بعد مداولات طويلة أعطت أستراليا الضوء الأخضر لمواصلة التحالف بين الاتحاد للطيران وفيرجن أستراليا، والذي يتضمن التعاون في خدمات واسعة تشمل المشاركة بالرمز في الرحلات إلى نحو 90 وجهة في أستراليا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا. العرب كانبيرا - وافقت اللجنة الأسترالية للمنافسة وحماية المستهلك بتجديد اتفاقية التعاون التجاري بين شركة فيرجن أستراليا والاتحاد للطيران لخمس سنوات أخرى. ويسمح القرار للشركتين بمواصلة تحالفهما الدولي القائم في مجال خدمات النقل الجوي، لكن الشركتين لن تتقاسما الإيرادات بموجب التحالف، الذي قالت اللجنة إنها "تعتقد أن التحالف سيواصل تحقيق منافع كبيرة للمسافرين الأستراليين". وتملك الاتحاد للطيران حصة تصل إلى 25.1 بالمئة من أسهم شركة فيرجن أستراليا القابضة ولديها مقعد في مجلس إدارتها. وتتعاون الشركتان بموجب التحالف في التسعير المشترك ومواعيد الرحلات. وقد وافقت الهيئة الرقابية على أن فيرجن لن تسيّر رحلات إلى أبوظبي في غياب الشراكة مع الاتحاد. وفي أبوظبي رحبت الاتحاد للطيران أمس بالقرار الذي يسمح للشركتين بمواصلة تسيير رحلات مشتركة بالرمز بين أبوظبيوأستراليا حتى تاريخ 30 ديسمبر من عام 2020. وقال جيمس هوغن، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، إن قرار اللجنة الأسترالية للمنافسة وحماية المستهلك يحمل أخبارا سارة لهذه الشراكة وللمسافرين الأستراليين على حد سواء. وأكد أن الشراكة بين الاتحاد للطيران وفيرجن أستراليا ساهمت على مدار السنوات الخمس الأولى في تعزيز المنافسة القوية على صعيد سوق السفر الأسترالية عبر زيادة عدد الوجهات وتعزيز القدرات الاستيعابية. لجنة المنافسة الأسترالية: اللجنة تعتقد أن التحالف سيواصل تحقيق منافع كبيرة للمسافرين الأستراليين وأضاف أن التحالف يمنح المسافرين على متن طائرات الشركتين، تجربة لا نظير لها من خلال توفير طائرات رائدة جديدة واستثمارات كبيرة على صعيد الابتكار في الخدمات والمنتجات. وقال هوغن إننا أفضل شركتي طيران في فئتنا تعملان معا لتقديم مستوى متميز من الراحة والخدمات، إضافة إلى كوننا علامتين تجاريتين ذات توجه مشترك تلتزمان بوضع المسافر في قمة اهتماماتهما من خلال الجهود المشتركة في الابتكار والسعي المتواصل نحو التميز. وأوضح أن الاتحاد تعتزم خلال السنوات الخمس المقبلة توسعة نطاق التعاون التجاري والفرص مع فيرجن أستراليا وإتاحة المزيد من المزايا والفائدة للجميع. وأعرب هوغن عن امتنانه للشركاء التجاريين في أستراليا، الذين قدموا تقارير تعزز طلب تمديد التعاون التجاري مع فيرجن أستراليا، وقال إنه رافد حيوي لنجاح الشراكة. وتقدم الاتحاد للطيران وفيرجن أستراليا خدمة رحلات مشتركة بالرمز إلى 38 وجهة دولية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وباكستان، إضافة إلى 52 وجهة في أستراليا وآسيا. كما تتعاون الشركتان إلى حد كبير في مجالات التسويق والمبيعات والمشتريات والتوريد وانتداب طواقم الطيران والضيافة الجوية وتوفير مزايا متبادلة لعملائهما من المسافرين الدائمين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من خدمات صالات الانتظار على امتداد شبكة وجهات الشركتين المجمّعة. وتنفرد الاتحاد بنموذج عمل يختلف عن بقية شركات الطيران العالمية التي دخل معظمها في تحالفات كبيرة. وانتقدت مرارا تلك التحالفات التي تقول إنها نماذج هشة لن تتمكن من الصمود أمام التحديات الجديدة في عالم الطيران التجاري. وقد أنشأت في أكتوبر من العام الماضي تحالفها الخاص، الذي ووضع معايير جديدة في سباق المنافسة في قطاع الطيران العالمي بالإعلان عن إنشاء تحالف "شركاء الاتحاد للطيران". وتملك الاتحاد حصصا أخرى في طيران برلين وفيرجن أستراليا وخطوط سيشل وأير لينغوس والخطوط الصربية وجيت أيرويز الهندية، إضافة إلى حصتها الكبيرة في أليطاليا البالغة 49 بالمئة. جيمس هوغن: الاتحاد للطيران تعتزم توسعة نطاق التعاون التجاري مع فيرجن أستراليا كما حصلت الاتحاد في أبريل الماضي على موافقة السلطات السويسرية على صفقة الاستحواذ على ثلث أسهم شركة دارون أيرلاين، بعد تأخير دام أكثر من عام، وارتفعت بذلك حصص وتحالفات الاتحاد لتصل إلى 47 اتفاقا في أنحاء العالم. ويقول محللون إن التحالفات الواسعة والحصص الكبيرة التي تملكها شركات الطيران الإماراتية أعادت رسم خارطة مسارات الطيران لتجعل من الإمارات بؤرة لمرور الرحلات بين أستراليا والشرق الأقصى من جهة والمطارات الغربية والأفريقية من جهة أخرى. ويثير النمو السريع في حصص شركات الطيران الخليجية حفيظة شركات الطيران المنافسة وخاصة الأميركية، التي رفعت شكوى ضدها أمام سلطات السلطات الأميركية بحجة أنها تتلقى دعما حكوميا يضر بالمنافسة. لكن شركات الطيران الخليجية تمكنت من دحض تلك الادعاءات، وتمكنت من الحصول على دعم شركات طيران أميركية أخرى تجد في نشاط شركات الطيران الخليجية عنصر دعم للاقتصاد الأميركي. ويقول محللون إن الشركات الأميركية التي أثارت المزاعم وهي دلتا أيرلاينز ويونايتد كونتننتال وأميركان أيرلاينز، تحاول تبرير تراجع حصصها في صناعة الطيران العالمية بعد أن عجزت عن مجاراة الشركات الخليجية. وكانت بيانات قد أظهرت أن شركات طيران أميركية فقدت ما لا يقل عن 5 بالمئة من حصتها من حجوزات الرحلات الجوية من الولاياتالمتحدة إلى شبه القارة الهندية منذ عام 2008 بسبب المنافسة المحتدمة من ناقلات الخليج. وفي المقابل قفزت حصة الشركات الخليجية من تلك السوق إلى 40 بالمئة من 12 بالمئة فقط قبل 7 سنوات، ما يعني أن الشركات الخليجية اقتطعت حصصا من جميع منافسيها. وسجلت شركات الطيران الخليجية نموا جامحا في السنوات الماضية، وخاصة الشركات الإماراتية التي جعلت من مطارات البلاد بؤرة لخطوط الطيران بين جنوب وشرق آسيا وأستراليا ونيوزيلدا والقارة الأوروبية. وأصبحت محطة أساسية للرحلات بين تلك المناطق.