قبل أن يجف مداد تصريحات طرفي النزاع قبل واثناء انتخابات جنوب كردفان ، وبعد ان اطمأنت نفوس المواطنين بالولاية ، انفجرت اصوات المدافع والنيران معلنة نهاية الامن والاستقرار وبداية الحرب التي لم تدق طبولها ، ليجد مواطن الولاية نفسه نازحاً بلا مأوى ، وساطات ومبادرات تطرح هنا وهناك ، اتهامات متبادله بين الاطراف ، اوضاع تحولت مابين يوم وليلة لتصبح الصورة مقلوبة لتنفي الحديث عن الامن والاستقرار بعد الانتخابات ، فجنوب كردفان لها خصوصيتها ولاتحتمل ان تكون نقطة صراع فهي صاحبة اطول حدود بين الشمال والجنوب . فهذه الاوضاع التي لم تكن مرضية للمواطن في الولاية وكذلك القوى السياسية بجنوب كردفان التي شنت هجوما عنيفا على الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وحملتهم مسئولية اشعال الحرب بالمنطقة ، وصفت الاوضاع الانسانية بالمأساوية ، وقالت ان ماحدث شبه مرتب له ، وانها لن تسمح ان تصبح جنوب كردفان دارفور ثانية ، واتهمت الطرفين بالاستهتار بالقضية واستخدامها كرت ضغط بين الطرفين ، وتخوفت من الاوضاع الانسانية بالمعسكرات التي تفتقر تماما الى ابسط مقومات الحياة التي تسوء، مطالبه بالتدخل الفوري لانقاذ النازحين ، محذرة من انتشار هذا التفلت في ارجاء السودان . وقد ابدت القوى السياسية بجنوب كردفان تحفظاتها على مايحدث الآن في المنطقة حيث يمضي رئيس حزب العداله مكي علي بلايل بالقول الى ان حل المشكلة في وقف اطلاق النار والجلوس في حوار لحل القضايا العالقه ، وحسم المشورة الشعبية ، ووضع ابناء جنوب كردفان في الجيش الشعبي ، فيما يقول الامين السياسي لحزب العدالة جمعة ادورعبدالله ، ان حالة الانفلات التي حدثت في جنوب كردفان اذا لم توضع لها معالجه فورية قد تعم جميع ارجاء السودان ، وطالب الحركة الشعبية بضبط قيادتها المتفلته ومحاسبتها ، واشار الى وجود تصفيات لأفراد بالوطني والشعبية ، محذرا من استخدام جنوب كردفان كمسرح لتصفية الحسابات ، وقال ان الطرفين يستخدمان جنوب كردفان كرت ضغط لتنفيذ اجندتهم ، وان مؤشرات الحرب كانت واضحه من قبل الانتخابات وتساءل عن كيف تم اطلاق قرار الحرب ؟ ومن المسئول ؟ الجيش الشعبي ام القوات المسلحة ؟ الحركة الشعبية ام المؤتمر الوطني ؟ ام ان جنوب كردفان نفسها هي التي دخلت الحرب؟ ، وطالب الشريكين بالرجوع الى نيفاشا ، مشيرا الى ان القوى السياسية ستتدخل لحل المشكلة ، وتحرك المجتمع المدني مطلوب بشدة فالموقف الانساني هو الاول ، وفي اشارة للحديث عن محاولة استغلال الحركات الدارفورية لاستغلال الموقف لاسقاط النظام ، قال لايمكن ان يحدث ذلك والسودان لن يؤتي من جنوب كردفان . ويقول المستشار القانوني لمجموعة تلفون كوكو ، عمر منصور، ليس هناك مايبرر مايحدث ومسؤوليته معلقة على عنق الطرفين ، متهما الحركة الشعبية بالتملص عما يحدث بقولها ان الجيش الشعبي لايعنيه ماحدث فهذا يعبر عن مدى اللا مسئولية لدى الحركة ، واضاف ان الحركة لديها اجنده جغرافية كانت ام فكرية ، مدللاً على حديثه بتصريحات عرمان التي قال فيها ان التغيير سيبدأ من جنوب كردفان ، وابدى استغرابه لتدخل عرمان في شؤون المنطقة فهو لاينتمي اليها اداريا اواثنياً ولم يكن مسؤول ملف جنوب كردفان في الحركة الشعبية وتساءل عن سبب تدخلاته اللامبررة وواصل هجومه قائلاً لو اراد عرمان التغيير فليذهب الى مركز كادقلي حاضرة جنوب كردفان وليس السودان ، ولم يعفِ منصور المؤتمر الوطني الذي قال انه له ضلع اساسي في اشعال هذه الحرب بسبب سياساته في ادارة شؤون المنطقة ، فهو دائما يلجأ الى حل المشاكل (بالطبطبة ) والمساومات بين شيوخ القبائل ، واختتم حديثه بان خلال العشرين عاما الماضية لم تحدث مأساة مثل التي حدثت في جنوب كردفان الآن ، فقد خرجت مدينة عن بكرة ابيها لتتركها للحرب ، ومايزيد من وطأتها ان المعسكرات التي يتواجد بها النازحون هي ليست مصممة لاستقبال اعداد كبيرة . ويمضي القيادي بالحزب السوداني الحر احمد حجاج ، الى وجود مخطط خطير سواء ان كان بأيدٍ خارجية او القوى السياسية الموجودة ، ودعا القوات المسلحة والجيش الشعبي لضبط النفس ، كما طالب السلطات بتوفير الاغاثات اللازمة للنازحين ، واختتم حديثه بانه لابد من جلوس القوة السياسية للخروج برؤية واضحة لاحتواء الازمة . وارجع ممثل اتحاد المسيرية موسى محمدين الانزلاق الذي حدث في جنوب كردفان لاتفاقية السلام الشامل ، وطالب الطرفين بتحمل مسؤوليتهما تجاه مايحدث من تشريد للمواطنين بجنوب كردفان ، واتهم القوى السياسية السودانية بانها تكيل بمكيالين ولم تحرك ساكنا في القضية وليس لديها موقف واضح ونعتها بأنها خارج النص ، وقال ان الاوضاع الانسانية سيئة ، واصفا الموقف بالمأساة الحقيقية ، فجثث الموتى تملأ الشوارع ناهيك عن الجوع والعطش ، بجانب الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة هذه الايام .