الحوار الوطني الذي تستعد الحكومة لانطلاقته مرة أخرى لتواصل مشوار ليس له نهاية وإن حدثت ستكون سيئة بلا شك لأسباب كثيرة، ويبدو أن السودان موعود بعبء جديد سيتحمل الشعب تكاليفه مثل الكثير من البرامج السياسية التي صرفت عليها الحكومة المليارات ولم يجنِ منها المواطن غير مزيد من الهم، وإن حولتها الحكومة لمصلحة الشعب لما احتاجت إلى هذا الحوار، ويبدو فعلا أن هذه الحكومة تريد أن تصنع بلدا بلا شعب، كل الذين سيبقون فيه هم عبارة عن حكومة فاشلة وأجسام سياسية تريد أن تبقى وتعيش كيف؟ لا يهمها ذلك. الآن كل السودانيين متشائمون من الحوار مثل الانتخابات وهو لن يعيره انتباها لأنه سيصل إلى ذات النتيحة السيئة، المتحاورون هم الحكومة وبعض من الأحزاب والجماعات التي تسمي نفسها معارضة، الحكومة تعلم أن معارضتها أصبحت حسب الطلب وكثير منها مستعد لتلبية دعوتها التي ستقسمها مرة أخرى، المؤتمر الشعبي الذي يدعي أنه معارضة يقدم خدماته بفاعلية لحزب كان جزءا منه وحكومة شارك فيها وساهم في تمكينها ويتحمل معها وزر تدمير البلد. الحوار الوطني هو ليس حوارا بل مجرد مهرجان للتسوق السياسي تعرض فيه الحكومة وبعض من تلك التي تسمي نفسها معارضة بضاعتها، فالحكومة مستعدة للشراء من بعض المعارضة على أن تشترى هي أيضا من بضاعة الحكومة لتحريك السوق السياسي حيث يخدم ذلك الحكومة ويضمن لبعض المعارضة الاستمرار. هذا الحوار المسمى وطني بحاله هذا إن وصل إلى نتيجة فستكون إنتاج إنقاذ أخرى بمواصفات جديدة أسوأ وأقبح، والذي يريد أن يتأكد فليستمع إلى ما تقوله آلية 7+7 الحريصة على مصلحة الحكومة، وقد طالبت الأنظمة المتعاقبة بما فيها المؤتمر الوطني بالاعتذار للشعب في اليوم الذي سينطلق فيه الحوار السبت المقبل، وأين هي تلك الأنظمة أم أنها من سينوب عنها، ومن قال لها إن الشعب يريد من تلك الأنظمة الاعتذار، كل ما يريده الآن هو أن تحل هذه الحكومة ومعارضتها عن سماه فهو قادر على إعادة تأهيل نفسه فالفرص ما زالت موجودة، العائق الوحيد الذي يقف أمامه هو هذه الحكومة ومعارضتها معا، وحين يعود الحكم إلى يد الشعب سيعرف هو كيف يحاسب الأنظمة وخاصة هذا النظام الحاضر. الحديث الذي قالته الآلية بلسان كمال عمر، الشعب السوداني ليس في حاجة إلى سماعه وإن كان لا بد فليس منهم، والدفاع الذي ساقه لصالح الحكومة ليس له معنى في ظل هذا الاسترزاق السياسي ولن يبرئ الحركة الإسلامية التي تتحمل وزر كل ما حدث للسودان وليس هناك من يستحق الحساب والعقاب غيرها. الآلية قالت إن يوم انطلاق الحوار سيكون يوما للنفرة الوطنية وقد اتخذت تدابير مع وزارة التربية وجهات أخرى طبعا لحشد أطفال المدارس وتلك الجهات المحسوبة عليها لتقدم عرضا تقول للعالم هذا هو الشعب السوداني يؤيد الحوار وهي عادة درجت عليها الحكومة تحاول من خلالها تغطية خيبتها دائماً. تلك الآلية تعد مسبقا مع الحكومة نتيجة مهرجان الحوار للتسوق السياسي لتكون مثل نتيجة الانتخابات، والمستفيد الوحيد منه هي الحكومة وبعض من المعارضة التي تتاجر بقضايا السوان من أجل نفسها وما أكثرها. التيار