ذهل رجل الاعمال السوداني الشهير حينما اعتذر له مسؤول في السفارة السعودية بالخرطوم بلطف بالغ عن نفاد كل التأشيرات الممنوحة للسودانيين..رجل الاعمال ذاك كان قد اعد دراسة جدوي ليسوقها في مؤتمر الاستثمار السوداني المنعقد في العاصمة السعودية ..عاد رجل الاعمال لداره والدهشة تعقد لسانه لان مصطفى عثمان وزير الاستثمار (وقتها)!اصطحب حاشية تفوق المائة فردا..أرجوكم لا تسالوا عن نتائج ذلك المؤتمر الحاشد. قبل سنوات قاد احد مساعدي الرئيس وفدا شعبيا لإغاثة شعب الصومال..الوفد الكبير سبقته سفينة ذرة رست في شواطيء الصومال..على ظهر السفينة تم اشهار الخطب الحماسية ثم التقاط الصور الفوتوغرافية التي تبرز إنسانية حكومتنا..حينما عاد الاخوان الى جوف الطائرة تحاسبوا علي النثرية الدولارية كما التجار ..بل ان بعضهم بعد العودة الغانمة سارع الى السوق الأسود لبيع حصاد رحلة اغاثة شعب شقيق. قرات بمتعة زائدة التحقيق الذي كتبه في الصيحة الزميل العزيز محجوب عثمان عن وفد السودان الذي شارك في اجتماعات مجلس حقوق الانسان بجنيف ..أناب عن السودان في تلك الاجتماعات أربعين ممثلا من بينهم (16 ) نائبا من البرلمان..احد الشيوخ الكبار في مجلس الولايات اصطحب سكرتيرته لجنيف ..ولان الرجل من القابضين على دينهم هذا يعني هذه ان السيدة مضت الى هنالك بصحبة مرافق شرعي..يمضي التحقيق المؤلم الى ان الأربعين ممثلا لم يبق منهم بجانب وزير العدل في يوم المرافعة الا عدد يقل عن أصابع اليد الواحدة..حكامنا تفرقوا بين المدن الأوربية ليشهدوا منافعا لهم. القصة الحزينة لم تنه عند اهدار المال العام الذي شارك فيه رئيس مجلس الولايات..وفدنا الهمام اختار ان يسافر عبر مسار طويل الى جنيف يمر بمدينة دبي ..المسار الاخر عبر إستنبول تكلفة التذكرة الواحدة حوالي احدى عشر الف جنيه بينما المسار المنتخب ضعف ذلك تماماً ..وبما ان هنالك مستفيد من هذه المسخرة تشير الزميلة الصيحة ان وكالة سفر تخصصت في تسفير ممثلي البرلمان يديرها موظف قيادي سابق بالبرلمان بينما يحوز موظف اخر مازال في الخدمة على بعض اسهمها. ابوالقاسم برطم النائب المثير للجدل يضيف موسيقى حزينة لدراما البرلمان حينما يصرح لذات الصحيفة ان اللائحة تعطى كبار المسؤولين نثرية جيب قدرها خمسمائة دولار عن كل يوم..الا ان المفارقة حسب برطم ان بعض الكبار جداً حصلوا على الف يورو في اليوم الواحد..هؤلاء هم مسؤولينا الذين من المفترض ان يحموا المال العام..هؤلاء هم النواب الذين من بين مهامهم استجواب الوزراء على أوجه التقصير. في تقديري ..ان صحت هذه المعلومات فعلى بلدى السلام..لن نثق في اي لجنة تحقيق يشكلها هذا البرلمان لان ابطال هذه الفضيحة هم مسؤولون في وزارة العدل المنوط بها اقامة العدل.. فيما نال البطولة المطلقة رئيس مجلس الولايات ..لهذا اقامة جلسة استماع معلنة ومبثوثة على الهواء تعقبها محاسبة فورية يصبح هو القدر المتاح لاستعادة الثقة في طاقم الملاحة في الطائرة التائهة. بصراحة..اصبح المنصب العام في بلادي هو الطريق الاقصر للثراء الوافر عبر عمليات نهب منظم. (اخر لحظة) آخر لحظة