ما الذي يجعل كل انظار العالم تتجه لارض تفتقر لكل مقومات الحياة ،وتقع داخل بلد منهك تماما فهو خارج لتوه من عملية انشطار ذهبت بربع مساحته، وينتظر بعد اقل من شهرين استقبال دولة الجنوب الوليدة، جنوب كردفان لم يتوقف مهبط طائراتها طوال ال72 ساعة الماضية ، فعقب ان غادرها رئيس الجمهورية عمر البشير مساء السبت هبط فيها بالتتابع مسؤول البعثة الاممية هايلي منغريوس وتبعه بعد يوم المبعوث الخاص للاتحاد الاوربي ومبعوث الرئيس اوباما ليمان ونائب رئيس مجلس حكماء افريقيا ، وامس كان وزير الداخلية ومدير الشرطة ضمن من حضروا . فكل شئ في هذه الولاية يختلف عما يماثله في الولايات الاربع والعشرين الاخريات مهما وقعت جغرافيتهم شمالا او جنوبا ، هذا ما يؤكده صباح الامس موعد فتح ابواب المراكز امام الناخبين ليكملوا استحقاقهم الانتخابي بعد عام ويزيد ، تأخير اوجبته استثنائية الولاية وتعقيداتها ، فشذوذها عن الاخريات لا يمكن حصره في امر بعينه ، لنترك التمازج والتداخل المكتمل بين مكوناتها الثقافية وان عكرت صفوه عقول الساسة ، فهي ايضا صاحبة التاريخ الاطول في الصراع مع مركز السلطة مهما تبدل «مدنيا كان او عسكريا»، ارضيها موزعة فهي جبلية ومسطحة رملية و ذات تراب مكتمل اللزوجة ، مع كل هذا لم تعرف معني للاستقرار والسلام ولازالت لاهثة خلف ما تعنيه تلك المفردات ، اماني يتفق الجميع ان يوم الامس وما يليه من ايام تعتبر بابا لتحقيقها واخرون ينظرون لها بشئ من القلق تدفعهم اليه عذابات السنين المظلمة . إقبال عالٍ شهدت الساعات الاولي لانطلاق العملية الانتخابية تدافعا ملحوظا من قبل الناخبين، ورصدت الصحافة اعدادا مقدرة من الناخبين ينتظمون في صفوف طويلة امام مراكز الاقتراع المختلفة بالمدينة، لانتظار دورهم للادلاء باصواتهم، كما ان معظم الناخبين الذين اصطفوا في صباح الباكر للادلاء باصواتهم كانت الغلبة فيهم للنساء والرجال الذين تجاوزوا العقد الرابع من العمر مما يجيب علي تساؤلات مختلفة هل هم من عايشوا الحرب ينتظرون دورهم للدفع بايامه المظلمة وتشيد جدران السلام عبر العملية الديمقراطية .هذا ما دونته تفاصيل اليوم الاول لكن مالبث اليوم الثاني في الانطلاق الا كانت ابرز ملاحظاته التراجع الكبير للناخبين فالقطاع الشرقي وحسب احد وكلاء الاحزاب لم يسجل تقدما ملحوظا عن يومه الاول فجميع المراكز لم تتجاوز حتي نهار الامس نسبة ال40% وكذلك القطاع الغربي ، اما المناطق الشمالية يقول احد المراقبين ان التصويت فيها يمضي بشكل جيد ، وتشير الصحافة انها اكثر المناطق توترا بالولاية . الحلو وهارون يدعوان للمشاركة حرص المتسابقان الحلو وهارون علي دعوة مواطني الولاية للمشاركة في العملية التي اعتبرها مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي عبدالعزيز ادم الحلو عقب ادلائه بصوته امس الاول بانها فرصة هامة تاريخية لانسان الولاية لاحداث التغيير و الانطلاق لكل السودان، وناشد الحلو مواطني الولاية بالاسراع للمشاركة في عملية التصويت، ولانجاح العملية الانتخابية، وطالبهم بالتمسك بحقهم في التصويت واصفا اليوم بالتاريخي لولاية جنوب كردفان، لانه يمثل بداية لانطلاق العملية الديمقراطية بالولاية، وطالبهم بالتمسك بالحق القانوني والانتخابي الذي كفلته لهم الاتفاقية، من اجل تحقيق الديمقراطية، وميلاد سودان جديد تسود فيه الحرية والعدالة و المساواة، حتي تنعم الولاية بالاستقرار، واكد استقرار الاوضاع الامنية بالمنطقة، وتوقع ان تتم العملية الانتخابية في جوا هادئ وسلمى. من جانبه، اكد مرشح الوطني أحمد هارون عقب ادلائه بصوته من نفس مركز تلو بعد ساعتين ونصف من حضور الحلو، موقف حزبه الداعي لانتخابات حرة ونزيهة وسلمية ، وزاد هذه الانتخابات تأتي استكمالا لتنفيذ اتفاقية السلام وعلي الفائز فيها ان يأخذ بيد الخاسر بعيدا عن التوترات . شكوى من سقوط الأسماء في كشوفات الناخبين لم تخلُ انطلاقة العملية من الارتباك حيث شهد مركز الموظفين شرق وكليمو كادقلي من سقوط اسمائهم من سجل الناخبين، علي الرغم من نشر اسمائهم في الكشوفات النهائية للسجل من قبل المفوضية، وقال احد الناخبين انه قام بالتسجيل وتأكد من الامر، لكن لم يجد اسمه بالمركز ، الا ان ضابط المركز اشار الي ان الاسماء التي لاتوجد هنا يمكن ان تكون ضمن كشوفات المركز المجاور وهو يتبع لنفس الدائرة الا ان تلك التبريرات لم تكن مقنعة للكثيرين حيث دخل اكثر من ناخب لم يفلح في العثور علي اسمه في مشاداة كلامية مع موظف المفوضية الذي طلب منه الذهاب الي مقر اللجنة العليا للمفوضية لحل الامر. وقالت الحاجة فاطمة عبدالله ان هناك تبديلا في اسمائها ووضع اسم الجد قبل الاب، الشئ الذي حرمها من الادلاء بصوتها.اشتكى عدد من الناخبين من بطء الاجراءات في عملية التصويت، حيث قال عدد منهم انهم انتظروا اكثر من ساعة من اجل الادلاء باصواتهم، وعزا مراقب احد الاحزاب البطء في عملية التصويت لعدم معرفة موظفي المفوضية ببعض اجراءات الانتخابات وذلك لضعف التدريب مما تسبب في تعقيد الاجراءات للناخبين الذين يعتمدون علي توجيه موظفي المفوضية. اتهامات في وجه الجميع لم تمض سوي ساعتين حتي بات الارتباك باديا علي وجوه عدد كبير من اعضاء الحركة الشعبية ، استفسرنا الامر اخبرونا سريعا ان هناك عددا من الخروقات التي تم ضبطها واعتبرتها الحركة علي لسان قياداتها بانه شروع في التزوير، وقالت الحركة في تعميم صحفي ان الخروقات تمثلت في ضبط ثلاثة صناديق مخصصة لعملية الاقتراع بمخزن للغاز بحي ام بطاح بكادقلي تحمل علامات الدائرة «16» البرام الشمالية، بالاضافة الي تحويل مركز بالدائرة «7» بابنوسة من نادي الشرطة الي نادي المريخ دون اخطار وكلاء الاحزاب، كما قام ضابط المركز رقم «6» الدائرة 26 الكيلك بافتتاح المركز عندالساعة 7 صباحا بدلا من الثامنة الزمن محدد من قبل المفوضية لبداية الاقتراع. واعتبرت الحركة كل هذه الخروقات تخالف قانون الانتخابات والقواعد العامة، واتهمت الحركة المفوضية بالتماطل في تحريك الاجراءات القانونية ضد المتورطين، واشارت الي انها ظهرت بشكل غير حيادي في ادارة العملية، وشرعت الحركة في تحريك اجراءت قانونية ضد اللجنة العليا للانتخابات. ورهنت الحركة قبولها لنتائج الانتخابات بان تكون حرة ونزيهة. وكان مرشح الحركة لمنصب الوالي عبدالعزيز الحلو قام بزيارة لموقع ضبط الصناديق ووقف علي الخروقات بنفسه قبل ان يقوم بزيارة مركز اخر بسبب وجود صندوق رابع خلافا لما هو معمول به في المراكز الاخرى . حضور دولي للانتخابات بجنوب كردفان استقبلت مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، عددا من المبعوثين الدوليين، حيث اجتمع مبعوث الامين العام للامم المتحدة بالسودان هيلري منقريوس مع مرشحي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، حيث ناقش الاجتماع ضمانات نجاح العملية الانتخابية ومدي قبول نتائجها من قبل الطرفين، بالاضافة الي حماية وتأمين الناخبين حتي يتمكنوا من الادلاء باصواتهم بحرية وشفافية، كما وقف علي مدي التزام الاطراف بنتائج الانتخابات اذا تمت بصورة حرة ونزيهة. كما اجري المبعوث الامريكي ليمان لقاءات مطولة مع مرشحي منصب الوالي من قبل المؤتمر الوطني والحركة للوقوف علي سير العملية الانتخابية، وضمان اجرائها في اجواء سلمية وان تتم بصورة حرة ونزيهة، و شهد نائب رئيس لجنة حكماء افريقيا رئيس رواندا السابق علي بداية انطلاقة عملية التصويت، كما اكد علي التزام المرشحين الرئيسين في الانتخابات علي التعهد بقبول نتائج الانتخابات والعمل علي نزاهة العملية الانتخابية. انتهي اليوم الاصعب مضي بالامس اليوم الثاني وقبله انقضي يومها الاول الاصعب وتبقي اخيرا ان لم تقوم المفوضية باضافة اخر اضافي ، وسجل يوم الانتخاب الاول نسبة اقبال عالية حيث رصدت الصحافة طوال ساعات النهار ، اعدادا كبيرة قامت بالادلاء باصواتها، وقال اكثر من ضابط مركز ان نسبة التصويت عندهم بلغت 35 % ادناها كانت 25 % من جملة المسجلين بالمركز ، وافاد مراقبون بالقطاع الجنوبي للولاية بان صناديق الاقتراع امتلأت بالكامل في منطقة جاو وهي منطقة عسكرية تتبع للحركة ، وفي ذات النسق شهدت المناطق الغربية اقبالا عاليا لكن شمس اليوم الثاني كانت اقل سخونة وتراجعت معها صفوف الناخبين ، اما المرشحان هارون والحلو لم نرصد لهما نشاطا طوال يوم امس سوي دعوتين لمؤتمر صحفي كان مفترض ان يتحدث كل واحد منهما علي حدا لكن تم الغاؤه قبل ساعة من الموعد . الصحافة