لاحظ خبراء التغذية أن الأشخاص الذين يعتمدون نظاما غذائيا نباتيا أقدر ممن يقبلون على تناول اللحوم والبروتينات على خسارة الوزن، من حيث كمية الدهون المحروقة والحيز الزمني الذي استغرقوه في التخلص منها. وأرجعوا ذلك إلى أن الخضروات والفواكه عموما غنية بالألياف ومضادات الأكسدة التي تبعث على الشعور بالشبع دون اكتساب كميات كبيرة من السعرات الحرارية، مثل ما هو الأمر بالنسبة إلى اللحوم. العرب ريهام عاطف كشفت إحدى الدراسات العلمية أن النباتيين هم الأكثر قدرة على التخلص من الدهون الزائدة بمعدلات أسرع من أقرانهم الذين يتبعون وصفة تحتوي على اللحوم والألبان. وعكفت الدراسة التي أجرتها جامعة ساوث كارولينا الأميركية على عقد مقارنة بين البدناء الذين اتبعوا حميات نباتية والبدناء الذين اتبعوا نظاما غذائيا يمزج بين المنتجات الحيوانية والأطعمة النباتية. وفي نهاية ستة أشهر من المتابعة، وجد الباحثون أن البدناء الذين اتبعوا وصفات نباتية نجحوا في فقد المزيد من الوزن والكيلوغرامات بمعدل 4.3 بالمئة مقارنة مع البدناء الذين اتبعوا نظاما غذائيا يعتمد على المنتجات الحيوانية والنباتية. ويتفق أستاذ التغذية بجامعة حلوان، الدكتور أشرف عبدالعزيز، مع نتائج هذه الدرسات، مؤكدا على فوائد النظام الغذائي النباتي في حماية الجسم من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة. فالاعتماد على النظام الغذائي القائم على الخضروات والفواكه يتميز بأنه قليل الدهون وغني بالألياف والفيتامينات والمعادن. وبالتالي فالالتزام به يحسن الصحة بشكل ملحوظ ويعزز قوة الجهاز المناعي مقارنة بالمنتجات الحيوانية بجميع أشكالها، والتي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة التي تؤدي إلى زيادة مستوى الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم. ويضيف عبدالعزيز "تراكم هذه الدهون على القلب تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين أو انسدادها وأمراض القلب المختلفة، وبالتالي فهي ترفع خطر الوفاة بالأزمات القلبية المفاجئة. ومن هنا جاءت النتائج التي تؤكد على أن النباتيين أطول عمرا من آكلي اللحوم. كما أن احتواء هذا النظام على نسبة قليلة من الدهون والسعرات الحرارية يساعد في خفض الوزن والحماية من الإصابة بالسمنة مقارنة بمنتجات اللحوم والتي تحتوي على نسب عالية من الدهون وتزيد من الوزن بشكل كبير" . وأظهرت دراسة نشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانيه أن الناس الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا يحصلون على نتيجة أفضل من الناس الذي يتبعون طرقا وأنظمة غذائية أخرى لإنقاص الوزن. وأوضح الباحثون أن الامتناع عن تناول الأطعمة الحيوانية له نتائج أقوى بكثير في إنقاص الوزن. وحسب الدراسة التي نشرت، فإن الذين امتنعوا عن تناول اللحوم والألبان والأجبان خلال فترة النظام الغذائي المتبع قد فقدوا الكثير من وزنهم مقارنة بالذين اتبعوا نظاما غذائيا غير نباتي. وصرح الدكتور روتي هوانغ من تايوان أن هذه النتيجة تمت تجربتها على 12 محاولة مختلفة لتخسيس الوزن، بحيث أن الذين اتبعوا الحمية الغذائية التي تهتم بالأطعمة النباتية أكثر من الحيوانية فقدوا حوالي 3 كيلوغرامات من وزنهم مقارنة بالذين تناولوا اللحوم ومنتجات الأجبان. وبين العلماء أن النظام الغذائي النباتي، رغم خلوه من منتجات اللحوم الحمراء والبروتين الحيواني، يعتبر من أفضل الأنظمة الغذائية للصحة. وأثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص النباتيين يتمتعون بصحة أفضل، لأن نظام أكلهم يساعدهم على محاربة العديد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان. وكشفت دراسة حديثة وجود صلة مباشرة بين كمية الأطعمة الغنية بالألياف المستهلكة والمتمثلة في أنواع الخضروات والفواكه المختلفة وصحة الجهاز الهضمي. وقال الباحثون إن هذه الأطعمة تحتوي على الأحماض الدهنية المعززة للصحة والتي تعمل على خفض خطر الإصابة بالالتهابات. وأوضحوا أنه يتم إنتاج هذه الأحماض والتي تسمى أس سي أف آيس، عند تخمر الألياف الناتجة عن المواد النباتية الغذائية في القولون. وهي مصدر الطاقة الأساسية لخلايا القولون. وأكد أخصائيون أن متبعي حمية البحر الأبيض المتوسط الشهيرة والغنية بالألياف والفواكه والخضروات والبقوليات ارتفعت لديهم كمية البكتيريا الجيدة في الأمعاء، وانخفض لديهم الشعور بالحموضة أو الانتفاخ مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا يتضمن الكثير من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان. وفي دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة واشنطن، تبين أن النظام الغذائي النباتي قليل الدهون يساعد المصابين بالنوع الثاني من السكري على تخفيف الآلام الجسدية التي يسببها وضعهم الصحي.