صاحبة اجمل عيون في تاريخ السينما العربية.. رغم غيابها عن الشاشة واعتزالها الفن منذ سنوات طويلة الا ان اسم زبيدة ثروت مازال عالقا في اذهان الناس لموهبتها وجمالها وتاريخها.. في حين تعيش هي في حالة سكون مع بناتها واحفادها.. تعاني من الحزن على وفاة ابنتها الصغرى.. «الأنباء» دخلت عالمها وكشفت العديد من الاسرار في حياتها وردت هي على بعض ما أثير حولها.. وقصص زواجها وكيف ترى نفسها بعد تقدم العمر. تعيش النجمة التي طال الزمن من جمالها ووزنها ولم يغير اجمل عيون شاهدتها الشاشة الكبيرة حاليا في شقتها البسيطة في حي المهندسين.. ويتردد عليها على فترات بناتها ريم ورشا وقسمت.. واحفادها.. وتعتبر ان ازواج بناتها هم اولادها ايضا خاصة انهم يحيطونها بالحب والرعاية والاهتمام.. وتؤكد ان حب الناس لها نعمة كبيرة وان الكثيرين من الاشخاص العاديين يتصلون بها.. وان ظروف الحياة والسن والحالة الصحية تجعلها قليلة الخروج من المنزل وتبعدها عن العامة، وتشغل نفسها بالاتصال ببناتها ومتابعة الاخبار السياسية والاجتماعية، وقليلا ما تشاهد المسلسلات او الافلام الحديثة.. وتفضل متابعة الافلام القديمة.. لا يزعجها التقدم في العمر ولكنها تعشق الحياة ومغرمة بها.. أدت فريضة الحج وتحاول الاستمتاع بحياتها من خلال أحفادها الذين يملأون الدنيا عليها.. وتحب النظر في المرآة فلكل سن جمالها.. وتحمد الله وتشعر بالرضا عن نفسها. الأزمة اصعب ازمة مرت في حياة ذات العيون الجميلة كانت حين علمت ان ابنتها مها اصيبت بمرض السرطان وكانت مقيمة بأميركا ومتزوجة من طبيب شاب.. وعلى الفور سافرت الى الابنة وتابعت مراحل علاجها ثم طلبت الأم من ابنتها المريضة للحضور الى القاهرة للعلاج وحتى تكون برفقتها ترعاها وتشرف على شؤونها.. وحضرت الابنة وتركت زبيدة ثروت كل شؤون حياتها وتفرغت لرعاية ابنتها الشابة.. مرض ابنتها أثر على حالتها النفسية فما أصعب أن ترى جزءا منك يتألم أمامك وأنت عاجز عن التخفيف عنه.. وبعد عامين من العلاج والالم والمعاناة توفيت الابنة وتركت الحزن والجرح للأم التي شعرت انها فقدت طعم الحياة وان حياتها ليس لها مذاق رغم ان لها ثلاث بنات اخريات ولكن فقد واحدة يساوي الكثير عندها.. ووجدت النجمة نفسها تسقط في دائرة الاكتئاب والحزن ولم يعد يدفعها للمقاومة سوى بناتها واحفادها. عن اسرار حياتها وطفولتها تروي قطة السينما العربية قائلة: والدي احمد ثروت كان ضابطا في البحرية المصرية برتبة لواء واستطاع أن يفرض علينا قيودا وطقوسا شديدة وكان شديدا في تربيته لي ولكنه كان حنونا ويحب اولاده جدا.. اما والدتي فهي كانت سيدة صارمة للغاية وفي منتهى الذكاء، ولطالما تمنيت أن أكون في مثل ذكائها.. اما جدتي لأمي فكانت حفيدة السلطان حسين كامل.. وكان منزلنا مثال للالتزام والنظام مع الحب والحنان ورقة المشاعر.. لقد أنعم الله علي منذ طفولتي أنا وشقيقتي بنعمة الجمال، وكان جمالنا محط أنظار الجميع في الحي الذي نشأنا فيه، وأثناء دراستنا بالمرحلة الإعدادية قامت إحدى المدرسات بإرسال صورتي وكذلك صورة شقيقتي إلى مسابقة نظمتها مجلة «الجيل» واختارني القراء كأجمل فتاة في الشرق.. ونشرت صورتي على الغلاف.. وتلقيت بعدها العديد من العروض لدخول الفن ولكن والدي رفض الامر فقد كان يعارض عملي بالفن ورفض بشدة كل المحاولات التي بذلت لاثنائه عن رفضه.. ولكنه لانه يعرف سلوك ابنته ورغبته في عدم اغضابي وافق على مضض.. ووعدته بأن اكون حريصة على نفسي وعندما دخلت الوسط طلب مني عدم الاعتراف بأصولي حتى لا أجني كراهية الوسط وأتعرض للاضطهاد.. ولذا كنت حريصة على نفسي وتربيتي.. بمجرد انتهاء التصوير أعود إلى البيت ولا أشارك في حفلات.. ولذلك ظن الناس أنني انطوائية وأميل إلى العزلة.. وبعد بضع سنوات على عملي بالفن التحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية والتحقت بهذه الكلية تحديدا لكي أسترضي جدي لأنني منذ طفولتي كان يصطحبني معه للمكتب وأبدى رغبته كثيرا في الحصول على ليسانس الحقوق لكي أعمل بمكتبه بل وأتولى شؤونه واكتشفت أنني كنت ذكية جدا عند اختياري لهذه الكلية حيث إنه قام بإعادة العلاقة معنا بعد أن أكدت له أنني أسعى لتحقيق حلمه هو وأن الدراسة عندي أهم من التمثيل فاطمأن كثيرا واعتقد أنني بعد انتهاء الدراسة سأنشغل بالمحاماة وأنسى تماما موضوع التمثيل... وبعد التخرج.. عملت بالفعل محامية تحت التمرين بمكتب الأستاذ لبيب معوض المحامي الشهير، وكان وجودي في هذا المكتب بمنزلة تحويل المكتب إلى ملتقى للمعجبين فقد كنت أثبت وجودي سينمائيا والكثيرون من أصحاب القضايا كانوا يأتون لرؤيتي والنظر لي فكانوا ينسون القضايا ويتحدثون معي عن الفن والسينما وغالبا ما كنت استرسل معهم في الحديث الذي كان يستمر بالساعات.. العادات والتقاليد وصرامة الأسرة في تعاملها معي فكان أبي وأمي يرافقانني في كل خطواتي ودائما كانت أسئلتهم لي لا تتوقف عن مهامي اليومية وماذا فعلت ومن قابلت؟.. دون النظر إلى أنني أصبحت نجمة مشهورة ومعروفة.. وأتذكر أنني إذا تأخرت بعد المغرب مثلا أتعرض للضرب المبرح من والدي واحيانا والدتي. الحب والزواج عن تحرك مشاعرها وتحرك قلبها بالحب وأهم قصة حب في حياتها كانت في كواليس فيلم (يوم من عمري)الذي ظهرت فيه مع عبد الحليم وعبد السلام النابلسي.. فوجئت ان مشاعرها تتجه الى مطرب الرومانسية والعواطف عبد الحليم حافظ.. ولكنها اخفت مشاعرها واحساسها في الوقت الذي سعى حليم للتصريح لها بحبه واعجابه بها ولم يجد ردا وادرك ان افضل وسيلة للوصول الى قلبها هو التقدم لوالدها للزواج منها.. ولم يتصور يوما ان رد اللواء احمد ثروت والدها سيكون«لن اقبل ولايليق ان يكون زوج ابنتي مطربا».. واصيب حليم بصدمة شديدة وحزنت الحسناء الرقيقة ولكن فارق العمر بينهما حيث يكبرها ب 11 عاما وكذلك ما يتردد عن وجود علاقات غرامية له جعلتها تصمت وتقبل اوامر الوالد.. لأن التقاليد التي نشأت عليها لا تسمح لها بالاعتراض.. ونجحت في ان تقنع حليم بأن يتحول الحب الى صداقة. وعن قصتها مع الزواج وتعدد الرجال في حياتها نجد ان اولى زيجاتها، قبل الحصول على الشهادة الجامعية من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية تقدم لخطبتها النقيب البحري إيهاب الغزاوي ولكن رفض والدها كان قاطعا لتنهي زبيدة دراستها وتصبح محامية تحت التمرين فيتقدم النقيب البحري مرة أخرى ليوافق والدها بعد اتمام شهادتها وتصبح تلك الزيجة الأولى لها، ليتم الزواج بعد أربع وعشرين ساعة فقط.. وقع الطلاق بعد تسعة شهور فقط.. وبعد أن خاضت أكثر من تجربة زواج بعده عادت له مرة ثانية ولكن العودة لم تستمر سوى عامين فقط. وتؤكد زبيدة ثروت: رغم تعدد زيجاتي إلا انني لم أجرب الحب طيلة عمري فرغم أنه شيء رائع واحساس جميل.. كما تعرفت عليه من خلال القصص والروايات وكذلك السيناريوهات التي قدمتها في السينما إلا أنني لم أجربه. ففي كل تجربة زواج كنت أظن أنني وجدت الحب لكن بعد الزواج اكتشف أن اختياري لم يكن في محله، ومن هنا لم يستمر أي زواج بالنسبة لي سوى لفترة قصيرة باستثناء زواجي من صبحي فرحات الذي استمر ثمانية أعوام كاملة ، كان الهدف منه أن أستقل بحياتي وأحصل على حريتي من اسرتي.. فقد كان كريما لأبعد الحدود. أضف إلى هذا أنه كان طيب القلب جدا.. رغم أنه كان أكبر مني بكثير.. والشيء الذي كان يذهلني فيه أنه كان لديه مقدرة على حب كل الناس، وكان يتحملني في أوقات عصبيتي فكانت حياتي معه عبارة عن حفلات وأفراح وهدايا وسفريات لكل بلاد العالم. ورغم كل هذا وقع الطلاق بعد 8 سنوات زواج أنجبت منه خلالها بناتي الأربع ريم ورشا ومها وقسمت. وانسحبت من الفن رغم أنني كنت مشهورة ومحتفظة بجمالي، من أجل أسرتي.. بعد انفصالي عن (صبحي) بشهور قلائل تزوجت المهندس رمزي إسماعيل. اعتقدت أنني عثرت على الحب الذي كنت أبحث عنه معه واكتشفت بعد الزواج أنني كنت مخطئة تماما فكان الانفصال بعد ستة شهور فقط، وخضت بعد هذا أكثر من تجربة زواج أخرى سواء مع الممثل عمر ناجي الذي كان في بداية مشواره الفني وجذبني بوسامته ورقته، أو الفنان اللبناني نعيم. ودائما كنت اكتشف بعد الزواج أنني أخطأت الاختيار فكان الانفصال السريع، حتى عدت كما ذكرت لأول أزواجي إيهاب الغزاوي بعد انفصال 20 عاما. الانباء