أجمل صورة رأيتها ولم أراها جسدّها الكاتب والروائي الكبير "فيكتور هيجو" في روايته "أحدب نوتردام" .. التي تدور حول طفل لقيط قبيح المنظر تعهده "قس" وقام بتربيته في كنيسة "نوتردام" .. دربه ليصبح قارع الأجراس في الكنيسة .. ولكن الطفل الذي شب وأصبح مفتول العضلات ظل أسيراً للقمع والإضطهاد الذين عانى منهما بسبب سخرية الناس من تقوس ظهره .. ظل منزوياً خلف جدران "الكنيسة" وحيداً منعزلاً عن الإتصال بالعالم الخارجي .. كدليل إدانة ضد مجتمع **** ومُحتقر .. مجتمع يعظم المنظر ويضطهد الفقير وأصحاب الحاجة والمرض .. لا تقلقوا على مصير"أحدب" القصة فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا .. فقد وقع في حب فتاة غجرية جميلة رأت جمال دواخله وأنارت بنورها الآخاذ حياته وقلبه ووجهه فأصبح وضاحاً بعد ان كان عبوساً قمطريرا .. أقول لا تقلقوا على مصير "أحدب" القصة بل أقلقوا على مصير بلادكم من كيد صاحب الصورة الحقيقية : الحاكم الفاسد "ذو الوجهين" – أنظر الصورة المرفقة. الصورة المعبرة التي أعجبتني .. أخذتها من تقرير أصدرته أمس منظمة (كفاية) الأمريكية –Enough .. تناول التقرير إنتخابات "عمر البشير" التي فاز فيها على نفسه .. وكان عنوان التقرير : (عمر البشير صاحب الوجوه الكثيرة) .. وتناول "حربائيته" وكذبه ونفاقه وعدم إلتزامه بالعهود والمواثيق. ما أشبه "الترابي" بالقس الذي أحضر اللقيط من الشارع لأجل ان يعلمه قرع الأجراس من دون ان يشاركه في "القُدّاس" .. ولكن لقيط بلادنا قرع جرس أول "حصة" ثم قال لشيخه : ( انتهى الدرس يا غبي) .. ومن يومها تحول إسم الشيخ إلى "أحدب المنشية " .. يجلس منزوياً قاعياً في ركن منزله يعاني من كآبة المنظر وسوء المنقلب في الحال والمآل و"العسكر" .. ولغاية الأسف ترك بلادنا تنزف وتعاني معه : من دمامة وقبح تلميذه "ذو القرنين" .. ومن طيش تصرفاته وعبثه ولعبه المستمر بالبيضة والحجر .. وبالقرنين .. وهاهو يضع قرن مع "الملالي" في ايران ، وقرنه الأخرى ضد "الحوثيين" في اليمن !! تأملوا الصورة .. التي تحكي عن قصة يعجز خيال "هيجو" وكل رواة التاريخ من الأتيان بمثلها .. قصة شعب كان في أحسن تقويم سلم نفسه وبلاده إلى **** وكاذب أشر فإرتد به إلى : أسفل السافلين . [email protected]