تدني الأسعار العالمية والمحلية وضعف الإنتاجية وشح الأمطار كان عنوان مبكر لانهيار موسم التسويق ومقاطعة المزارعين لبورصة أسواق المحاصيل أمس الأول بالقضارف احتجاجاً على تدني الأسعار وارتفاع كلفة الإنتاج وهرب المزارعون من المزاد واحتفظوا بإنتاجهم من المحصول في ظل غزو البورصة للمحصول من ولايات النيل الأزرق وسنار وكسلا بأسعار لم تتجاوز ال(320) جنيه للقنطار، وذلك نسبة لانخفاض كلفة الإنتاج في تلك الولايات ونجاح الموسم وزيادة معدلات الأمطار فيما كشفت عمليات المزاد التي بدأت عن ضعف الترتيبات الإدارية والفنية لانطلاقة البورصة لنقص الموازين وعدم فرض قانون أسواق محاصيل القضارف بعد أن تمسك التجار والمزارعين ورفضوا البيع داخل البورصة واكتفوا بالبيع الخارجي (البيع الواقف) مما دفع إدارة الأسواق لاستعمال القانون وإرغام المزارعين بارتياد العربات المحملة بالمحصول للبورصة وتفريغها مما أدى إلى زيادة كميات الوارد ليوم أمس الثلاثاء بالبورصة إلى (3176) جوال سمسم مقارنة ب(1400) جوال في اليوم الأول وبلغ أعلى سعر للقنطار (4171.100) جنيه فيما بلغت جملة المباع (1320) جوالاً. وعزا وكيل شركة سماسم للاستيراد والتصدير محمد عبد الله دفع الله انهيار الأسعار وضعف الواردات لإنتاج محصول ضعيف جراء نقص الأمطار يصعب التعامل معه في صناعة الحلويات والزيوت مما يقلل المنافسة العالمية في حركة الصادر، وأضاف إن هنالك إنتاجاً كبيراً من الدول التي تنافس السودان في إنتاج السمسم وهي نيجيريا وأثيوبيا مما دفعها لرفد صادرات السمسم إلى الصين وهذا بدوره أدى إلى انخفاض سعر الطن العالمي إلى (1050) دولار للطن أدناه وأعلاه (1100) دولار، مشيراً إلى أن إنتاج نيجيريا يصل في هذا الموسم إلى مليون طن، ولفت دفع الله إلى وجود خصائص وميزات نسبية لمحصول السمسم السوداني والإثيوبي في الدول العربية خاصة السعودية ولبنان والأردن إلا أن السعر العالمي لهذه الدول الذي بلغ (1200) دولار أصبح غير مجزٍ في ظل ارتفاع تكلفة، وطالب دفع الله الدولة بضرورة تحرير سعر الصرف بالدولار لدفع الشركات والتجار لصادرات المحصول أسوة بالسوق الموازي الذي بلغ فيه سعر الدولار (10700) جنيه على أن يتم صرفه بسعر بنك السودان بواقع (6700) جنيه للدولار، مطالباً السلطات بإيقاف ضريبة 10% للدواء التي أثرت على ضريبة الصادر. المستثمر الوطني وجدي البدوي: لفت النظر إلى وجود أكثر من (100) ألف طن سمسم من العام الماضي ذات الإنتاجية الجيدة بالمخازن والصوامع أثرت على حركة الأسواق والصادر في ظل ضعف جودة المنتج الحالي، مشيراً إلى ارتفاع صادرات السودان من المحصول للموسم الماضي إلى (160) ألف طن بواقع (1850) دولار للطن وهي دفعت التجار للتخزين والشراء بكميات كبيرة من الموسم السابق وأضاف البدوي الي استقرار سعر الطن إلى (1250) دولار في البورصة العالمية مما أضعف المنافسة للسمسم السوداني الذي تعادل تكلفة القنطار الصادر فيه (1200) دولار مقارنة بإنتاج السودان الذي يعادل 10% من إنتاج العالم، وطالب البدوي بضرورة تشجيع المستثمرين والتجار بتخفيض الضرائب خاصة على الصادر لمنافسة الأسواق العالمية في ظل جودة المنتج الأثيوبي من المحصول (الحميراء) وهو الآن يتم عرضه بواقع (1150) دولار في البورصة العالمية وهو يعتبر أجود من المنتج السوداني لهذا العام، وطالب البدوي بضرورة تفعيل قانون أسواق المحاصيل والحد من فوضى البورصة وضعف الرقابة ومحاربة الأسواق الموازية بجانب وضع حد لاختلالات الموازين. الصيحة