الثقة هي العامل الاساسي لكل العلاقات الانسانية.. هكذا تبدو المبادئ الانسانية.. وانعدم هذه الثقة جزئيا او كليا يحيل الحياة الى مسخ مشوه ويفقدها أبرز وأهم مميزاتها. وان يحب الشاب فتاة واحدة فالامر هنا يبدو مقبولا ومنطقيا، ولكن ان تتعدى علاقاته الغرامية الي مجموعة من الفتيات في وقت واحد، فيبدو هذا هو الامر غير المألوف، وأخيرا طفا الى السطح مصطلح يسمى الحبيبة الاحتياطية، وهي بحسب الطالب بابكر اسماعيل بجامعة ام درمان الاهلية ان تكون للشاب علاقة عاطفية مع فتاتين او اكثر لأهداف ودواعٍ مختلفة. ويرجع الطالب الجامعي منتصر حسن هذه الظاهرة الى ان البعض يخلط ما بين ان الاسلام حلل للرجل اربع زوجات وما بين العلاقات العاطفية، غير ان المحاضر القانوني باكاديمية المنهل ياسر ابراهيم يرى ان تعدد العلاقات العاطفية ومصطلع الحبيبة الثانية او الحبيبة الاحتياطية، يكشف عن انعدام الثقة بين الاولاد والبنات في العلاقات العاطفية، بل يدل على كثرة الحب المصطنع وحب المصالح بين الشباب، ويؤكد ان الحب الحقيقي النابع من سويداء القلب يحول بين الشاب وتعدد الحبيبات. ولكن لحسن جابر رايا آخر فيري أن تعدد العلاقات العاطفية للبنات والاولاد لا يدل على ان هناك عدم ثقة، بل شبه الامر بالمرض الذي اعتبره استوطن في المجتمع جراء ايقاع الحياة السريع ولاسباب اخرى، وقال ان كثرة البنات من الاسباب التي تدفع الشباب لتعدد الحبيبات. ويعتقد بعض الشباب ان ارتباطهم باكثر من فتاة امر طبيعي، واعلن اعترافه الشخصي بحب فتاتين في آن واحد، واحدة ثابتة والثانية حسب الظروف، وهي بمثابة الاحتياطية. ويرجع البعض هذه الظاهرة الى الاختلاط الذي بات شائعا بين البنات والاولاد بالجامعات وغيرها من اماكن. وترى الخريجة هالة شمس الدين ان الامر يعود الى المتغيرات الداخلية التي طرأت على المجتمع السوداني الذي تأثر سلبا برياح العولمة والانفتاح الفضائي ، واشارت الى ان بعض الشباب يعملون على تقليد ما يشاهدونه في الافلام والمسلسلات الاجنبية، وهو بكل تأكيد أمر خاطئ وسلوك مرفوض، وعلى الفتيات الانتباه جيدا لمثل هذه الظواهر السالبة التي تحط من قدر الفتيات. ومن جانبه اتهم الطالب الجامعي عثمان أحمد الفتيات أيضا بتعدد الاحباب، وقال إنه يعرف فتيات يقمن علاقات عاطفية مع اكثر من شاب في وقت واحد. ويرجعن الامر الى عزوف الشباب عن الزواج، الأمر الذي يحتم عليهن إقامة علاقات مع أكبر قدر من الشباب، وفي النهاية تظفر الفتاة بواحد. وتتخذ الفتيات شعار «واحد للف وواحد للسف وواحد للكف وواحد في الرف». وقال إن هذا الشعار المجسد على أرض الواقع يؤكد ان الفتيات أيضا يتبعن ذات الاساليب التي يمضي على خطاها بعض الشباب الذين يفضلون الجمع بين أكثر من حبيبة. الباحث الاجتماعي صالح النعيم يرى أن بروز مثل هذه الظواهر الخطيرة يعود الى جملة من الاسباب ويقول: ما يحدث بين الجنسين من الشباب والبنات هو انعكاس طبيعي لما هو سائد في المجتمع السوداني الذي بدأ يفقد الكثير من القيم والعادات التي كانت تميزه، وحتى وقت قريب كان الشاب لا يعرف الخداع والكذب علي الفتيات، وعندما يقيم علاقة عاطفية يكون هدفه الزواج، وذات الامر كان عند الفتيات اللواتي لم يكن يقمن علاقات عاطفية متعددة في وقت واحد. وفي تقديري أن علاج مثل هذه الظواهر يحتاج لجهد مجتمعي وتربوي ورسمي حتى يتعامل الشباب من الجنسين مع العلاقات العاطفية بجدية ومسؤولية.