أظمأتني الدنيا فلما جئتها *** مستسقيا مطرت عليا مصائب خلال مطالعتي لأخبار الصحف اليوم , توقفت كثيراً في الخبر عن المجلس الوطني , والذي هو الجمعية التأسيسية التي استعصت على التأسيس لدولة محترمة , رائدة نالت استقلالها منذ ستة عقود ولازال في طور التأسيس العصي جداً على النهوض والوقوف , فمنذ الاستقلال ونحن حبوا , لم نتعلم المشي بعد . السودان بلد غير محظوظ , أو كما أراد المعنى عمنا محمد سليمان كرور له الرحمة , ما أن ينهض نحو الحرية إلا والعسكر تناوشونه, تحت مسميات الإنقاذ, والانتشال من الوهدة, ويرمون به , في بئر لا غرار ,ولا قرار لها , وها نحن نخطو مع الإنقاذ منذ الصبا وحتى المشيب , ولم نخرج منهم بشيء أو معنى لما أطلقوه من إنقاذ , وتجدني مع ذلك الحكيم , مازحاً حين طلب من أهل الإنقاذ , وليتهم برجاء أن يعيدونا لمحل ما أنقذونا , فتلك محطة لو وصلناها لظفرنا بالسعادة . وعود الإنقاذ , كان آخرها وليته أخيرها , كان في لقاء تلفزيوني مع السيد / رئيس الجمهورية حين ذكر بوضوح أن السودان موعود بطفرة خلال الأعوام القادمة , ( لا تبتسم عزيزي القارئ ) . الذي لا مناص منه , أننا في مأزق تأريخي , وأن السودان في انهيار على كافة مستوياته , اقتصاديا , سياسياً , اجتماعياً , تعليمياً , وصحياً , ولم نُفلِح في مجموعنا في تقديم حلول , ذات مردود على حياة وعيش المواطن الذي هداه التعب , وأرهقه طول الأمل , فظن وليس كل الظن أثم , أن في الإنقاذ فكاك , وها هي دائرة السوء تحيط بكلكالها , وتحط جاثمةً في صدر شعبنا , بلا فكاك .ولعل الإنقاذ تحمل سجل بشع , في التقتيل والدمار , وتفكيك التعاونيات , وجعل المواطن , تحت رحمة الجشع الرأسمالي , الإسلاموي الطفيلي ,الذي نهش لحم شعبنا , وجعله محض جلدٍ يكسو العظام , ويطمع في المزيد . نعود للخبر العجب , وهو أن ذهنية, وذكاء , وقدرات التفكير , لدي الموظفين في المجلس الوطني , والذين هم اصطلاحاً نواب , جاءوا عبر انتخابات افتقدت للسلامة , والأمانة والنزاهة , وعابها التزوير بعد , كل ذلك , ولعل ذلك طبيعي في ظل وضعنا الحالي المتأزم , حد الموات . قالوا نواب الشعب المفترضين , أنهم في سبيل إصلاح الاقتصاد , وتوفير النقد , ومن اجل رفع المعاناة أنهم , يوجهون , أي نواب الشعب , المفترضون , أن يتم منع استيراد البودي والتونك , وهاتان المفردتان شغلتا صباحي , وأرغمتني, على محاولة الفهم , فكم قلبت الأقوال لأفهم ما هي البودي وماهية التونك قدس الله سرهما , إذ أعاقتا , تقدم اقتصادنا , وجهزت معولي وقلمي , لهدهما فقد هدتا اقتصادنا - على حد مجلس نواب شعبنا المفترضين -, البودي والتونك يا أبناء شعبي , هما سبب الدمار والهلاك , والفقر الذي أحاط بكم , فهلموا واهتفوا معي , فلتسقط التنوك , والبودي , ولا قام الله لهما قائمة . في اقتصاديات البلدان , تمر السياسة بمنعطفات , ومن كرم الإنقاذ علينا , أن المنعطفات تتبعها منذ البيان الأول , ولازال , منعطفها الخطير , ملازم لنا, لم يترق بعد ,ونحمد الله أن العدو الصهيوني , والتربص الإمبريالي , قد سكتا قليلاً , ربما عشم في المصالحة وفتح الجبهة تلك لفتح موارد , لأصحاب الحظوة . ننتظر الطفرة الموعودة والتي وُعدَنا بها , وفي ضربة لازب , ربما فمنطق إن بعد العسر ربما يسر ظل كذلك يتربص بنا , تربص الأسد فريسته , إن علوم الاقتصاد , تقر بالتقشف ,وتعرفه بخفض الإنتاج الحكومي , ويعني شدة وصعوبة العيش , ونحمد الله , أننا في شدة ما بعدها منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم , ولعل ذلك يؤشر أن الأمر من الأرض وليس من السماء , هنا أترحم, على روح الوطني الجسور ,والتربال الناصح, رسول الشعر السوداني / محمد حسن سالم حُميَد , حين وضع منفستو الحل , بأن المشكل أرضي وليس سماوي , والجاتنا جاتنا من الأرض , ما جاتنا من تال السماء . سادتي علوم الاقتصاد تعرف التقشف تعريفاً دقيقاً , لعل أهل المؤتمر الوطني , والذين هم بالضرورة نوابه , وحراس قراراته من داخل الجمعية التأسيسية (قبة البرلمان) (المجلس الوطني) مقر نواب الشعب , سيرة من الأسماء لم تصادف بعض محلها , فتهاوت , لم يدركوا بعد المعنى , ولم يصيبوا الحلول , ومن باب الجهل بالشيء , خال لهم , أن التونك والبودي , هما أعداء الاقتصاد , وساموهم جام غضبهم , الذي اعرفه , والذي ربما يتفق معي فيه , عزيزي القارئ الحصيف ,أن أزمة اقتصادنا في الإنتاج , وأزمة اقتصادنا في مدخلات الإنتاج , وأزمة اقتصادنا في حلحلة وتفكيك القيود , وتمليك المشروعات الناجحة , لأهل السلطة , وأزمة الاقتصاد في إعادة الحياة لمشروع الجزيرة والسكة حديد , ومصانع النسيج , وأزمة الاقتصاد في شركات الحكومة , وأزمة الاقتصاد, في مشاركة الحكومة وأجهزتنا حتى القومية والأمنية في التجارة العامة , وأزمة الاقتصاد في الاستثناءات , وأزمة الاقتصاد في سياسة الدولة , وأزمة الاقتصاد في السياسة الخارجية , وعصب أزمة الاقتصاد في انفراد الإنقاذ بالحكم* , أزمة الاقتصاد في هروب رأس المال الوطني خارجاً , فكيف تشجع الاستثمار , وتقيم له وزارة للاستثمار , وأن ابن البلد يستثمر خارجها وأموال كثيرة في الخارج . سادتي علاج اقتصادنا , أن تقوم الدولة بمسؤولية تجاه المواطن وتدعم قوته لينتج , وتفتح المدارس الصناعية , والحرفية و وتشجع الزراعة , وتجلب مدخلاتها , وان تقف الدولة بعيداً عن ممارسة الاحتكار والتجارة , وتفتح أبواب الحياة , التي أغلقت , بقرارات الحزب الحاكم والنفعيين . التقشف يعني , حكومة خفيفة رشيقة , بدل جيوش الوزراء , وخفض مخصصات الرئاسة والوزراء , وخفض الجيوش الجرارة في الولايات , هذا السودان كان يحكم ولاياته المستحدثة الآن وابلغ منها مساحة , موظف في الدرجة الوظيفية بديوان شؤون الخدمة ,تحد مسمى , مدير المديرية , ومعتمد من بعد,دون مخصصات , وسيارات , من جنوبالخرطوم وحتى الدمازين,حكم هذا البلد اللوري في زمانه , ومستشفى مركزي واحد , وشفخانات ( أصلها تركية شفاء خانة ) أو نقطة غيار , (صيدليات ومراكز صحية ) وحكيم باشا , وما كانت البلاد عرفت الأسمدة الفاسدة التي فجَرت , السرطانات في الجزيرة الخضراء , وهي اليوم صحراء بلقع , إلا من الأمراض والجهل في عهدكم , وكانت سابقاً منارة , للعلم والفنون , مالكم كيف تحكمون , كانت الجزيرة , حاضنة للوعي والثقافة والفنون , وكانت محراب للإبداع , مالكم كيف تحكمون, كانت الخرطوم تسهر الليالي طربه , وكانت تعمل على ورديات ثلاث , كانت سكك جديد السودان تجوب الوطن , وكانت رحلات السودانيين إلى لندن وروما واسطنبول , وطيراننا له مهبط في مطار هيثرو ؟؟؟؟ حل الاقتصاد في تقليص أساطيل السيارات الحكومة , أن يعمل الوزير , ويمضي ويعود بالمواصلات , ليحس حسس المواطن , أن يسكن الأحياء العادية الشعبية مع المواطنين أن يأكل خبزهم , وأن يكون النائب البرلماني , بمخصصات موظف في الدرجة العادية , وأن يدفع الضرائب , وأن لا تكون له تجارة أو شركة , تلك تدغم في قوانين الترشح , أن يعود الوطن للجميع , سحب سيارات الوزراء ,والولاة والوكلاء ووزراء الدولة والمستشارين , قمينٌ بضمان توفير ملايين الدولارات ,أن يعود السودان للسودانيين , وليس لعضوية المؤتمر الوطني , والمنتفعين , والطفيلية , أن يكون السوق مفتوح لكل صانع وزارع ومنتج , مخصصات الوزراء , وأسطول المعصومين بحصانات , وامتيازات يعيد للحياة , أمانها , طريق الإصلاح , عبر حرية الصحافة , والإعلام , ولعل العدل أساس كل رخاء , دولة القانون هي أساس الحياة , والمعالجات لأي أزمة , دولة الرقابة لن تنتج غير مليار فاسد , فأنتم أصحاب ترديد مقولة السلطة المطلقة مفسدة مطلقة .حتى صارت بلا محتوى , وكلمة حق أريد بها باطل . يا نواب المؤتمر الوطني , انزلوا عن علياء الكذب , انحازوا للشعب ستجدون أنفسكم تصدرون قرارات صحيحة , فالبودي والتونك , ليست تساوى رقماً , أمام مخصصاتكم , كروت واستمارات وقود سياراتكم , يفتح ألف مشفى , ويبني ألف ألف مدرسة , ولعل لو تنازل كل الدستورين , والوزراء, ووزراء الدولة , والمستشارين , والولاة ووزراء الولايات , والوكلاء , والنواب البرلمانيون أصحاب البودي والتونك , لو تنازلوا عن مخصصاتهم , سنعيد الوطن سيرته التي كانت تعيش في فضل اقتصاد متساوٍ , وعدالة في الفقر والقبر , يا نواب المؤتمر الوطني , ما هي البودي والتونك ؟؟؟ ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ..............................................حجر. [email protected]