أعلنت النيابة العامة في نيويورك، الخميس 19-5-2011، أن هيئة المحلفين وجّهت الى المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس-كان، التهم رسمياً بالاعتداء الجنسي والاحتجاز ومحاولة اغتصاب عاملة تنظيف في فندق، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية. كما قرر القضاء الامريكي الإفراج عن ستراوس-كان بكفالة قدرها مليون دولار وضمانة قدرها خمسة ملايين، مقابل بقائه قيد الاقامة الجبرية في منزله بانتظار محاكمته. وفي وقت سابق من صباح أمس الخميس، استقال ستراوس-كان، في رسالة رسمية كتبها من سجنه في نيويورك إلى إدارة الصندوق الواقع مقره في واشنطن، من تداعيات اعتقاله واتهامه بالتحرش بعاملة تنظيف حاول اغتصابها السبت الماضي في جناحه بفندق نيويوركي شهير تعمل فيه. وقال ستراوس في رسالته، التي بثتت ملخصاً عنها بعض وسائل الإعلام الأمريكية، إنه يشعر بحزن لا نهائي، وإنه يفكر في هذا الوقت بالذات بزوجته التي يحبها وبأولاده وعائلته وأصدقائه. وقال إنه ينفي كلياً ما سماه مزاعم المرأة التي اتهمته بالتحرش. والواقع أن أخطر الجديد عن دومينيك ستراوس-كان، ليس إمكانية إدانته بالسجن من 15 الى 74 سنة فيما لو ثبتت ضده 7 تهم وجهوها إليه بعد اعتقاله السبت الماضي حين حاول اغتصاب عاملة تنظيف للغرف داخل جناحه في الفندق، بل ما أكدته صحيفة أمريكية من أن المرأة الي تحرش بها تقيم في مجمّع خاص بالمصابين بفيروس HIV المسبب لمرض الإيدز، وقد تكون مصابة بالجرثوم أو بالمرض نفسه. وكل شيء تقريباً، باستثناء صورتها، أصبح معروفاً عن المرأة التي زجّت "فحل" صندوق النقد وراء قضبان السجن الأمريكي، ومنه أنها أرملة مسلمة تغطي شعرها بملالة "وجميلة لافتة للنظر" وسوداء البشرة والشعر، هاجرت قبل 7 سنوات من غينيا وبرفقتها ابنتها الوحيدة، واستقرت طالبة اللجوء بنيويورك، حيث يقيم شقيقها الأكبر ويملك مطعماً صغيراً. وحصلت نفيساتو دياللو، كما هو اسمها، على اللجوء ومن بعده على بطاقة الإقامة الخضراء مع إذن بالعمل قادها لأن تشتغل منذ 3 سنوات منظفة للغرف بفندق "سوفيتل" المجاور لساحة "تايم سكوير" وسط منهاتن بنيويورك، حيث نزل ستراوس في جناح منه أجرته اليومية 3000 دولار، وهناك حاول نزع اللذة منها عنوة بإرغامها على غير الطبيعي من الممارسات فأفلتت واستنجدت بالشرطة واشتكت فاعتقلوه. وقصة إقامتها بمجمّع للبالغين المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، هي انفراد خبري مفصل انفردت به، الأربعاء 18-5-2011، صحيفة "نيويورك بوست" وعززته بمعلومات موثقة دلت بأنها أقامت 3 سنوات بدءاً من 2008 بالمجمّع الذي يشرف عليه مركز هارلم للعناية بالمصابين بفيروس "اتش.آي.في"، مؤكدة أن المركز لا يقبل بإقامة أحدهم بالمجمّع إلا إذا كان مصاباً بالجرثوم، أو أنه من ذوي المريض، كابنتها البالغ عمرها 15 سنة. وقبل الإقامة هناك سكنت في شقة بمنطقة "هاي بريدج" في نيويورك، وفي عمارة مخصصة أيضاً لسكن المصابين بالفيروس "وقام المركز نفسه بتأمينها لها ولابنتها"، وفق ما ذكرت الصحيفة التي أشارت أن قوانين حماية أسرار المرضى "تمنع التحقق مما إذا كانت المرأة، أو هي الآن، مصابة بالفيروس المسبب للإيدز"، وفق تعبيرها. وقالت "نيويورك بوست" إن الشقة التي تقيم فيها حالياً منذ يناير/كانون الأول الماضي في منطقة برونكس بشمال نيويورك مع ابنتها "هي أيضا مستأجرة بواسطة مركز هارلم للعناية بالمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة". ورد محاميها، جيفري شابيرو، على ما كتبته الصحيفة وقال إنها البالغة الوحيدة المسجلة كمقيمة في ذلك المجمّع الذي لم تعد إليه منذ حاول ستراوس اغتصابها بعد ظهر السبت الماضي، فيما رفض متحدث باسم مركز هارلم أن ينفي أو يؤكد إصابتها بالفيروس، وقال: "نحن لا نعلق على هذا الموضوع"، رافضاً في الوقت نفسه شرح سبب إقامتها في مركز مخصص فقط للبالغين من المصابين بالجرثوم شبه القاتل. أما الشركة المديرة شؤون المجمّع السكني، فقال متحدث باسمها إن أحداً "لا يمكنه الإقامة هناك ما لم يكن مصاباً" ثم أقفل الخط مع الصحيفة. خجولة.. إذا خرجت من البيت تعود بسرعة وكتبوا الكثير عن نفيساتو، كإفريقية قليلة التعليم "لا تعرف حتى اسم رئيس بلدية نيويورك"، بحسب ما قال عنها شقيقها الذي وصفها كما وصفها جيرانها، من أنها معروفة بخجلها ولينة معشرها وكانت دائماً بعيدة عن مسببات المشاكل في عملها ولا تخرج كثيراً وإذا خرجت تعود سريعاً الى البيت". وعبرت إدارة الفندق أيضاً عن صدمتها مما حدث لها، وأكد موظفون فيها أنها كانت جدية في العمل وإلا لما أولوها تنظيف غرف الطابق 28 في "سوفيتل"، حيث كان ينزل ستراوس البالغ من العمر 62 سنة، والأب لأربعة أبناء من زوجتيه الأولتين. كذلك أكدت إدارة الفندق أنها لم تتسبب بأي مشكلة أثناء عملها، وأن الإدارة كانت راضية عن عملها تماماً، وكان راتبها 23 ألف دولار في السنة، يتوجب أن تحسم منه الضرائب، وهو لا شيء مقارنة براتب ستراوس البالغ 37 ألف دولار خالصة من الضرائب شهرياً. أما ستراوس، فمولود في 1949 بباريس، وعاش مع عائلته منذ 1955 في مدينة أغادير بالمغرب طوال 5 سنوات، لكن زلزالاً ضرب المدينة في 1960 وقتل 15 ألفاً من سكانها وشرد وجرح 30 ألفاً آخرين حمل عائلته على الرحيل للإقامة في إمارة موناكو بالجنوب الفرنسي. وتزوّج ستراوس أول مرة حين كان عمره 18 سنة في 1967 ثم ثانية في 1984 بعد طلاق الأولى، وثالثة في 1990 بعد طلاق الثانية، فاقترن بالفرنسية المولودة في الولاياتالمتحدة، آن سينكلير، الموجودة منذ الاثنين الماضي في نيويورك، وهي المدينة التي تقيم فيها صغرى أبنائه الأربعة، كاميلل (26 سنة) طالبة الدكتوراه في إحدى جامعاتها. العربية الصورة دومينيك ستراوس مع زوجته الفرنسية آن سينكلير