بينما أدلى البيت الأبيض بتصريحات دبلوماسية حول التعاون مع باكستان في مجال الحرب ضد الإرهاب ومجالات أخرى، وقال إن الاتصالات مستمرة لتوثيق العلاقات بين البلدين، شن قادة في الكونغرس، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، هجوما عنيفا على باكستان، واتهموها بالتستر على أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، خاصة بسبب اكتشاف وجوده في منزل بالقرب من أكاديمية عسكرية قريبة من إسلام آباد. اشترك في النقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركية، السيناتور جون كيري (ديمقراطي من ولاية ماساشوستس)، وهو عادة يدعو إلى تقارب بين الولاياتالمتحدةوباكستان. وقال أمس إن قتل بن لادن أظهر إلى أي حد «تواصل الملاذات (التي تضم متطرفين) في باكستان عملية تهديد آمال السلام في أفغانستان». وأعلن كيري أنه سيتوجه إلى أفغانستان الأسبوع القادم للقاء الرئيس حميد كرزاي ومسؤولين آخرين، ليبحث معهم مرحلة ما بعد مقتل بن لادن. واشترك في نقد باكستان قادة من الحزب الجمهوري، منهم السيناتور جون كورنين، الذي اتهم باكستان «بإيواء» بن لادن. وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إن الوقت حان لمراجعة مليارات الدولارات التي قدمت كمساعدات أميركية، خاصة كجزء من الحرب ضد الإرهاب. وأضاف «من المؤكد أنه يتوجب علينا أن ندرس هذه المساعدات بانتباه وعمق، وأن نستخدم الدولارات التي نقدمها كمساعدات خارجية لخدمة المصالح الأميركية، وليس مصالح أي طرف آخر». وقال «يجب أن نكون حذرين. لا أعتقد أن أحدا بيننا يعيش في وهم بأن باكستان تكرس نفسها لخدمة الولاياتالمتحدة». واتهم مسؤولون أميركيون كبار أجهزة المخابرات الباكستانية بأنها لم تقطع كل علاقاتها مع المتطرفين الإسلاميين، بمن فيهم مجموعات تستخدم باكستان ملاذا لضرب القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان. وقال السيناتور الديمقراطي رفانك لوتنبرغ، العضو في اللجنة التي تشرف على المساعدة الأميركية في الخارج، إن «الولاياتالمتحدة تقدم مليارات الدولارات من المساعدة إلى باكستان. قبل إرسال أي سنت علينا أن نعرف ما إذا كانت باكستان في صفنا فعلا في المعركة ضد الإرهاب، أم لا». وقال النائب الجمهوري آلن ويست، القريب من حزب الشاي (الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري)، إنه حان الوقت للولايات المتحدة «لمراجعة علاقاتها مع باكستان». وأضاف «علينا أن نجري مناقشات جدية جدا مع باكستان، وأن نجمد التمويل حتى نحصل على أجوبة عن بعض الأسئلة». في الوقت نفسه، أصدر البيت الأبيض تصريحات أقل تطرفا. ووصف الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، العلاقات الأميركية الباكستانية بأنها «مهمة ومعقدة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، إن المساعدات لباكستان «تخدم مصلحة باكستان على الأمد الطويل، والمصلحة القومية لأمن الولاياتالمتحدة». وأول من أمس، أشار السيناتور ريتشارد لوقار (جمهوري من ولاية إنديانا) خلال استجواب في الكونغرس عن أفغانستان، إلى باكستان. وقال إن الخطر هناك أكثر منه في أفغانستان. وقال «صار واضحا أن (القاعدة) تتمتع بوجود كبير داخل باكستان. قتلنا أسامة بن لادن في باكستان، مما يدل على أن الخطر علينا موجود أكثر في باكستان منه في أفغانستان.» وقال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، والذي كان مستشارا في البيت الأبيض لأكثر من رئيس، رأيا مماثلا. وأضاف «أخطأنا في الربط بين القضاء على (القاعدة) والقضاء على طالبان.» وقال إن مشكلة باكستان ستكون أكبر لأنها «أكثر أهمية استراتيجية في المنطقة، والوضع فيها أكثر تعقيدا، ولأن علاقاتها مع الصين والهند لها أبعاد جيواستراتيجية». وقال هاس «باكستان ليست حليفة لنا، ولا يمكن أن تكون حليفة لنا. قضاياها مختلفة جدا عن قضايانا». وأضاف «المشكلة الكبرى هي انهيار باكستان». ودعا إلى التركيز على باكستان لأن أفغانستان «ليست لها أهمية استراتيجية». الشرق الاوسط تصاعد التوتر بين أمريكا وباكستان بعد مقتل زعيم القاعدة جيلاني : كل مخابرات العالم فشلت في تعقب بن لادن دافع رئيس الوزراء الباكستاني عن جهود بلاده في مكافحة الارهاب بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن علي أراضيها معتبرا أن اختباءه في ذلك المكان هو فشل »لأجهزة المخابرات بالعالم أجمع«. وقال جيلاني خلال زيارة لفرنسا امس ان اختباء بن لادن في مكان ليس ببعيد عن اكاديمية عسكرية باكستانية يشير الي "فشل عمل اجهزة مخابرات العالم" بما فيها الامريكية وليست فقط الباكستانية8238;. وأضاف ان بلاده "بحاجة الي مساعدة العالم اجمع من أجل محاربة الارهاب وهو مشكلتها رقم 1" داعيا الغرب الي التوقف عن بث "رسائل سلبية" عن بلاده. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح بأن "كون بن لادن أقام في منزل كبير في حي سكني يظهر انه كان يتمتع بشبكة دعم في باكستان8238;". كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان موقف باكستان يفتقر الي "الوضوح"، مؤكدا انه "لا يستطيع ان يتصور ان وجود شخص مثل بن لادن حصل من دون ان يلفت الانتباه". وتوعدت طالبان الباكستانية حليفة القاعدة بالثأر لبن لادن ومهاجمة أهداف أمريكية وحكومة اسلام اباد. من جهتها كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير امس ان التوتر تصاعد بين واشنطن واسلام أباد بشكل حاد بعد أن "طالب مسئولون في الادارة الأمريكية اسلام أباد بتقديم تفسير لكيفية إختباء بن لادن في مكان قريب جدا من العاصمة لفترة طويلة، ورد باكستان الجرئ الذي وصف التصفية الأمريكية لبن لادن علي أنها عمل أحادي الجانب وقع دون تصريح". وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليون بانيتا قد أعلن ان بلاده "لم تبلغ حليفتها بالعملية خشية ان تقوم اسلام أباد بتحذير بن لادن" من العملية التي اعتبرها مسئولون باكستانيون ان "القوات الأمريكية تخطت بها القيادة السياسية والعسكرية لباكستان8238;". وأضاف بانيتا ان الادارة الأمريكية8238; "لا تملك معلومات تدل علي ان اسلام أباد كانت تعرف مكان بن لادن قرب عاصمتها"، مضيفا "يجب ألا تقطع هذه علاقات البلدين حيث أننا نخوض حربا في أرضهم وقد قدموا لنا بالفعل بعض المساعدة. وقال بانيتا ان "الزعيم الجديد للقاعدة سيصبح عدو أمريكا الأول". من جهته اعتبر المتحدث بإسم البيت الأبيض "جاي كارني" ان العلاقات مع باكستان8238; "معقدة لكنها مهمة"، مضيفا "نبذل جهدا شاقا من أجل هذه العلاقات". وكان نواب أمريكيون انتقدوا إسلام أباد بشدة، داعين لإعادة النظر في المساعدة المالية الكبيرة لهذا الحليف. كما اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية امس ان تصفية بن لادن قد "أثرت بشكل عميق علي ثلاث قضايا كبيرة مهمة وهي المساعدات الأمريكيةلباكستان، وثانيا أساليب الاستجواب الحادة للعثور علي بن لادن، وأخيرا الحرب علي أفغانستان8238;". وفي كابول، قالت وزارة الدفاع الأفغانية امس انه كان "ينبغي علي وكالة المخابرات الباكستانية معرفة مكان تواجد بن لادن، معتبرة في أول تعليق مباشر من كابول علي الموقف الباكستاني، إن الأمر قد أثار ايضا تساؤلات عن قدرة باكستان علي حماية أسلحتها النووية بشكل مناسب". ووسط أجواء ابتهاج في الولاياتالمتحدة بعد تصفية بن لادن، رفض الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش دعوة خليفته باراك أوباما لحضور حفل مقرر اليوم عند موقع برجي التجارة العالمي في نيويورك مع عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر. وقال مكتب بوش ان الرئيس السابق إختار الابتعاد عن الأضواء بعد تركه الرئاسة. وكانت كلمة أوباما بشأن مقتل بن لادن قد اجتذبت 65 مليون مشاهد أمريكي وهو عدد يفوق عدد مشاهدي خطابيه عن حالة الاتحاد منذ توليه الرئاسة. وفي السودان، تجمع نحو الف متظاهر في الخرطوم التي عاش فيها بن لادن خلال التسعينات، ووجهوا تحية الي زعيم القاعدة معتبرين انه "شهيد" ومطلقين شعارات مناهضة للولايات المتحدة8238;. الاخبار