بكري الصائغ …. [email protected] ….. 1- " لو ماكتبنا الليلة عن الذكري ال49 سنة علي اندلاعها عام 1964 ..متين نكتب?!! ***- تمر يوم غد الأثنين 21 اكتوبر الحالي، الذكري التاسعة والاربعين علي قيام "ثورة الشعب" ضد نظام 17 نوفمبر 1958 العسكري ، وهي الثورة العارمة التي اجتاحت البلاد من اقصاها الي اقصاها ..شبرآ شبر، وعمت المظاهرات الشعبية في كل مكان، ولم تبارح المظاهرات الشوارع الا بعد نجاح مقصدها وانهيار النظام… ***- لقد كانت البداية عبارة عن مظاهرة صغيرة انطلقت من ميدان "عبدالمنعم" بالخرطوم جنوب لتتوسع فيما بعد بصورة تلقائية.. واستمرت هذه التظاهرات بلا توقف حتي ليلة 30 اكتوبر بعد ان تيقنت الجماهير في الشوارع المنتفضة ان الفريق ابراهيم عبود قد تنحي وقام بحل مجلسه العسكري الذي حكم البلاد بقبضة حديدية طوال ستة اعوام عجاف…ولم تهدأ ثائرة الناس الا بعد ان استمعت لخطاب التنحي الذي بث من عبر اذاعة "هنا امدرمان" ومحطة التلفزيون… 2- ***- تمر غدآ الذكري ال49 علي ثورة اكتوبر المجيدة ، ومع قدومها لن تجد هذه المناسبة (مع الأسف الشديد) اي استعدادات للترحيب بها، لا علي المستوي الرسمي او الشعبي!!… - فالبلاد تعيش ومنذ 24 عامآ حالة من الامبالأة بكل شئ!!.. – فالاوضاع السياسة المتردية يومآ بعد يوم… - وحالة الطوارئ التي ماانتهت ومن لحظة البيان العسكري الاول – والقوانين العسكرية التي تطبق علي المدنيين… - وتكميم الافواه بشدة ومصادرة الحريات… - واغلاق دور الصحف والمؤسسات الاعلامية… - وقطع ارزاق الصحفيين… - ومنع المواطنيين اجباريآ من ممارسة حقهم في التعبير… - او ابداء الرأي… - وقمع التظاهرات بعنف وقسوة … -و منع التجمعات … - وحق السلطات الحاكمة في تطبيق سياسات الاغتيالات بدون مسألات… - والاعتقالات التعسفية التي تتم بلا تهم محددة… - والاغتصابات المبرجة أمنيآ… - والتعذيب الذي ادي في اغلب الحالات الي وفيات… – واختطافات للنشطاء السياسيين… *** – كلها عوامل سالبة ومحبطة ساعدت ومنذ سنوات طوال في عدم مقدرة الملايين في السودان من الاحتفال بمناسبة ذكري "ثورة شعب" كلما حلت المناسبة!! 3- ***- اول من عمل علي الغاء الاحتفالات رسميآ ب"ثورة 21 اكتوبر" هو المشير جعفر النميري، وشهد شهر اكتوبر عام 1969 اخر احتفال رسمي وشعبي بالمناسبة، وبعدها انقلب النميري علي مناسبة الذكري بعد احداث يوليو 1971 وانقلاب الرائد هاشم العطا!! 4- ***- وبعد انتهاء حكم النميري عام 1985 ومجئ الزمن الديموقراطي لم تجد هذه المناسبة الهامة اي اهتمامآ يذكر!!، فقد انشغلت الجماهير -عنها وفي ظل الفوضي العارمة التي ضربت البلاد وقتها – بقضايا الساعة… 5- ***- الكلام عن مناسبة "ثورة 21 اكتوبر" في زمن البشير تعتبر واحدة من المواضيع المحظورة جملة وتفصيلا!!… ***- فالويل وكل الويل للذي يفكر ان يحتفل بمقدم مناسبة "21 اكتوبر"، وسيعتبر معارضآ للنظام، وينال صنوفآ من الوان التعذيب النفسي والبدني!! ***- والحزب الذي يدعو الناس للاحتفال بالذكري، سيجد ان وزارة الداخلية قد سبقت المدعويين وقامت بحصار المكان بقوات مدججة بالسلاح الناري والخفيف… بجانب قوات مسلحة ايضآ من "مليشيات" اسلامية…و"رباطون" مستعدون لخلع سراويلهم لارهاب الحاضريين!! ***- الصحفييون بالصحف المحلية لايستطيعون الكتابة عن "ثورة الشعب" الا في حدود ضيقة للغاية، فالسلطة الحاكمة تخاف وان تقوم الصحف وباقي الأجهزة الاعلامية بتذكير المواطنيين بشعارات ذلك الزمان… و: (أ)– الي الثكنات ياعساكر… (ب)– الي الثكنات ياعبود… (ج)- – الي القصر حتي النصر… (د)– دماء الشهداء تنير الطريق… (ه)– لن ننساك ياقرشي..ياشهيد… (و)– مقصلة مقصلة امام القصر… 6- ***- غدآ الذكري التاسعة والاربعين علي قيام ثورة اكتوبر، ولن يجد احدآ في استقباله او الترحيب به، وتكمن قمة الماسأة ان قطاعآ كبيرآ من ابناء الجيل الجديد وطلاب الجامعات الأن لم يسمعوا اصلآ بهذه الثورة.. ولا بعبود..ولا بالشهيد طه القرشي..ولا بسرالختم خليفة!!…. ***- انهم جيل السر قدور… و"أغاني وأغاني"!!