي ذهبت للمحاكم أحياناً بُرئ المتهمون فيها وأحياناً أدينوا.
لماذا ليس هنالك قانون واضح لإبراء الذمة ينشر للعلن وسؤال من أين لك هذا؟
_ من قال إنو مافي قانون إبراء ذمة؟ السودان واحد من البلاد القليلة الفيها قانون إبراء ذمة، وفي غاية اللامنطقية وضد روح القانون بحسب تقديري..
+ كيف في غاية اللامنطقية؟
_ لأنك إنت تكلف الشخص، وهو بيثبت إنو الحاجات حقته، ويمشي يطلع الشهادات ويطلع الورق ويظهره، وإذا عنده قطعة أرض يجيب شهادة بحث، وكل فترة ينشر حساباته للنيابة العامة، هذا لا يحدث في بلاد العالم.
+ ما الذي يحدث في العالم إذن؟
_ الذي يحدث في العالم هنالك هيئة هي التي تراقب وتتابع الحالات، وحتى في الإسلام كانت هنالك هيئة المظالم تنظر في الحالات، إذا حصلت حالة اشتباه، أو نقلة كبيرة في وضع شخص غير قابلة للتفسير تستدعيه وتستفسره، ولكن ليس المطلوب منه أن يثبت نزاهته كأنه متهم.
+ قبل أيام أثيرت قضية شراء عربات مليارية لطلاب المؤتمر الوطني، ألا تعتقد أن ذلك هدر لموارد الدولة؟
_ ما علاقة هذا بموارد الدولة؟
+ هم طلاب الحزب الحاكم؟
_ أول حاجة قطاع الطلاب نفى هذا.
+ لم ينف حقيقة الصفقة؟
_ أنا سمعت نفيا من شخص أعرف أنه مسؤول في القطاع قال إن هذا لم يحدث، وإذا الحزب اشترى لبعض طلابه عربات فهذا يخص الحزب ولا يخص الآخرين، نحن اشتغلنا في قطاع الطلاب ما كان عندنا عربات، ولا عربية واحدة وكنا منتشرين في كل ولايات السودان.
+ من تخص تلك القضية؟
_ هذا أمر لا يخص الدولة، لأن الدولة لم تشتر عربات، وإذا في واحد عنده دليل أن الدولة اشترت عربات لقطاع الطلاب أو للحزب يجيبو.
+ من أين للحزب بتلك الموارد؟
_ هذا حزب ضخم جداً، عنده موارد وعنده رجال أعمال بيدفعوا ليه الملايين، وعليه أن يمول برامج قطاعاته التنظيمية، فإذا كان جزءا من هذا التمويل شراء فهذا من حقه، وأنا شخصياً لا أعتقد أن العربات جزء جوهري في العمل السياسي والتنظيمي.
+ ولكنه مظهر مستفز على كل حال؟
_ مافي أي استفزاز، هو أي رجل أعمال أو شركة بتشتري حاجات تخصها هل هذا مستفز؟
+ ثمة من يقول إنها مفارقة في بيئة تعليمية قاسية وطلاب محرومين من التعليم بسبب الرسوم؟
_ نحن درسنا في الجامعات والطلاب كانوا بُيرفدوا وما عندهم قروش، هذا هو الوضع الاجتماعي الموجود في البلاد.
+ أنا اتحدث عن المفارقة السياسية؟
_ هذه السيارات لم تهد لأشخاص، ولكنها وسائل عمل، أنا شخصياً ضد أن يتحول قطاع الطلاب إلى كيان يشبه الوزارة، رفضت هذا وأعتقد أن العمل الطلابي عمل طوعي وينبغي أن يكون في شكله وفي ديمقراطيته الداخلية عملا طوعيا، حتى ولو كان عنده ولاء سياسي.
+ هل أنت راض عن الطريقة التي يدار بها قطاع الطلاب؟
_ صحيح أن الطريقة التي يدار بها القطاع تحوله كأنه شركة أو مؤسسة وفيها مديرون وعندهم امتيازات، هذه صورة ليست ناجحة ولا ناجعة، ولكن إذا كان الحزب اختار هذا الشكل فله ذلك طالما أنه ينفق من أمواله.
+ هنالك من يردد بأن دكتور أمين شخصية تبريرية؟
_ من الذي يقول؟
+ هى انطباعات عامة من كثرة تبريرك لما يراه الكثيرون أخطاء؟
- يا أخي تنسب الأمر لصاحبه، تقول انطباعي أنا، هذا جزء من عملية الصراع السياسي ولا أشغل نفسي به.
+ حتى ولو اعترفت الحكومة بوجود مشكلة تنفي أنت عنها ذلك؟
_ أنا بقول الحقيقة التي أراها، الآخر الذي يرى حقيقة أخرى يقدم الدليل، يا أخي معظم الجدل السياسي عبارة عن مغالطات، والناس البيتكلموا إني أبرر، أتحدى شخص يتكلم عن أفكاره بوضوح له أو عليه مثلي.
+ هل يزعجك الاتهام إنك تؤدي خدمات معينة للنظام؟
_ مين النظام؟
+ المؤتمر الوطني؟
_ أنا عضو في حزب وهو حزب حاكم، فكيف أقدم خدمات؟، هل أنا مستأجر؟، أنا شخص ناشط في حزب ومن وأجبي أن أدافع عنه ومن واجبي أيضاً أن أنتقده في الصعيد المناسب.
+ ما الذي تقصده بالصعيد المناسب؟
- الصعيد المناسب أحياناً يكون داخل الأجهزة وأحياناً يكون نقدا عاما لأن المطلوب وعي عام.
+ كثير من الذين كانوا يدافعون عن النظام ما عادوا يدافعون عنه؟
- أنا لا يعنيني الآخرون، وهذا ليس صحيحا فهذا كلام مجاني ومجرد افتراضات.
+ لماذا دائما الإيمان بنظرية المؤامرة؟
_ طبيعة المنافسة السياسية والصراع السياسي هي هكذا، وخاصة إذا كان بعض المنافسين لا يتحلون بقدر كافٍ من الأمانة.
+ لماذا صراع سياسي وإنت جئت عبر انتخابات وبرنامج معلوم ووعود كثيرة يدفع الناس لأن تتحقق؟
_ والانتخابات نفسها صراع سياسي.
+ ألا تعتقد أن جماهيرك نفسها هي التي تحتج ومن بعدها رأي عام؟
_ أنا بعرف الرأي العام شنو، والرأي الخاص الحزبي شنو، والرأي الحزبي الموضوعي شنو، والرأي الحزبي المتعصب القائم على الكراهية والإقصاء شنو..
+ عندك أدوات قياس لتلك الأراء؟
_ طبعاً طبعاً.
+ ما هى أدوات القياس تلك؟
_ هى مناهجي في البحث والنظر والتحقيق.
+ إذاً كم هى نسبة الرضاء عليكم؟
_ لا أريد أن أدخل في هذا.
+ هنالك من يعتبر الموقف الحكومي من أحكام الإعدام في مصر كان متخاذلاً جداً؟
_ أول حاجة متخاذل ومؤيد هو تقييم غير منصف، هذا موقف سياسي، والذي يطلقه على هو موقفه، أنا شخصياً أعتقد أن أي أحكام قاسية جماعية مقصود منها الردع هي ليست السبيل الصحيح، أما الدولة كدولة فلن تعلق وهذا هو الموقف السليم الصحيح، نحن نقول إننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى كدولة.
+ ما هو رأي الحركة الإسلامية؟
_ الحركة الإسلامية لن تقبل هذا وتراه تجاوزا في حقوق الإنسان، وشكل العرض العدلي نفسه غير مقنع لكل إنسان.
+ ألا تعتقد أن حرب اليمن شأن داخلي؟
_ أنا أختار، هذا موقفي.
+ كيف يعني إنت تختار؟
- في فرق بين أن أتخذ موقفا وبين إني ما جزء من هذا الموقف.
+ ولكنك جزء من التيار الإسلامي الفكري؟
_ هذا لا يعني إني أتماهى مع أي خطوة اتخذها تنظيم معين.
_ ولكن تركيا مثلاً كان لديها موقف واضح؟
_ إنت لمن تقول موقف واضح معناها متبني فكرة معينة، إنت ليه عايز تفرض علي فكرك؟، وتركيا نفسها ممكن ينسب فيها كلام لشخص محدد، والدولة كدولة إذا أرادت أن لا يتدخل الآخرون في شؤونها الداخلية ينبغي أن لا تتدخل في شؤون الناس الداخلية..
+ لماذا لا يكون هنالك رأي موحد؟
_ نحن كتيارات في المجتمع، وحتى ربما كحزب وحركة إسلامية لنا رأي، أنا شخصياً أعتقد أن ما يجري باسم العدالة في مصر لا علاقة له بالعدالة.
+ في رواية عندها جمهور وهي تعتقد أن ما جرى بين الإسلاميين من مفاصلة وصراع محض مسرحية والترابي الآن يريد أن يلملم أطراف تلك المسرحية؟
_ هذا كلام في غاية السذاجة.
+ مثلاً رواية اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً لم تكن رواية ساذجة؟
_ في فرق بين تكتيك مؤقت وبين تمثيلية تدوم سنوات طويلة، كأن العمل السياسي مسرحية.
+ هل تتوقع وحدة الإسلاميين في قادم الايام؟
_ الوحدة يا أخي لها أشكال كثيرة كما قلت، في وحدة في الهدف، في وحدة في الفكر، في وحدة تنظيم ووحدة صف.
+ وحدة تشارك في السلطة هل تتوقعها؟
_ الآن في عشرات الأحزاب تشارك في السلطة.
+ أنا أقصد المؤتمر الشعبي على وجه التحديد؟
_ يمكنك أن تسأل المؤتمر الشعبي..
+ ولكن هنالك حوار الأن وتفاهمات؟
_ المؤتمر الوطني فتح الأبواب لكل القوى السياسية لتتحاور ولتشارك بناء على نتيجة ذلك الحوار.
+ حتى الآن الحوار لم يفض إلى شيء؟
_ هو حتى الآن لم يبدأ حتى يفضي إلى شيء.
+ متى سيبدأ الحوار الوطني؟
_ أسأل الذين ينظمون سبعة زايد سبعة وقيادة المؤتمر الوطني..
+ أنت في قيادة المؤتمر الوطني؟
_ أنا لست قياديا في المؤتمر الوطني.
+ الان أنت ممسك بملف دارفور فما الجديد؟
_ أنا ماسك ملف إنفاذ اتفاقيات معينة وهذا أيضاً له وقت محدود سينتهي بعده.
+ إذا طلب منك أن تشغل منصبا سياسيا أو تنفيذيا في المرحلة المقبلة فهل ستوافق؟
_ أنا أوضحت موقفي وقلت إني متقاعد، وكل إنسان يختار خياراته
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.