توجت الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية بلقب البطولة الدولية لمناظرات الجامعات باللغة العربية التي نظمها مركز مناظرات قطر عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي استمرت في الفترة من 23-28 أبريل، حيث اختتمت فعاليات البطولة مساء الخميس الماضي، وقد حصد الفريق الماليزي لقب البطولة بعد فوزه في المناظرة الختامية على فريق جامعة الخرطوم، ليحتل الفريق السوداني المركز الثاني للبطولة. وأقام مركز مناظرات قطر حفلا ختاميا للبطولة بالمركز الطلابي بالمدينة التعليمية، بحضور الدكتور محمد فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والأستاذة نور المالكي الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وجميع وفود الفرق التي شاركت في البطولة، ووصل عددها إلى 40 فريقا، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات العامة. وقد بدأ الحفل بالمناظرة الختامية التي ضمت كلا من فريق الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية وفريق جامعة الخرطوم، حيث تناظر الفريقان حول «حرية الصحافة»، وتبنى الفريق الماليزي وجهة النظر المؤيدة لموضوع التناظر، أما فريق جامعة الخرطوم فقد تبنى وجهة النظر المعارضة للموضوع، وقد قدم كل فريق الحجج والأدلة والبراهين التي تدعم وجهة نظره، إلا أن الفريق الماليزي تفوق على نظيره في تفنيد الحجج التي قدمها الفريق السوداني ونال نقاط المناظرة من لجنة التحكيم، وقد نال أداء الفريقين إعجاب الحضور. ودعت الدكتورة حياة معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر إلى إطلاق حراك واسع لإنعاش استخدام اللغة العربية في مناظراتنا ومخاطباتنا ومحادثاتنا وحواراتنا الأسرية والمهنية والاجتماعية، كما دعت كافة المسؤولين عن النشاط الطلابي في الجامعات العربية إلى الاهتمام بالمناظرة وتشجيعها، وأن يسخروا لها كافة الإمكانيات، والعمل على دعم أنشطتها وفعالياتها المختلفة، وذلك لأهميتها في بناء شخصية الطالب الجامعي وبناء معارفه وقدراته وإطلاق طاقاته وإبداعاته، وقالت إن مركز مناظرات قطر وبدعم مطلق من مؤسسة قطر سيعمل على دعم كل المبادرات الشبابية في الوطن العربي لنشر ثقافة التناظر باللغة العربية، كما سيعمل على تحويل البطولة إلى مشروع كبير يستوعب كافة التطلعات والطموحات. وباركت في كلمة لها في حفل ختام البطولة للفريق الفائز، وشكرت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لدعمها اللامحدود لنشر ثقافة المناظرة، وقالت إن هذه البطولة الأولى من نوعها على مستوى العالم الغنية والحافلة بالفعاليات المهمة وزرعت بوجداننا ذكريات طيبة وتجارب ثرية لا أظن أنها ستمحى من ذاكرتنا، بل سنحملها معنا لكي تتحول أهداف البطولة الدولية الأولى باللغة العربية إلى ثقافة وسلوك وأسلوب حياة، وأكدت أن جميع الفرق فازت بالمرتبة الأولى في تحقيق النجاح للبطولة الدولية باللغة العربية، علما أن معايير المنافسات الدولية تتطلب منا تتويج الفرق المتميزة، والتي تفوقت على منافسيها. وأعربت الدكتورة حياة معرفي عن إعجابها بفصاحة الفريق الماليزي، وقالت: «سنبقى نصفق لفصاحة الفريق الماليزي، ونتفاعل مع قدرات الفريق الإماراتي، ونعجب بحجج الفريق السعودي، ونقدر إبداع الفريق اللبناني والبحريني، ونهتف تقديرا لأداء الفريق المغربي والتونسي، ونشتعل حماسا مع الفريق المصري والسوداني، ونصفق طويلا للفريق القطري والكويتي والأردني، ولكل الفرق. وقالت المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر إن نجاح هذه البطولة التي نظمها المركز -بدعم وتشجيع من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- يشكل نقلة نوعية في مسيرتنا لأنها تجسد واحدا من أهم أهداف مؤسسة قطر، وهو العودة إلى لغتنا العربية وحمايتها، وتكريسها كأداة للتعبير ولغة دائمة للتواصل بين جميع شبابنا وأبناء مجتمعاتنا العربية من المحيط إلى الخليج، إلى جانب سعينا الدؤوب لتعميم ثقافة المناظرات لتتحول إلى سلوك ونهج يومي نستخدمه في حياتنا العائلية والاجتماعية وفي مؤسساتنا التعليمية وأماكن عملنا. وأكدت أن المركز تقع على عاتقه مسؤوليتان تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون، الأولى: نشر ثقافة المناظرات والثانية تحفيز شبابنا على التخاطب والتحاور باللغة العربية، خصوصا أن تقارير منظمة اليونسكو حذرت من أن اللغة العربية تقع من بين اللغات المهددة بهذا العصر، مشيرة إلى أنه ووفقا لأبحاث وإحصائيات علم اللسانيات فإن حوالي ثلاثمائة لغة تنقرض سنويا من أصل خمسة آلاف لغة، وترجح الأبحاث المختصة انقراض حوالي ثلاثة آلاف لغة هذا القرن. ولذلك فإن مسؤوليتنا تتضاعف لحماية لغتنا، باعتبار أن حياة الأمم في حياة لغتها وتراجعها في تراجع لغتها. ودعت جميع المشاركين في البطولة من طلبة وأكاديميين لإطلاق أوسع حراك لإنعاش استخدام اللغة العربية في مناظراتنا ومخاطباتنا ومحادثاتنا وحواراتنا الأسرية والمهنية والاجتماعية. وقالت أتوجه بالدعوة إلى الشباب الذين أدهشوا العالم بقدرتهم على استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لصناعة التغيير، أدعوهم للتكثيف من استخدام الفصحى في صفحاتهم ومنتدياتهم. من جانبه أبدى الدكتور محمد فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إعجابه الكبير بالمستوى الذي ظهرت عليه المناظرة النهائية.. مشيدا بنجاح البطولة وتحقيق أهدافها في نشر ثقافة المناظرات باللغة العربية، وقام بتوزيع الجوائز على الفرق الفائزة، وكذلك على أفضل عشرة متحدثين في البطولة، ليتوجه بعدها للجمهور بكلمة أكد فيها أنه لم يكن ينوي التحدث لولا إعجابه وانبهاره بمستوى المناظرة النهائية. وقال الدكتور سعود: «إنني معجب جدا بهذه اللغة العربية التي تكررت أمامي، وكانت حافزا مهما لكي أتحدث أمامكم هذه الليلة، وأود في هذه الفرصة أن أشكر الجميع باسم مؤسسة قطر، ذلك الصرح العملاق الذي أنشأه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى عام 1995 لتشق المؤسسة طريقها في النجاح والتميز والإبداع حتى تصبح من أهم مؤسسات العلم والبحث العلمي في المنطقة بل وفي العالم». وأشاد الدكتور محمد فتحي سعود بجهود مركز مناظرات قطر في تنظيم هذه البطولة الدولية للمناظرات، وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث العربي الإسلامي المهم، وقال: «أسعدني كثيرا أن أرى الإخوة في ماليزيا وهم يتقدمون الصفوف ويتحدثون بلغة عربية فصحى، وهذه هي عظمة الإسلام والقرآن».. منوها في هذا الصدد بمستوى فريق الجامعة الإسلامية بماليزيا الذي حقق المركز الأول، كما أشاد بفريق جامعة الخرطوم الذي حقق المركز الثاني، مؤكدا أن إحرازه المركز الثاني يثبت دائما أن السودان في قلب الأمة العربية النابض. كما لم يفت الدكتور محمد فتحي سعود أن ينوه بجميع الفرق المشاركة في أول بطولة دولية للمناظرات باللغة العربية.. وأكد أن اجتماع وتواجد هؤلاء الطلبة من الوطن العربي يزيد اعتزازي وحبي لهذا الوطن يوما بعد يوم. وأشار إلى أن ما يجمعنا نحن العرب كفيل بأن يحرك في هذا الجيل العربي الشاب الذي صنع المستحيلات التي عجزت أجيال كثيرة قبلهم عن تحقيقها، لذلك أشد على أيديهم حتى يواصلوا الطريق لأنهم مستقبل الأمة العربية. وقد شهد الحفل الختامي أجواء احتفالية رائعة، حيث قام عدد من الوفود بإلقاء قصائد شعرية أعربوا فيها عن شكرهم للدولة المضيفة «قطر»، وأشادوا فيها بكرم الضيافة القطري وحسن التنظيم والاستقبال للفرق، واعتبروا البطولة «ملتقى» للدول العربية، كما أكدوا على ضرورة الاهتمام باللغة العربية لأنها جديرة بعطائنا وباهتمامنا فهي اللغة الأم، وهي لغة القرآن الكريم، ولغة الأمة، ولغة التراث، والشعر، والفكر، والفلسفة، والعلوم، وهي لغة جديرة بأن نجعلها لغة دولية للتناظر والتحاور. هذا وقد وشارك في البطولة الأولى من نوعها على مستوى العام 40 فريقا من 12 دولة عربية، ينتمون إلى حوالي 17 جامعة. ومن الدول التي شاركت في البطولة: قطر، والبحرين، والسعودية، والإمارات، والكويت، واليمن، والمغرب، وتونس، والسودان، ومصر، ولبنان، والأردن، أما الدولة ال 13 فهي ماليزيا. وقد مثل قطر في البطولة كل من جامعة قطر، وكلية أحمد بن محمد العسكرية، ومن مملكة البحرين (الجامعة الأهلية، وجامعة دلمون للعلوم والتكنولوجيا)، ومن الكويت (جامعة الكويت)، ومن المملكة العربية السعودية (كلية دار الحكمة)، ومن الإمارات العربية المتحدة (جامعة زايد وجامعة الإمارات العربية المتحدة)، ومن الأردن (الجامعة الأردنية)، ومن لبنان (الجامعة اللبنانية الأميركية)، ومن ماليزيا (الجامعة الإسلامية العالمية)، ومن جمهورية مصر العربية (جامعة الإسكندرية)، ومن السودان (جامعة الرباط وجامعة الخرطوم)، ومن المملكة المغربية (جامعة شعيب الدكالي الجديدة)، ومن تونس (جامعة تونس وجامعة سوسة وجامعة صفاقس). وضمت فعاليات البطولة إقامة أكاديمية مناظرات قطر العربية، وذلك لتدريب الفرق المشاركة في البطولة وصقل مهاراتهم وخبراتهم على يد خبراء ومدربي المناظرات باللغة العربية، خلال الفترة من 23-25 الجاري، واحتوت على ورش عمل تدريبية مكثفة للمناظرين ومدربيهم وللمحكمين أيضا، كما تم تنظيم مناظرات تجريبية خلال الأكاديمية. وعملت البطولة على تعميق الروابط والصلات وتوثيقهما بين الدول العربية في الشؤون التعليمية والثقافية، وإيجاد فرص لزيادة أواصر الصداقة وتعميق روابط الأخوة، والعمل على تقارب شباب الدول العربية، وترسيخ ثقافة الحوار الهادئ البناء الذي ينتج المعرفة ويفسح المجال للاختلاف والتنوع المثري. إلى جانب تفعيل دور المرأة العربية، من خلال المشاركة في المناظرات، والارتقاء بمستوى لغة الحوار بشكل عام للمرأة العربية، وتنشيط المناظرة النسائية العربية والعناية بها عن طريق توسيع قاعدة المستفيدات من جميع الفئات العمريّة. وركزت أهداف البطولة على إطلاق القدرات والمواهب الإبداعية في التعبير عن الآراء والتفاعل مع الرأي الآخر وتقبله وليس التصادم معه، والعمل على تنمية قدرات الشباب العربي، وتحفيز طاقاتهم وإعدادهم لبناء مجتمع المعرفة. العرب القطرية
