كشفت الكثير من الدراسات أن نوعية الطعام لها تأثير كبير على الخصوبة، وأن تناول المأكولات التي تحتوي على نسب عالية من المواد الحافظة أو السكريات أو الدهون أو البروتينات أو الكافيين تخل بالنظام الطبيعي للهرمونات والمبايض، الأمر الذي يتسبب في تأخير فرص الحمل، لا سيما إذا اقترن ذلك باضطراب الحالة النفسية والإصابة بالسمنة والتدخين. العرب سوسن ماهر يقول د. أحمد عبدالجواد، استشاري أمراض النساء والتوليد، إن الإكثار من تناول اللحوم يؤخر الحمل لدى السيدات، لأنها تحتوي على بروتينات تؤدي إلى اضطراب المبايض، وتجعلها غير قادرة على القيام بوظائفها كما ينبغي، فضلا عن أنها تقلّل من فرص التزاوج بين الحيوانات المنوية والمبايض. ويضيف أن تناول الحليب بكل مشتقاته من جبن وزبادي يقلّل من فرص الحمل لدى السيدات حديثي الزواج، نظرا لأن الإكثار من تناول مشتقات الحليب يسبّب خللا هرمونيا. وتدل البحوث على أن النساء اللاتي يشربن الحليب بكثرة تقل بينهن نسبة الخصوبة، والسبب في ذلك أن الحليب يحتوي على مادة الغلاكتوز، وهي مادة سكرية في الحليب تسبب أضرارا في بويضات المرأة. وتابع أن المشروبات المعلبة تؤثّر بالسلب على حدوث الحمل، لأنها تحتوي على ألوان صناعية ومواد حافظة تضرّ بالمبايض وتقلل من قدرتها على تلقيح الحيوانات المنوية، خاصة إذا كانت مثلجة، لأنها تجعل الهرمونات بطيئة في القيام بوظائفها. ويشدّد على أهمية الابتعاد عن الفلفل الأخضر والطماطم والباذنجان، في أشهر الزواج الأولى في حال تأخر الحمل، ثم اتباع برنامج غذائي معيّن لمدة أربعة أسابيع، يبدأ بالتركيز على الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشعير والشوفان. ويوضح د. أيمن العسيري، استشاري أمراض النساء والتوليد، أن هناك مشروبات مثل قهوة الشعير، يمكنها أن تعوّض المرأة عن تناول مشروبها المفضّل مثل: القهوة والمشروبات الغازية التي تعيق حركة الهرمونات والمبايض. ويقول إن قهوة الشعير تخلّص الجسم من السموم التي تسبّب تأخر الحمل، وتطرد الأملاح التي تتمركز في الجسم. ويشدّد على أهمية تناول مشروب اليانسون، لأنه يحتوي على مركبات تساعد على تحقيق التوازن الهرموني. وتشير العديد من الدراسات إلى أن الإكثار من تناول الكافيين (أكثر من 4 أكواب) يعمل على خفض معدل الحديد في الدم ويسبب اضطرابات في الجهاز الهرموني. وذلك، نتيجة أثر الكافيين في خفض امتصاص الحديد، وفي تهيج نشاط الغدد والجهاز الدوري. فإن كانت السيدة تريد زيادة فرصتها في الحمل، عليها أن تتفادى أو تقلل من كمية تناولها للكافيين. ويؤكد على ضرورة معالجة الخلل الهرموني من خلال تناول ملعقة من السمسم كل صباح ومضغها جيدا ثم بلعها، فضلا عن أهمية تناول كبسولات تحتوي على المعادن والفيتامينات، حيث تدعّم قوة الهرمونات وتنشّط عمل المبايض. ويحث خبراء التغذية على وضع زيت الزيتون على الطعام، وتناول الخضار والبقول مثل العدس والفول، لاحتوائهما على عناصر ومركبات تحقّق التوازن في إفراز الهرمونات، وتسهّل عملية نقل الأوكسجين إلى الأعضاء التناسلية، مما يسهّل عملية الإخصاب. ويؤكد د. عماد اليماني، أخصائي أمراض النساء والتوليد، أن الحالة النفسية لدى المرأة عامل رئيسي في تأخر الحمل. وتابع: يوجد أكثر من 70 بالمئة من السيدات يتأخر لديهن الحمل نتيجة سوء الحالة النفسية، كونها تعيق أداء الهرمونات وتحدث خللا في وظائف الجهاز التناسلي. ويشدّد على أهمية تناول ملعقة من عسل النحل كل صباح لمدة ثلاثة أشهر، ومن الممكن تناول ملعقتين خلال فترة الدورة الشهرية، نظرا لأنها فترة التخصيب المناسبة عند المرأة. ويقول إن تقوية المبايض من أهم خطوات الإسراع بالحمل، ويكون ذلك من خلال تناول المكسرات المطحونة مع كوب من الحليب وملعقة عسل أبيض. ويتم تناول الخليط مرتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أهمية تناول كميات كبيرة من الماء، لأنها تساعد على علاج اضطرابات الهرمونات. وفي سياق متصل، ترى د. منى الزهار، استشارية أمراض النساء والتوليد، أن تناول العنب وشرب عصير الأناناس الحامض وجميع الفواكه التي لا تحتوي على نسبة سكريات عالية، تزيد من فرص حدوث الحمل، لأنها تساعد على تنشيط المبايض، كما أنها تعطي المرأة الإحساس بالراحة، نظرا لاحتوائها على مركبات تحسّن الحالة المزاجية والنفسية. وتوضح أن تناول حبوب اللقاح وغذاء ملكات النحل يوميا، لا سيما أثناء الدورة الشهرية، يساعد على تنشيط المبايض وزيادة فرص الحمل لدى المرأة. وتضيف أن تناول البطاطا بكميات كبيرة يقي المرأة من تأخر الحمل، ويساعد الرجل على إفراز كميات كبيرة من السائل المنوي، وهو ما يساعد على سرعة تزاوج الحيوانات المنوية مع البويضات، وتشدّد على أهمية تناول خليط الحليب بالتمر، لأنه يزيد من نسبة الهيموغلوبين بالجسم، كما أن شرب الماء مضافا إليه ماء الورد قبل العلاقة الحميمية يساعد على سرعة الحمل ويعجل من تنشيط المبايض. وجدير بالذكر أنه يمكن تحديد فترة الخصوبة من خلال مراقبة نسبة الهرمونات في جسم المرأة، حيث يرافق إنتاج المبيض للبويضة الناضجة حدوث ارتفاع كبير في هرمون اللوتينزينغ، ما يدفع البويضة الناضجة من خارج المبيض إلى داخل أنابيب فالوب، وفي داخل هذه القناة يحدث الإخصاب عند التقاء البويضة بحيوان منوي يتمكن من اختراق جدارها. وتسمى المرحلة التي توجد فيها البويضة الناضجة في قناة فالوب مستعدة ومنتظرة للاتحاد مع الحيوان المنوي فترة الإخصاب. وتبقى البويضة في قناة فالوب لمدة 3-4 أيام على أقصى حد، ويعتبر اليوم الثاني كأفضل وقت للإخصاب. وبعد هذه الأيام المعدودة تموت البويضة وتنزل مع نزول الطمث.