الكثير من الدول الأوروبية تعمل بقرار تخدير الحيوانات قبل ذبحها، بمبرر أن الذبح دون تخدير يتعارض مع مبدأ الرفق بالحيوان. العرب بروكسل – خرج المئات من المسلمين في العاصمة البلجيكية بروكسل السبت الماضي للاحتجاج على قرار ضرورة تخدير أضاحي العيد قبل ذبحها، بعدما فرضته هذا العام ولايتان أساسيتان في هذه الدولة الأوروبية. وقد أطلق المحتجون على حملتهم عبارة "لا تلمس خروفي". وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن احتجاج السبت شاركت فيه عدة فئات عمرية من المسلمين والمتعاطفين معهم، ويأتي بعد إعلان الهيئات المسلمة ببلجيكا إلغاء الذبح هذا العام، بما أن القضاء البلجيكي رفض الطعن الذي تقدموا به ضد قرار الولايتين، مشددا على ضرورة التخدير قبل الذبح امتثالا لتعليمات القوانين الأوروبية. وكان المجلس العلمي للهيئة التنفيذية للمسلمين قد أوضح في بيان له عدم إلزامية الذبح لهذا العام بعد القرار بضرورة التخدير، مشيرا إلى أنه على كل مسلم يرغب في الذبح أن يلتزم بالقرار ولا يذبح بطريقة سرية. كما أكدت عدة جمعيات خاصة بالمسلمين أن التبرع بثمن الأضاحي سيكون أفضل من ذبحها وهي مخدرة. ولم يكن قرار التخدير هو الوحيد الذي أثار حنق المسلمين ببلجيكا، فعدم توفير مسالخ إضافية تساهم في الاستجابة للعدد الكبير من الراغبين في ذبح الأضاحي، جعل هيئات إسلامية تتهم المسؤولين ب"انتهاك الحرية الدينية". ولم يسر هذا القرار على كامل التراب البلجيكي الذي يتألف من ثلاث ولايات أساسية كل واحدة تمتلك حكومة جهوية إلى جانب الحكومة الفيدرالية. فحكومة بروكسل لم تفرض التخدير، وأعلنت عن توفيرها مسالخ مؤقتة للمسلمين في العيد، بينما أتى القرار من حكومة فلاندرا الناطقة بالهولندية، وحكومة ولونيا الناطقة بالفرنسية. وتعمل الكثير من الدول الأوروبية بقرار تخدير الحيوانات قبل ذبحها، بمبرر أن الذبح دون تخدير يتعارض مع مبدأ الرفق بالحيوان، فيما يرى المسلمون أن إفقاد الأضحية وعيها قبل الذبح، يتعارض مع مفهوم "الذبيحة الإسلامية" الذي يشترط أن يكون الحيوان في وعيه التام قبل ذبحه.