أوردت الصحف الغربية امس خبراً مثيراً عن حظر البرلمان الهولندي ذبح الحيوانات والطيور على الطريقتين الاسلامية واليهودية واصداره قراراً بذلك او تصويته بالاغلبية على مشروع قرار او قانون من هذا القبيل ، ومن الواضح ان الخبر وجد اهتماماً بالغاً بسبب دلالاته الكثيرة واصطدامه - في الظاهر - بعقيدة المسلمين واليهود المتعلقة بالاكل مما سمي اسم الله عليه وذبح على الطريقة الشرعية ..جاء في الخبر : صوت النواب في البرلمان الهولندي لصالح مشروع قانون جديد مثير للجدل يقضي بحظر ذبح الحيوانات على الطريقة الاسلامية واليهودية واحتج المسلمون واليهود على القانون وتتطلب التقاليد الاسلامية واليهودية ان يكون الحيوان غير مخدر تماما قبل الذبح وتقدم عضوان في البرلمان ينتميان لحزب الدفاع عن حقوق الحيوان بمشروع القانون الذي يحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ حتى يكون نافذ المفعول وكانت زعيمة حزب الدفاع عن حقوق الحيوان ماريان تييم قد نفت قبل تصويت البرلمان أن يكون مشروع القانون هجوما على الأقليات الدينية وأضافت أن القانون كان ضروريا لأن العلماء اتفقوا على أن الحيوانات تعاني الألم أو الخوف إذا لم تصعق قبل الذبح وقالت تييم إذا تم صعق الحيوان قبل ذبحه فلن يواجه تجربة الموت» مضيفة «إذا توفرت تقنية حديثة لتجنيب الحيوان الشعور بألم لا داعي له فيجب استخدامها». وفي مشهد نادر للوحدة أدانت المجتمعات المسلمة واليهودية مشروع القانون ووصفته بأنه ينتهك حريتهم الدينية وقال كبير الحاخامات في هولندا بنيومين جاكوب إن « أول الإجراءات التي اتخذها الاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية كان إغلاق مسالخ الذبح اليهودية». وأضاف «اذا لم يعد لدينا من يقوم بطقوس الذبح في هولندا سنتوقف عن أكل اللحوم» وتحظر طقوس الذبح حاليا في السويد ولوكسمبورغ وكذلك في دول الاتحاد الاوروبي مثل النرويج وسويسرا ويقوم المسلمون واليهود في تلك الدول باستيراد اللحوم من الخارج. وللتعليق على الخبر لا بد ان نعرف شروط الذبح اولاً عند المسلمين وكيفية تنظيم اكل الذبيح بعد استيفاء الشروط وما اذا كان الاسلام قد حدد طرائق بعينها للقيام بعملية الذبح ام تركها لرغبة الذابح ، فقد جاء في كتب السلف انه يكره في الذبح عموما عدة أشياء، وهي أن يحد السكين والبهيمة تنظر وأن يذبح البهيمة والأخرى تنظر و أن يؤلمها قبل الذبح بكسر رقبتها أو قدمها ومما لا شك فيه ان هذه الملاحظات التي كرهها الاسلام تعتبر اقدم وثيقة انسانية تدعو وتحض على مراعاة حقوق الحيوانات وتدعو للرفق بالحيوان مع العلم بانه لم يخلق الحيوان الا ليكون في خدمة الانسان ولكن وعلى ذلك نزل الاسلام ليجعل لكل شئ وثيقة وطريقة مثلى فهل تعلم النائبة الهولندية وزعيمة حزب الدفاع عن حقوق الحيوان ماريان تييم هذه الحقيقة عن اصل الاسلام ؟ ان ديننا الذي يطالب المسلمين بان يسن احدهم شفرته ويرح ذبيحته لا يحتاج الى المزايدة في الاصول والثوابت والاخلاق ولذلك نحن نستغرب لسلوك مجلس النواب الهولندي وهو يكتشف مع بداية الالفية الثالثة للعالم انه يحتاج الى سن قوانين تتعلق بحقوق الحيوان ومنع المسلمين واليهود من الذبح !!!. انها خطوة متأخرة بما يقارب الالفي عام عن نزول الشرائع السماوية السمحاء المتعلقة بالحيوان وبالتالي نحن نتساءل ما اذا كانت الدوافع وراء هذا العمل النيابي المتخلف عن ركب الديانات المقصود به حماية الحيوان ام انتهاك حقوق الانسان المسلم واليهودي ؟ انهم انكروا ان يكون الامر متعلقاً بالاقليات الدينية ولكن لماذا ارادوا الاشارة الخاطئة الى الطريقة الاسلامية في الذبائح ؟ اذا كانوا لايعلمون عن الطريقة الاسلامية واحكام وآداب الاضاحي والذبائح عند المسلمين فعلى المسلمين في هولندا ان يتصدوا بالتعريف بالاسلام من جديد اما اذا كان الامر مقصوداً فهذا يعتبر طرداً بالبارد للمسلمين واليهود من العيش في هولندا وهو انتهاك خطير لحقوق الانسان يحتاج الى وقفة .