رسم أطباء مختصون وبرلمانيون صورة مأساوية وقاتمة عن تفشي أمراض الأنيمياء المنجلية «الهلالية» والثلاثيميا وأمراض الدم المتشابهة الناجمة عن انخفاض نسبة الهيموقلوبين عن المعدل الطبيعي، مشيراً لعدم وجود إحصائية رسمية تحوي العدد الحقيقي للمصابين. وتوقعوا في ذات الوقت إصابة ثلث سكان السودان بتلك الأمراض مشيرين إلى أن تكلفة العلاج تفوق (800) جنيه شهرياً، لافتين النظر إلى أن غالبية المصابين من الفقراء.وكشف عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني اللواء معاش مهدي بابو نمر القيادي بقبيلة المسيرية عن إصابة 23% من أفراد قبيلته بالمرض فضلاً عن إصابة خمس من أبنائه بالداء. ودعا بروفيسور متولي عبد المجيد رئيس جمعية الأنيميا المنجلية والثلاثيميا وأمراض الدم المتشابهة بضرورة توفير العلاج للمصابين ووضعهم في مظلة التأمين الصحي وقال:إن المريض الواحد يحتاج ل450 مل غرام من الدم خلال (3 - 6) أسابيع. وأشار خلال مخاطبته لليوم العالمي لأمراض الأنيميا الثلاثيميا بجامعة علوم التقانة بأم درمان للمخاطر التي يتعرض لها المريض سيما تراكم نسبة الحديد داخل الجسم خاصة وأن المريض يعتمد كلياً على تعاطي الدم المستمر. وأبدى تخوفه من أن يؤثر في حدوث جلطات بالمخ بجانب هبوط القلب بجانب التعرض للأمراض المنقولة عبر الدم كالايدز، مشيراً إلى أن المرض وراثي.وكشفت د.هدى محمد هارون مدير مستشفى ود مدني عن وجود 450 حالة مسجلة مصابة بمرض الأنيميا المنجلية و(17) حالة بالاثلاثيميا و(10) بفشل النخاع. وأكدت د. سوزان إبراهيم وجود «40» حالة بمستشفى البلك بأم درمان مشيراً لارتفاع نسبة الذكور بنسبة 5.92% فضلاً عن 350 مصاباً بأنيميا. وأن 70% يعتمدون على نقل الدم بصورة مستمرة وأن 23% اخذوا الدم أكثر من 100 مرة، وطالب المرضى برفع تكلفة العلاج ومجانيته أسوة برصفائهم مرضى الكلى والقلب ومعظهم اطفال دون الخامسة.ولوح باسيو بتحريك ملف معاناة أمراض الدم بالمجلس الوطني في الفترة المقبلة توطئة لتوفير السند الرسمي والشعبي لتوفير العلاج اهتماماً بالشريحة، فضلاً عن مطالبته بإسقاط الرسوم عن العلاج أسوة بمرض الفشل الكلوي والقلب.وأكد د. أحمد حسن مدير بنك الدم المركزي عن توفير البنك ل200 زجاجة يومياً في إطار مشروع الثلاجات المتحركة التي تجوب الجامعات وأبدى التزامه بتوفير الكميات المطلوبة لأمراض الثلاثيميا وفقر الدم، ودعا المصابين بعدم دفع أية رسوم مالية مقابل الحصول على وحدة الدم «زجاجة الدم»، مبدياً التزامه بتوفيره. آخر لحظة