كشف مسئول سودانى عن البدء فى الخطوات المتعلقة بإنشاء مدينة إعلامية وقمر صناعى سودانى، على غرار نايل سات وعرب سات، وقال عبد الماجد هارون وكيل وزارة الاعلام السودانية "ننتظر مستقبلا يشهد تحولات يأخذ فيها الإعلام وضعا آخر وجيدا، فنحن نخطط لمشروعات فيها طموح، ونتطلع إلى أن يمتلك السودان قمرا صناعيا ومدينة إعلامية على غرار مدينة الإنتاج الإعلامى فى مصر ومدينة دبى الإعلامية". وأشار هارون فى تصريحات من الخرطوم إلى أنه تم تشكيل لجنتين يعملان الآن على تحقيق هذا الأمر، من بينها لجنة خاصة بالقمر الصناعى، والآخر تتعلق بالمدينة الإعلامية، وهذه اللجنة تقوم حالياً بعملية اختيار المكان المناسب، لافتاً إلى أن اللجنتين ستقومان خلال الفترة المقبلة بزيارات ميدانية للقاهرة ودبى وعواصم أخرى للوقوف على خبراتهم فى هذا المجال والاستفادة منها فى إنشاء القمر الصناعى والمدينة الإعلامية، مؤكداً على أن هذه المشروعات ستتم بشراكة مع القطاع الخاص، خاصة المدينة الإعلامية التى ستأخذ الطابع الاجتماعى للسودان. ولفت هارون إلى أن السودان تعمل حالياً على التحول للبث الرقمى بحدود عام 2020 بما يؤمن لها انتقال جيد إلى وسائل الاتصال الحديثة، وقال "نشعر بوجود نقلة كبيرة فى مجال الإعلام، وهذا أمر مهم لأن هناك حوارا واسعا يقوده الإعلام داخل المجتمع السودانى وبين المجتمع والدولة"، مضيفاً "حدث توسع فى خدمات الإعلام الحديثة والوسائط الاجتماعية الجديدة، بسبب التوسع فى البنية التحتية التى تخدم هذا القطاع"، لافتاً إلى أن السودان به 4 آلاف كلم فايبر، وهى مقبلة حالياً للدخول فى خدمات الجيل الرابع فى الاتصالات، مؤكداً "السودان بلد فيه أعداد كبيرة من القبائل وبه إمكانيات هائلة جداً، لكن التواصل ضعيف بسبب ضعف الإمكانيات خاصة فى القرى، ونحن متفائلين أنه خلال السنوات القليلة المقبلة نستطيع تقديم تجربة مختلفة فى مجال الإعلام والاتصالات". من جهة أخرى أشار عبد الماجد هارون إلى أن حفل تنصيب الرئيس عمر البشير كان نقطة تحول فى علاقات السودان الداخلية والخارجية، من خلال تعزيز العلاقات القائمة مع بعض الدول الصديقة والشقيقة والانفتاح على الآخرين، وقال "نحن نعيش حالياً نتاج تجربة 25 سنة من حكم البشير، فقد رأينا أن هناك إرثا معقولا خاصة فى مجال الإعلام، فالسودان به أكثر من 42 صحيفة يومية من بينها حوالى 30 صحيفة سياسية، بالإضافة إلى 18 إذاعة وإذاعات الولايات، و12 قناة فضائية"، مشيراً إلى أن السودان ينتج أكثر من 500 ساعة تليفزيونية وإذاعية يومياً، حيث يعمل حوالى 20 ألف فى الحقل الإعلامى ما بين صحفى وإعلامى وفنى، لافتاً إلى أن 35% من المؤسسات الإعلامية والصحفية مملوكة للدولة، والباقى مملوك للقطاع الخاص الذى يتوسع حالياً على حساب المجال الحكومى. وتحدث عبد الماجد هارون عن أهمية وجود شراكة بين الاعلام المصرى والسودانى، وقال إنه من الممكن أن تنشأ شراكات بين صحف وقنوات وإذاعات بين مصر والسودان، مؤكداً على أن المؤسسات الإعلامية فى البلدين لديها فرصة للتعبير عن الإرادة الشعبية وعدم التأثر بالسياسة، وقال "نحن أمام مسئوليات لا نستطيع التهرب منها، لأن من مسئولياتنا أن نرعى العلاقة بين الدولتين المرتبطتين بقواسم مشتركة اجتماعية وسياسية واقتصادية، وهذه القواسم تلقى على عاتق الإعلاميين مسئولية كبيرة بأن نتجاوز التطرف الذى يملى علينا أموراً خاصة".