في اعتراف نادر، أقر القيادي البارز في حزب البشير "علي عثمان محمد طه"، بفشل الحكومة. وقطع في حديث اوردته صحيفة (السوداني) بان الحكومة لن تسطيع أن تؤمِّن للناس "قفة الملاح" خلال السنوات الخمسة المقبلة ولا حتى الخمسين سنة المقبلة. وطالب الذين يقودون تحالفات داخل حزب البشير، بان يعتزلوا لانهم فشلوا في تحقيق غايتهم، في إشارة – بحسب مراقبين - الى غريمه نافع علي نافع. وتشير (الراكوبة) الى ان الحالة الاقتصادية في السودان، تدهورت بصورة غير مسبوقة، بعدما وصل الدولار الى حاجز العشرة جنيهات، الامر الذي ادى لارتفاع معدلات التضخم التي تجاوزت - في الشهور الماضية – نسبة الاربعين في المائة، وهو ما يعني ان البلاد – فعليا – على مقربة من الانهيار الاقتصادي، على اعتبار ان الخبراء يشيرون الى ان البلدان المأزومة اقتصادياً دائما ما يتذبذب فيها سعر الصرف ومعدلات التضخم، وانه متى ما بلغت تلك المعدلات حاجز الخمسين بالمائة، في ان الدولة ستكون في حالة انهار اقتصادي مؤكد. وحذر طه من مغبة تحول الاختلافات في الرؤى الى صراعات تقود الى تكتلات داخل حزب البشير، لتحقيق أجندة أو مطامع شخصية. وقال في الإفطار الذي نظمته أمانة الشباب بحزب البشير بمنزله، إن الحوار الوطني ينبغي أن يكون غاية لكل حكومة أو كيان سياسي عاقل باعتباره يحقق المقاصد التي ترجوها كل دولة. وأكد طه أن خطوة التغيير التي حدثت في تشكيل الحكومة تحتاج إلى جهود موازية في تجديد الهمة والبذل والعطاء ليكون التغيير المكمل لتجديد الأشخاص، مطالباً الشباب بأن يكونوا السواعد المؤدية إلى ذلك للوصول إلى المقاصد العليا للمسيرة الوطنية للبلاد. وطالب طه شباب حزبه بتوسيع الصدور وتحمل الآخرين، ونبذ القبلية ومحاربتها حتى تختفي لأنها أضرت بالوطن كثيراً وخلقت صراعات لم تجلب للبلاد سوى الخراب واوصاهم بالعمل بصدق والابتعاد عن خلق التكتلات داخل الجسم الواحد والكيان الجامع. وطالب شباب الحزب الحاكم بأن يستصحبوا في مسيرتهم نحو البناء المجتمعي كل مكونات وشرائح الوطن مبينا ضرورة أن تكون هنالك قاعدة مشتركة بين المؤتمر الوطني والكيانات السياسية الأخرى تقوم على تقديم المصالح الوطنية العليا ومن ثم البحث عن المكاسب الحزبية. ودعا شباب حزبه إلى العمل بكل جد لإبعاد الأمة السودانية من فتنة الصراعات والشقاق لما لها من تأثيرات سلبية في مسيرة التنمية والتطور، مشيراً إلى أنه على أمانة الشباب بحزب البشير أن تسعى إلى البناء المنظم والمتين الذي يلتف حوله كل ألوان الطيف السوداني حتى لا تتعرض البلاد مستقبلاً إلى مخاطر التفكك . واعتبر طه الكيانات الحزبية الموازية للمؤتمر الوطني بأنها آليات للحشد الوطني، وإنه يجب الاستفادة منها في جمع أبناء الوطن، داعياً إلى تمليك الأحزاب السياسية الفكرة التي أدت إلى نجاح المؤتمر الوطني في بناء مؤسساته الحزبية والتنظيمية حتى تحقق الأحزاب نجاحاً في هذا المجال، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الوطن.