بقلم /عبد الرحمن نور الدائم التوم تم الاعلان رسميا بولاية النيل الازرق مساء الاحد 2/11/2015م عن ميلاد مبادرة دعم السلام {الصوت الثالث} من مجموعة من الناشطين من مختلف القوي السياسية الوطنية الحية ورجالات الاهلية ومنظمات المجتمع المدني ' و تشكل هذه المبادرة صوت الاغلبية الصامتة للضغط علي طرفي المفاوضات لفك احتكارهما لملف الولاية الذي فشلا في التقدم في محاوره ' واشار بيان اعلان الميلاد الي الضرورة التي حتمت ظهور هذا الصوت الثالث في هذه المرحلة التأريخية الحاسمة والمتمثلة في تعنت الطرفين ' ولقد وجد البيان تجاوبا وتفاعلا من شرائح مختلفة واعلن أكثر من اربعمائة شخصية حتي الان من رجالات الادارة الأهلية واعيان ورموز الولاية وناشطي منظمات المجتمع المدني واكاديمين وشباب ونساء وطلاب اعلنوا تأييدهم وتوقيعهم علي المبادرة , واعربوا عن سعادتهم البالغة لهذه الخطوة في هذا المنعطف التأريخي 'وابدا الجميع الاستعداد والرغبة الأكيدة في المساهمة الفعالة لتطوير هذه الخطوة وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة المفصلية مشاركة كل الفعاليات لدفع العمل الي الامام والضغط علي كافة الاطراف المحلية والاقليمة والدولية وهذا ما طالبت به المبادرة حيث اكدت علي ضرورة واهمية الالتفاف حول هذا الاعلان كبرنامج حد ادني بين كافة قوي المجتمع المدني بالولاية واشارت الي ان الامر يتطلب شجاعة ونكران ذات وتجرد وايمان عميق بالدور الذي يمكن ان يقوم به المجتمع ممثلا بقواه الحية لصالح الشعب وبناء السلام والحفاظ عليه . هذا وقد تسلمت حكومة الولاية صورة من المبادرة كما تم ارسال صور منها لقيادة الحركة الشعبية قطاع الشمال وللألية الافريقية رفيعة المستوي { ثامبو امبيك } وللامم المتحدة ولجامعة الدول العربية ولعدد من القوي السياسية في البلاد . ويبدو ان الحراك الجماهيري الواسع والتفاعل الشعبي العميق الذي احدثته المبادرة اكد بما لا يدع مجالا للشك الرغبة الشعبية في انهاء الحرب ووضع حد لتداعياتها الانسانية المأساوية ' ولقد اعتبرت المبادرة الجانب الانساني من الضرورات الملحة التي حتمت التحرك واشارت الي {{ ان الاستقطاب الحاد الذي افزته الحرب ترك اثاره السالبة علي حياة السكان في كامل تراب الولاية والذي كان اثره الاكبر باديا علي المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية مما انعكس سلبا علي مستوي الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة وارتفاع معدل الفقر والذي يمكن ان نطلق عليه (عوز) او فقر مدقع كما افرز واقعا صحيا مزريا كشفته المؤشرات المتدنية للصحة بالولاية . ان هذا الواقع يفرض علي طرفي الصراع والمجتمع الدولي ومنظمات الاممالمتحدة ان تقوم بدورها في وضع حد لحالة التدهور الانساني والوصول الي خارطة طريق للخروج من حالة التكلس التي اصابت جولات التفاوض المتعددة والتي كانت تنفض دوما بسبب تعنت الطرفين }} لقد جاءت المبادرة تعبيرا صادقا وأمينا عن تطلعات وطموحات واشواق القاعدة الجماهيرية العريضة حيث شكلت الأن تيارا قويا جارفا يصعب ان لم نقل يستحيل محاولة السباحة عكسه ' انها لحظات المخاض وسانحة تأريخية لأهل النيل الازرق بمختلف مكوناتهم وفئاتهم لتأكيد ريادتهم وأهليتهم لأمتلاك زمام امرهم ' كما انها فرصة لطرفي النزاع الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لاعادة حساباتهم وقراءاتهم للوقائع والمتغيرات ' ولقد اشارت المبادرة في هذا الصدد الي {{ ان طرفي الحرب لعبا دورا كبيرا في ابعاد القوي الحية بالولاية بشكل خاص والسودان بشكل عام عن القيام بدورها في المشاركة كطرف مهم ومؤثر في عملية السلام وديمومته بل وغيبت صوته وما كانت نيفاشا الا تعبيرا صادقا عن الاستفراد بالقرارات المصيرية للوطن والتي لم تحفظ بلدنا من الانقسام ولم تمنع اندلاع الحرب مجددا }} ان الاهداف الرئيسية للمبادرة والمتمثلة في : 1/ ايقاف الحرب والتوصل الي اتفاق سلام نهائي 2/ التوصل الي اتفاق عاجل لملف الوضع الانساني عبر اتفاقية دولية تخفف معاناة المواطنين وذلك بايصال المساعدات الانسانية لهم وفتح ممرات آمنة لنقل المؤن والغذاء والدواء .ووضع هذا الملف كاولوية وعدم ربطه بملفات التفاوض الاخري . 3/ حث المجتمع الدولي للضغط علي طرفي التفاوض لتقديم تنازات جدية من كليهما فيما يخص الملف الانساني وتسريع عملية التفاوض . 4/ حث الاممالمتحدة ووكالاتها للقيام بدورها الانساني والاخلاقي تجاه شعبنا في معسكرات اللجوء والنزوح ومناطق النزاع . 5/ اشراك قوي المجتمع المدني(صاحبة المصلحة ) في جولات التفاوض جنب الي جنب مع طرفي الصراع كمراقب . 6/ تبصير وتنوير جماهير شعبنا السوداني بكافة الولايات بالاوضاع الماساوية للحرب في ولايتنا وشحذ هممهم لمواصلة الضغط علي طرفي الحرب وحثهما للتوصل لاتفاق ينهي الحرب والاتيان بسلام مستدام . الضغط علي الطرفين بالالتزام بالقرارات الاممية ذات الصلة بالنزاع القائم حقنا لدماء الشعب 7/ . 8/ التأكيد علي وحدة السودان أرضا وشعبا . يبدو انها لامست الاوتار الحساسة ووضعت المشارط علي الجروح بالتركيز علي الملف الانساني لذا كان لابد من الالتفاف الجماهيري والتأييد الشعبي ' وما يجب ان يدركه ويعلمه كل الاطراف ولا سيما طرفي الصراع ان هذا المبادرة نابعة {{من رحم معاناة شعبنا المتطلع دوما الي سلام دائم نؤكد اننا قد وضعنا خلافاتنا السياسية والايدلوجية جانبا ونبذنا العصبيات القبلية والجهوية يحدونا امل واحد هو تحقيق السلام .واضعين نصب اعيننا معاناة شعبنا وويلات الحرب ومآسيها لنساهم مع غيرنا في وضع حد لها}} . لذا نري انه ليس من الحصافة الاستمرار في المنهج الاقصائي ومحاولات الاحتواء ' ان ايماننا واعترافنا بكل الاطراف واحترامنا لأرائهم وادوارهم هو الذي جعلنا نخاطبكم علي قدم المساواة لذا نؤكد للجميع اننا لسنا قصر ولا ناقصي اهلية , وفي نفس الوقت لسنا اوصياء بل نري ان ثقة ابناء الولاية في انفسهم وقدراتهم وامكانياتهم وتوحدهم هو ما سيساهم في تذليل كافة العقبات ووضع الحصان امام العربة وليس العكس , ان هذا الصوت قد تجاوز صداه الحدود وامتد ليملأ الأفاق . ونرى أن ا آفاق الحل النهائي للنزاع السياسي بالولاية تكمن في مشاركة مكوناتها وهم (الأحزاب السياسية – الإدارات الأهلية – منظمات المجتمع المدني – المكونات الاثنية – شرائح الشباب والطلاب والمرأة والاكاديمين والتكنوقراط والمهتمين من ابناء و الولاية , } والصوت الثالث جاء بمثابة بصيص الأمل في النفق المظلم .