ربة منزل: الاحتيال العاطفي يؤدي إلى عنوسة البنات تحقيق: نسمة على آدم الاحتيال العاطفي كغيره من الظواهر السالبة التي انتشرت في المجتمع، ظلت هذة الظاهرة منتشرة بشكل مخيف لاسيما وسط الشباب، حيث نجد بعضهم يتقربون من الفتيات ويوهمونهم بالحب بدافع الاستفادة المادية منهم لأن يأخذ منها المصروف أو جهاز موبايل أو حتى تعزمة أحداهن في كافتريا لتناول وجبة ما، ومثل هذة الظاهرة أصبحت واضحة للعيان خاصة وسط شريحة الشباب حيث وصل احتيالهم على الفتيات بنسبة كبيرة قدرتها الباحثة الاجتماعية سارة أبو بنسبة 90%. واشتكت عدد من الأسر، خاصة الأمهات من الاحتيال والغش الذي تتعرض له الفتيات، مما أدى الى منع بعضهن من الخروج من المنزل بحجة أن هناك شاباً يريد الزواج منها. وتتهم بعض الأسر الشباب بمحاولة التكسب وإشباع رغباته دون مراعاة شعور الأنثى . وفي المقابل يتعرض بعض الشباب للغش من بعض الفتيات. "الجريدة" تسعى لعرض الواقع الذي يعيشه أغلب الشباب حتى يساعدهم ذلك في خروج من وهم الغش والاحتيال. وطرحت "الجريدة" عدداً من الأسئلة لمعرفة الدفاع وراء الغش الذي يرتكبه الشباب والفتيات، أهو خواء عاطفي، أم أنها إسقاطات نفسية. حاجز لمنع الزواج "خدعت باحتيال عاطفي دمر مستقبلي ومستقبل أسرتي وأصبحت أكره أي شخص جاء ليتزوجني"، بهذا القول بدأت الشابة "ز.م" التي تبلغ من العمر 31 عاماً حديثها ل(الجريدة)، وذكرت أن أحدهم وعدها بالزواج، ريثما تكمل دراستها بالجامعة وبدأت تمر السنة تلو الأخرى الى أن أتى ذلك اليوم الموعود بعد ضياع مالها، الذي كانت تكمله صرفاً عليه في المأكل والمشرب والكيف أيضاً، نتيجه لعطفها عليه وعلى ما يحمله من تكاليف لزواجهما إلا أن ذاك الشاب كان يوهمها بأنه يعمل بتجهيزات الزواج من أجلها. وقالت "شاءت الأغدار أن أجد ذلك الشاب متزوجاً من أخرى دون أن يخبرني، ومن بعدها أدركت بأنه استخدمني على حساب مصالحه الشخصيه في ضياع مالي ووقتي"، وأشارت الى إن علاقتها بالشباب والزواج بدأت في التدني وأشعل بداخلها كومة من الحزن والحسرة وقالت "بعد كل ذلك الخداع لم يضع لي أي اهتمام وقال لي بكل بساطة قسمتي جات كدة حسب ما كنت متمني، وإنتي شوفي قسمتك كمان"، وأضافت "غايتو جنس بشر الحمد لله". الشباب وراء بورة البنات وقالت ربة المنزل فاطمه أحمد، وهي أم لثلاث بنات إن كثرة الاحتيال العاطفي بين الشباب أشعلت "بورة البنات"، لأن هناك كميات متدفقة من الشباب اليوم لا يجدون عملاً يساعدهم على إكمال دينهم بالزواج، ولذلك نجد أغلب الشباب يمارسون الاحتيال العاطفي في شتى الأوقات والأمكنة، حيث يوجد أغلبهم بشكل دائم في الجامعات ويستهدف الشباب العطالين تلك الأماكن لإكمال عملية الاحتيال، بالإضافة لأن غالبية عمليات الاحتيال بالجامعات تحدث لطالبات الشهادة العربية والإنجليزية وذلك طبعاً لوجود المال عندهن بصور مغرية لبعض عشاق الاحتيال، وأبانت فاطمة حسرتها على بعض الفتيات اللائي لم يتزوجن بسبب هؤلاء الشباب. وقالت "الشباب السبب في بورة البنات لأن الواحد منهم يكون عارف إنه يخدع في البنت وهي لن يكون لديها علم بشيء وتصرف عليه"، وقالت "عندما أرى فتاة تسير مع ولد يصيبني الحزن شفقة عليها لأن عمر البنت ما بتحمل ضياع. وقالت "غالبية الشباب لا يهتمون بخداع البنات وإنما يتلذذون به". ودعت فاطمة الفتيات بأن لا يضيعن أوقاتهن وراء الشباب، وقالت "لابد للفتاة أن تدرس الشاب جيداً حتى تستطيع معرفة ما إذا كان حديثه عنها صحيحاً أم خطأ وبالتالي تصحبه الى أهلها لطلب الزواج وذلك سيساعدها حتماً في اختبار جديته وكذلك تجد الفتاة المساعدة من أهلها على فهمه وصحة كلامه". استهداف طالبات الشهادة العربية "كفيلاتي طالبات الشهادة العربية" بصوت عالي ومسموع قالها الشاب "ع.ح" الذي يبلغ من العمر 29 عاماً إن لديه العديد من الفتيات اللائي يصرفن عليه وأخريات يأتين اليه بالهدايا، وكل ذلك لأنه يعمل على خداعهن بإظهار ثرائه أمامهن ما أغرى أغلب الفتيات من الطبقات الغنية بالأخص طالبات الشهادة العربية والإنجليزية الركض ورائه، وقالت "هذا ما يساعده على نجاح وإكمال عمليه احتياله عليهن دون بذل جهد، وهو يعلرف جيداً اختيار فريسته"،.وأضافت "الشيء المؤسف في ذلك أنه وعد كل واحدة منهن بالزواج دونما تعرف إحداهن حقيقته في الخداع". حب وهمي قالت الطالبة بجامعة السودان عنبر محمد إن هناك كثيراً من حالات الاحتيال العاطفي بين الشباب هذه الأيام، وذكرت إن الخداع يكون من الطرفين "الشباب والفتيات" حيث يقوم الطرف الآخر بالخداع بحجة الحب الوهمي الذي يعيشه أحدهم ويكون الآخر فريسة له، والشباب هذه الأيام يبدأون الاحتيال بأبسط الأشياء مثل تلقي العزومات في الكافتريات والجبنات لتصرف عليهم الفتيات ثم من بعدها يطلب الشاب من الفتاة أن تعطية المال حتى يوزن دماغه ب"سجارة أو تمباك" وقالت "هذا كله طبعاً تقوم بشرائه الفتاة حتى ترضية ثم من بعدها يطلب منها شراء هاتف جوال متحججاً بسرقة جواله، وبعدها تأتي كبائر المصالح المادية"؟ جريمة كاملة الأركان أبانت باحثة في علم الاجتماع سارة أبو أن الاحتيال العاطفي "حب المصلحة"، هو نوع من إهدار العواطف والاستغلال ويعتبر جريمة كاملة الأركان. وقالت "لابد من نشر التوعية المجتمعية لتلاشي هذا السلوك المعيب عند الشباب لأنه غير مقبول اجتماعياً". وأشارت سارة أبو إلى أن للاحتيال العاطفي أشكال كثيرة ومتعددة توجد بين المتزوجين نتيجة لعدم الاتزان العاطفي، وهذا ما يؤدي لخسائر كبيرة بين الأسر بالإضافة إلى أن الاحتيال يتم بين الشباب بطرق "مخجلة" حيث أنه أصبح من أجل أشياء واحتياجات مادية ولابد للفتاة النظر في مجتمعها والحذر على نفسها من تلك العلاقات. ووصفت الفتاة بأنها أكثر عرضة للخداع العاطفي. وكشفت سارة أن هناك نسبة تقدر بحوالي 90% من الاحتيال العاطفي يمارسه الشباب. وقالت "يندر وجود شباب مخلصين ولذلك، يتثنى على الفتاة أن تكون أكثر حرصاً على نفسها"، وأشارت سارة إن هناك خداعاً متبادلاً من قبل الفتيات للشباب ويتم عن طريق الشراء حيث تستغل الفتاة الشاب حتى تلحق بالشاب الخسائر ويكون المكسب من نصيبها لأن للفتيات طرق كثيرة في الاحتيال على الشباب . الخطبة لكشف الاحتيال تشتكي الكثير من الأسر من وجود احتيال على المناصب الاجتماعية حيث يثير أحدهم منصب شخص ما ويبقى آخر أهدافه أن يحصل عليه.. ولذلك طالبت باحثة علم الاجتماع بوعي الشباب من الوقوع في عواقب ذلك الاحتيال لأنه يحدث الكثير من المشكلات والعواقب النفسية والاجتماعية. وأشارت باحثة علم الاجتماع الى أن فترة الخطوبة فترة مهمة جداً في حياة كل شاب لأنها تساعدة على كشف الاحتيال والاستغلال ولابد أن تبدأ علاقات الزواج بها والانتباه لأساليب وتصرفات الشخص الآخر لعدم الوقوع في شبوهات الاحتيال لأن هناك أشخاصاً يستخدمون أفضل الأساليب قبل الزواج وبعدة يحدث العكس ولذلك لابد على الشخص أن يكون نبيهاً في ملاحظاته واختياراته لشريك أو شريكة حياتها. قدرات للغش ومن جهته كشف باحث علم النفس د. علي بلدو أن هناك تباهي من جهة الشباب وبطولات وهمية يستخدمونها لتعدد علاقاتهم العاطفية بشأن الاحتيال، وبالتالي يقبل عليه الأشخاص الذين لديهم قدرة كبيرة على الغش والخداع.. وأكد بلدو أن الاحتيال العاطفي يكون قبل وبعد الزواج حيث يعيب أحد الزوجين الآخر ليمتص الطرف الثاني ذلك.. وأردف بلدو إن هناك استغلالاً سيئاً باسم الحب ينتج عنه الاعتداء الجسدي واللفظي، وقال "توجد زيجات سالبة بالمنازل حيث يثير أحدهم الآخر بذكره أوجاع الماضي، مما يشكل خطراً على استقرار زواجهما وإلحاق الأذى بالأسر. ويرجع بلدو ذلك الى نشوء علاقات غير ناجحة عند الزواج. وأضاف بلدو إن عدم الشفافية وقول الحقيقة قبل الزواج سبب آخر للاحتيال ويؤدي الى الإرهاب والإكراه العاطفي. وأكد أن أغلب أفراد المجتمع لديهم نوع من الأمية العاطفية ومعظم العلاقات تنشأ في ظروف غير طبيعية بالأخص أن هناك أشخاصاً لديهم سوابق ومن يقوم بذلك الاستغلال يكون هدفه الأول والأخير هو الانتقام لإبراز أحكام معممة ترسخ هذه الأشياء، بالإضافة الى أن هناك أفراداً لديهم عدوانية يتلذذون بهذا الشيء وأكثرهم يكون الفقر دافعهم لذلك لأن هناك من يعانون من الفقر والشعور به، وهذا الاحتيال على الآخر يؤثر في المستقبل للشخصين.. وقال "قد يشكل الاحتيال لدى الشباب نزاعات تسمى بالشخصية الفاسوقية ولا يمكنه الدخول في علاقات طيبة أو ربما نفسيات ذلك الشاب تكون غير مهيئة لبناء علاقات أخرى".