تفجرت الاوضاع داخل الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، بصورة غير مسبوقة، ودخل بعض قادة الاتحاد المحسوب على حزب البشير، في عراك بالايدي، على خلفية سفر رئيس الاتحاد الصادق الرزيقي الى بعض الدول مؤخراً. وقالت مصادر مطلعة ل(الراكوبة) إن امين شئون العضوية ميرغني يونس الامين والاجتماعي رحاب طه، اشتبكا بالايدي، بسبب النثرية التي استولى عليها رئيس الاتحاد الصادق الرزيقي، والبالغة (50) مليون جنيه، لتمويل سفره الى نيويورك مؤخرا، دون علم الامين المالي للاتحاد محمد بايزيد. وقالت المصادر إن الخلافات تعود الى بعض اعضاء الاتحاد يرون ان سفر رئيس الاتحاد الصادق الرزيقي الى نيويورك، جاء بصفته رئيسا لتحرير صحيفة (الانتباهة) وليس بصفته رئيسا لاتحاد الصحفيين، مما يستوجب ان تكون نثريات السفر من اموال "الانتباهة" وليس من اموال الاتحاد. واشارت المصادر الى ان بعض قادة اتحاد الصحفيين السودانيين، يرفضون حصول الصادق الرزيقي على 50 مليون من خزينة واموال اتحاد الصحفيين كنثرية لسفره الى نيويورك، على اعتبار ان الدعوة له جاءت بصفته رئيس تحرير الانتباهة. وقالت المصادر إن الخلافات وصلت ذروتها، بعد اتهام بعض اعضاء اتحاد الصحفيين للصادق الرزيقي باستلام اموال من الحكومة لتمويل رحلته الى امريكا اللاتينية، على الرغم من عدم اجازة الرحلة من المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين، مما يعتبر مخالفة ادارية كبيرة، تفتح الابواب امام الكثير من الاستفهامات. وقطعت المصادر – وهي شديدة الصلة بحزب البشير ووثيقة العلائق باتحاد الصحفيين – بأن حزب البشير كوّن لجنةً سرية للتحقيق في تطورات الاوضاع في الاتحاد العام للصحفيين، واشارت المصادر الى ان اللجنة تم تكشيلها من وزير الدولة بالاعلام وامين الاعلام بحزب البشير ياسر يوسف. وفي الاثناء، هدد عدد من أعضاء اتحاد الصحفيين، بالاستقالة واتهموا رئيسه الصادق الرزيقي بان بات في حالة تسفار دائم، وأطلقوا عليه سِفيّر النوايا السيئة. وتشير (الراكوبة) الى ان رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي، يجد دعماً وتأييدا من نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، الذي قام بترشيحه رئيسا للاتحاد بعدما اوكل له حزب البشير امر اختيار وترشيح بعض الصحفيين، لمنصب رئيس الاتحاد. وبناء على ذلك، كلّف نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، مدير مكتبه الفاتح الحسن المهدي مسؤول الامن الطلابي بحزب البشير، الذي حاز مؤخرا على درجة الدكتوراة، بتولي ملف ترشيح الصادق الرزيقي لرئاسة الاتحاد العام للصحفيين، الامر الذي قابله بعض صحفيي حزب البشير – حينها – بإمتعاض شديد، قبل ان يتم حسم الامور لصالح الصادق الرزيقي بعد الدعم الذي يجده من نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، الذي تربطه به صلة الرحم. ويرفض الصحافييون الممارسون لمهنة الصحافة في السودان، والصحافيون الديمقراطيون الاعتراف باتحاد صحفيي حزب البشير، على اعتبار انه لا يمثل الصحافيين، ويمثل السلطة. وبناء على ذلك تم تكوين شبكة الصحفيين السودانيين، التي تجد دعما واسعا من الصحفيين باعتبار انها تعبر عن قضاياهم، وتلامس تطلعاتهم، ولا سيما ان اتحاد الصحفيين ظل يستعين بضباط العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والوزارات في الفوز بانتخابات الاتحاد.