احتفل السودانيون بثورة تشرين الأولإكتوبر التي أطاحت بأول حكم عسكري في السودان عام 1964م ،وذلك عبر كافة وسائط التواصل الاجتماعي ومن خلال ندوات مباشرة ،ولم تحتفل الحكومة - التي استولت على الحكم عبر إنقلاب عسكري في عام 1989م - بهذه الثورة وخلت وسائل الإعلام الرسمية من أي إشارة لهذا الحدث. وأقام تحالف المعارضة السودانية ندوة ساخنة قبالة منزل الزعيم اسماعيل الأزهري بأمدرمان بمناسبة مرور نصف قرن على ثورة تشرين الأولإكتوبر وتحدث عدد من قادة المعارضة مطالبين المواطين بالثورة على حكم الإنقاذ ، وذلك وسط الأهازيج والأناشيد التي تمجد أول ثورة سودانية ضد العسكر. وإشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور ومقاطع الفيديو التي تستعيد أجواء "ثورة اكتوبر" ونال نشيد الملحمة، الذي كتبه الشاعر هاشم صديق ولحنه الفنان محمد الأمين وقام بأدائه بمشاركة نجوم الغناء السوداني ، أكبر قدر من التداول وكذلك صورة طه القرشي الطالب بجامعة الخرطوم و أول شهيد في تلك الثورة. وأقام الحزب الاتحادي الديمقراطي على مستوى تنظيماته الشبابية" حركة العمل الجماهيري والقطاعات" وقفة يوم الأربعاء الماضي احتفالا بهذه المناسبة وتم اعتقال عدد من المشاركين في هذه الوقفة. وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني أصدر التجمع الوطني للدبلوماسيين السودانيين ،بيانا في الذكرى الحادية والخمسين لثورة إكتوبر المجيدة . وساند البيان ما سماه "حق الشعب الأصيل في الحرية و الديمقراطية والكرامة و العدالة والعيش الكريم وتأمين التواصل مع الاشقاء في الإقليم والأسرة الدولية" وتعهد التجمع الوطني للدبلماسيين السودانيين بالعمل الهادف والجاد مع الإتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وصولا لتحقيق أهداف الشعب وغاياته و تطلعاته المشروعة. وأصدرت الجبهة الوطنية العريضة بيانا ذكّرت فيه بميلادها الذي جاء فى يوم 21تشرين الأول اكتوبر من العام 2010م ودعت إلى التأمل فى الموقف السياسي الذى تعيشه البلاد وقالت في بيانها "إن النظام الحالى استمر فى التنكيل بالمعارضين إعتقالاً وتشريداً وتعذيباً، " وأضاف البيان أنهم يرفضون وبشكل قاطع أي حوار مع هذا النظام وأكد البيان على المبادئ الأساسية التى قامت عليها الجبهة والمتمثلة في العمل من أجل إسقاط النظام وعدم التحاور معه مطلقاً . وقال المهندس فضل السيد النعيم مساعد الأمينة العامة لحزب الأمة القومي ورئيس لجنة الاحتفال بذكرى 21 تشرين أكتوبر المجيدة، إن الحزب قرر تأجيل الموعد المحدد للاحتفال من الاربعاء الماضية إلى السبت 31تشرين الأول اكتوبر ولذلك لتوحيد احتفالات مؤسسات الحزب بالداخل والخارج لتكون في يوم واحد. وشهد احتفال هذا العام مشاركة من الحركات المسلحة حيث حيّت حركة/ جيش تحرير السودان الشعب السودانى فى الذكري الحادية والخمسين للثورة وقال بيان للحركة إن الشعب السوداني" سطّر ملحمة تأريخية خالدة عندما تلاحمت الجموع الثائرة فى مواجهة الدكتاتور إبراهيم عبود إيذاناً ببزوغ شمس الحرية وإقتلاع النظام" . وقال البيان الممهور باسم رئيس الحركة عبد الواحد محمد نور، إن السودان قدّم آلاف الشهداء ومثلهم من ضحايا الصالح العام والخصخصة وملايين المشردين داخل وطنهم وخارجه ، فضلاً عن الأوضاع الماسوية والتردى الإقتصادى وغلاء الأسعار وتدهور الصحة والتعليم وتفشي العطالة والبطالة وإنعدام الأمن وكبت الحريات العامة والخاصة . وطالب البيان " بتوحيد الجهود والعمل المشترك لإسقاط النظام وبناء السودان المتعدد عرقياً وثقافياً ودينياً وإقرار نظام حكم ديمقراطى حقيقي تكون فيه المواطنة هى الأساس الأوحد لنيل الحقوق وأداء الواجبات". وأصدرت حركة العدل والمساواة المسلحة بيانا في هذه المناسبة أوضحت فيه أن ثورة تشرين الأولاكتوبرتقف شاهدا على رفض الشعب السوداني للظلم وإجماعه على الديمقراطية والسلام . وقالت الحركة في بيانها "إن نظام الانقاذ ماض لا محالة ، ولتجنيب البلاد الانتكاسات التي تعقب الثورات الشعبية، فإن المسئولية تستوجب إصلاحا شاملا وميثاق شرف لحماية الديمقراطية والحريات واعادة هيكلة للمؤسسات الشرطية والعسكرية والتوافق علي حل شامل للمشكلة السودانية يخاطب جذور الازمة ووضع دستور دائم للبلاد يحمي النظام الديمقراطي." تجدر الإشارة إلى أن الحكومة السودانية الحالية، ومنذ مجيئها قبل أكثر من 25 سنة، لا تحتفل بثورتي تشرين الأول اكتوبر 1964م ونيسان أبريل 1985م اللتين إندلتعا ضد حكم العسكر ويعتبرهما الكثيرون بداية مبكرة لما عرف في السنوات الأخيرة بثورات الربيع العربي. "القدس العربي"