ضبط عدد 12 سبيكة ذهبية وأربعة كيلو من الذهب المشغول وتوقف متهم يستغل عربة دفار محملة بمنهوبات المواطنين بجسر عطبرة    والي النيل الأبيض يزور نادي الرابطة كوستي ويتبرع لتشييّد مباني النادي    حميدان التركي يعود إلى أرض الوطن بعد سنوات من الاحتجاز في الولايات المتحدة    الكشف عن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025    اعفاءات من رسوم السكن والتسجيل بالداخليات لأبناء الشهداء والمشاركين في معركة الكرامة    لجنة أمن ولاية الخرطوم تشيد باستجابة قادة التشكيلات العسكرية لإخلائها من المظاهر العسكرية    عزيمة وصمود .. كيف صمدت "الفاشر" في مواجهة الهجوم والحصار؟    مناوي يُعفي ثلاثة من كبار معاونيه دفعة واحدة    نادي الشروق الأبيض يتعاقد مع الثنائي تاج الاصفياء ورماح    فترة الوالي.. وفهم المريخاب الخاطئ..!!    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    شاهد بالفيديو.. جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان يسخر من الفنان محمد بشير بعد إحيائه حفل "ختان" بالعاصمة المصرية القاهرة    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الاثيوبي بالسودان : ارتفاع تكلفة الترحيل من ميناء بورتسودان يضعف حركة البضائع .. شرعنا في ربط البلدين بشبكة سكك حديدية
نشر في الراكوبة يوم 04 - 02 - 2016

سفير إثيوبيا لدى السودان أبادي زمو في حواره مع (أول النهار):
# هذه هي أسباب نزاعات الفشقة (...) الحدودية
# التحويلات البنكية تعيق استثماراتنا في السودان
# قيام مواجهات بين السودان وإثيوبيا بسبب (الشفتة) غير وارد
# ندعو لترسيم الحدود في أقرب وقت
# بعض الصحف تضخم تفلتات عصابات (الشفتة)
# الحديث عن وجود 4 ملايين إثيوبي بالسودان بعيد عن الحقيقة
أبادي زمو، السفير فوق العادة لجمهورية إثيوبيا لدى السودان، رجل يمتاز بالهدوء ودقة العبارات، ورغم عائق الترجمة الذي يحول دون الأسئلة المباشرة والذي يفضل فيه السفير الحديث "بالأمهرية"، إلا أن إجاباته امتازت بالوضوح والصراحة في عدد من القضايا، ولم تخلُ من الكثير من الدبلوماسية في بعض القضايا الساخنة الأخرى.. جلسنا إليه في مكتبه بالسفارة ودار بيننا الحديث حول العديد من الملفات المتمثلة في التبادل التجاري بين السودان وإثيوبيا، ونزاعات "الفشقة" الحدودية، فضلاً عن خلافات سد النهضة، فكانت إجاباته كما يلي:
حوار: أحمد خليل - محمد سيف
# ما هي أسباب ضعف التبادل التجاري بين السودان وإثيوبيا رغم عمق العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين؟
التبادل التجاري بين السودان وإثيوبيا دون الطموح، وهذا لا يعني عدم تطور العلاقة التجارية بين البلدين في المستقبل، ففي عام 2003 كان التبادل في حدود 3 ملايين دولار، ووصل في هذا إلى أكثر من 200 مليون دولار وقفز في بعض الفترات إلى 350 مليون دولار، ونعتبره مؤشرا إيجابيا لصالح التطور التجاري بين البلدين. صحيح أن العلاقة بين البلدين في أحسن حالاتها، ولكن في الجانب الاقتصادي لم ترتقِ إلى مستوى العلاقة السياسية.
# وما هي الأسباب؟
نعزيها للرسوم الجمركية بين البلدين وارتفاع تكلفة النقل والتحويلات البنكية، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، فهذه الأسباب مجتمعة ساهمت في عدم تطور العلاقة التجارية بين السودان وإثيوبيا، بالاضافة إلى ضعف الترويج التجاري.
# كم يبلغ حجم الاستثمار السوداني في إثيوبيا؟
ثاني أكبر استثمار في إثيوبيا كان للسودان، ولكن هنالك دول عديدة استثمرت في إثيوبيا نسبة لمناخ الاستثمار الجيد مثل الأتراك، ورغم ذلك يمكن أن نقول إن الاستثمارات السودانية في إثيوبيا كبيرة ولا يستهان بها، وموجودة على أرض الواقع، والآن توجد رغبة لدى رجال أعمال من إثيوبيا للاستثمار في السودان، ولكن هنالك حقيقة لابد أن يعلمها الجميع أن المستثمر الإثيوبي أو القطاع الخاص في إثيوبيا حديث العهد، ولم تتجاوز خبرته 25 عاماً، عكس القطاع الخاص السوداني، ونجد أن القطاع الخاص في العهد السابق في إثيوبيا لم يكن لديه اي نشاط يذكر، لذا عمر القطاع الخاص قصير ولا يمتلك اي خبرات عالمية، لكن الآن المستثمر الإثيوبي بدأ الدخول في مجالات الاستثمار في السودان على الرغم من ضآلة العدد، وبدأ في اجراء الدراسات للمشاريع التي يمكن ان يستثمر فيها بالسودان.
# ما هي المشاريع التي ينوي القطاع الخاص الإثيوبي الاستثمار فيها؟
القطاع الزراعي، وهنالك مستثمرون حصلوا على تراخيص لمزاولة النشاط، وهنالك شراكة مع رجال أعمال سودانيين للبدء في تنفيذ المشاريع.
# ما هو الهدف من قيام ملتقى الاستثمار السوداني الإثيوبي الذي انطلق بالخرطوم يوم الأحد الماضي؟
الملتقى سوف يناقش إنشاء المنطقة الصناعية المشتركة بين البلدين والفرص الموجودة بينهما للاستثمار وتحويل المناطق الحدودية إلى مناطق تبادل تجاري بين الشعبين.
# هل يمكن القول أن إثيوبيا تتجه تجارياً نحو السودان؟
هنالك اتفاقيات عديدة تم التوقيع عليها بين البلدين، ونحن نعمل في كيفية تطبيق هذه الاتفاقيات وإنزالها على أرض الواقع، ووضع سياسات تجارية بين البلدين، وهنالك بعض السياسات يجب مراجعتها خاصة في ما يتعلق بالسياسات التي تسهل عملية التبادل التجاري ومشكلة التحويلات المالية والبنكية، فهي التي تقف عائقا أمام تطور التجارة بين البلدين، ونبحث في طريقة حلول للمشكلات التي تعترض التجارة بين البلدين، وفي هذا الشهر سيقوم وفد من البنك التجاري الإثيوبي لإجراء مشاورات مع الجانب السوداني من أجل افتتاح فرع للبنك في السودان، وكذلك نتطلع لأن يقوم بنك من السودان بالذهاب لإثيوبيا لفتح فرع في أديس لتسهيل عمليات التحويلات البنكية بين البلدين، وايضاً سنعمل على مناقشة كيفية تنمية المناطق الحدودية بين البلدين عبر مكتب يتم تكوينه من البلدين لتحويل المناطق الحدودية إلى مناطق تبادل تجاري واقتصادي، حتى تكون منفذا تجاريا يسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية، ويرفع من حجم التبادل التجاري للمضي قدماً، ولابد من انشاء مكتب تجاري لتطوير المناطق الحدودية اقتصادياً.
# لماذا لم تستفد إثيوبيا حتى الآن الاستفادة القصوى من ميناء بورتسودان في استيراد وتصدير منتجاتها، على الرغم من أن الطريق يعتبر سالكاً بطريق منفذ القلابات، ويلاحظ أنها تعتمد في أغلب منتجاتها على دولة جيبوتي؟
الآن نعمل على إجراء دراسات جدوى لتقليل تكلفة الترحيل، لأن تكلفة النقل عن طريق القلابات قندر باهظة، ومع ذلك نجد أيضاً أن حاجتنا تستدعي الاستفادة من ميناء بورتسودان لنقل البضائع، بل نجري حالياً دراسات لبحث كيفية ربط البلدين بالسكك الحديدية، والآن إذا تمكن السودان من ربط السكة حديد حتى منطقة القضارف، فهذا يعتبر أمرا مفيدا جدا، على أن توصل إثيوبيا السكك الحديدية حتى الحدود أيضاً، وهذا سيكون عائده مجدياً وتكاليفه أقل.
# مقاطعة.. صدر تصريح مؤخراً لوزير النقل حول توصيل السكة الحديد حتى الحدود الإثيوبية؟
نعم.. وأنا اجتمعت قبل أيام مع وزير النقل حول هذا الموضوع، ونرى أنه عمل إيجابي وسنتعامل معه بجدية، ونحن بدأنا حالياً من جانبنا في إثيوبيا بربط السكك الحديدية.
# إلى أين وصلت الملفات العالقة بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة حتى الآن؟
هناك الآن شركات تم الاتفاق حولها لإجراء الدراسات على السد، وأيضاً تجري مفاوضات إيجابية حتى هذه اللحظة للوصول إلى التفاهمات المطلوبة.
# هناك اتفاق شفاهي من إثيوبيا بمد الكهرباء من السد بأسعار مخفضة للسودان.. ما هي الضمانات لتنفيذ الاتفاق حتى لا تعمل إثيوبيا على تغيير رأيها؟
نحن لا نبيع الكهرباء بأسعار مخفضة لمصلحة السودان فقط، وإنما لمصلحتنا أيضاً، وذلك مثل حق السودان في السماح لنا باستخدام ميناء بورتسودان، فكل هذا يندرج في إطار تبادل المصالح.
# مقاطعة.. الفوائد التي سيجنيها السودان من السد حتى الآن هي عبارة عن تصريحات فقط من الجانب الإثيوبي، ولا توجد أي اتفاقات سيما مع موقف السودان المعلن بدعم السد؟
إذا كنت تقصد الدعم المادي، فهذا كان يمكن أن يفرحنا ولكن لا يوجد أي دعم مادي من السودان للسد، فالسد يبنى من جيوب الشعب الإثيوبي فقط، ومن ناحية أخرى فالسودان لا يدعم فقط للمصالح الإثيوبية وإنما توجد لديهم قناعة أيضاً بفائدة السد للجانب السوداني، ونحن نعمل على بناء السد للمصالح المشتركة وليس لأجل مصلحة إثيوبيا فقط، ومن الفوائد التي سجنيها السودان من السد أنه سيكون مستفيداً بالدرجة الأولى من انتظام المياه عند انحسار هطول الأمطار في إثيوبيا، مثل هذا العام أكثر مما كان يجده قبل بناء السد، وايضاً سينخفض الطمي الذي يؤثر على قنوات سد الروصيرص وايضاً سيستفيد السودان من تنمية أكثر من ثلاثة ملايين فدان للزراعة من خلال سد النهضة، وهي فوائد عظيمة سيجنيها السودان من قيام السد، وهذا يمثل نقطة التقاء مصالح البلدين، أما الحديث عن الاتفاقيات التي ذكرتها فيمكن لأي شيء أن يتم في وقته، وهو ليس من الأولويات الآن، طالما تتوفر القناعة والرغبة لدى قيادات البلدين، ومصالح السودان وإثيوبيا مرتبطة بهذا النيل، وإثيوبيا الآن تضع السودان ضمن الاولويات في سياسة علاقاتها الخارجية، وذلك نسبة للمصالح المشتركة المتعددة بين البلدين.
# ما هي الفوائد التي ستجنيها مصر من خلال هذا السد، وهل تخوفاتها من قيامه مبررة في تقديراتكم؟
أولاً: كل التخوفات والتحفظات التي تضعها مصر من قيام سد النهضة غير مبررة، فقط هي تنظر للاستفادة الأحادية والتحكم في مياه النيل، وأثبتت الدراسات أن إثيوبيا لديها المقدرة على إنتاج أكثر من 45 ألف ميقاواط من المياه، وإذا توفرت الكهرباء لإثيوبيا فإن توصيلها لمصر أيضاً لن يكون صعباً، فحتماً التطورات الايجابية التي تحدث في إثيوبيا والسودان ستحدث في مصر ايضاً، لأنها دولة جارة والأشياء التي نعمل على بحثها حالياً تتمثل في كيفية استفادة الجميع من مياه النيل، والجانب المصري يفكر بنظرة استعلائية للاستفادة الأحادية من مياه النيل، لذلك فإن كل النظرات المصرية غير مبررة.
# ما ردك على الاتهامات التي توجه لإثيوبيا في تعطيل إنشاء القوات السودانية الإثيوبية المشتركة من أجل تأمين الحدود، سيما في ظل وجود عصابات الشفتة المتفلتة على الحدود، وقطعاً إذا كان السودان في أفضل حالاته فإن مثل هذه التفلتات يمكن أن تقود إلى مواجهات بين البلدين؟
أولاً: القوات السودانية الإثيوبية المشتركة موجودة حتى وإن لم تكن على مستوى الدولتين، فهي موجودة على مستوى الأقاليم المتجاورة، بوجود قوات نظامية مشتركة تعمل على عقد اجتماعاتها بصورة دورية منتظمة، واجتمعنا معهم قريباً بمدينة الدمازين، والحديث عن احتمال قيام مواجهات غير ممكن، لأن القناعة التي توفرت لدى قيادات البلدين خلال العقدين الماضيين تكمن في تعزيز الأمن والثقة وتأثير أوضاع كل دولة على الدولة الأخرى، أما بالنسبة لجماعات الشفتة فإثيوبيا لم تستفد منهم وإنما تخسر كثيراً، بسبب وجود الشفتة وتحركاتها هنا وهناك، ولا توجد أية دولة تستفيد من التفلتات الحدودية، ولذلك يوجد تنسيق عالٍ بين قيادات الدولتين للتحكم في عصابة الشفتة والقبض عليها وتطوير الحدود، ولو لم تتوافر الرغبة الصادقة لقيادة البلدين لما تم السيطرة عليها، لذلك يجب ترسيم الحدود بين البلدين في أسرع وقت ممكن، حسب قناعتنا ونحن نعمل عليها حالياً، ولكن كل المشاكل التي تحدث في الحدود ليس سببها الشفتة فقط، فهناك ايضاً احداث اخرى تحدث على ارض الواقع نسمعها هنا وهناك، وبعض الصحف تعكس أحداثاً مخالفة للوقائع التي تحدث بأرض الواقع، فمثلاً قبل فترة تمت الإشارة إلى ان مجموعة من الشفتة دخلت إلى أراضٍ سودانية وأحدثت عددا من المشاكل، ولكن الصحيح هو أن المواشي دخلت إلى الأراضي الإثيوبية وقامت بالقضاء على الزرع، وصاحب المزرعة قام بحجز المواشي، فهل يمكن أن نطلق على هذا شفتة؟.. وهذه المشاكل تحدث في أي مكان ويمكن للجان المحلية المشكلة أن تعمل على حلها من خلال التعويض.
# بعيداً من هذه الواقعة الأخيرة.. الشفتة لها وجود على أرض الواقع وأحياناً تقوم بأعمال النهب والقتل، ونحن نعلم أن إثيوبيا لها المقدرة العسكرية على حسمها، فلماذا يتم التعامل معهم بمرونة؟
جماعة الشفتة ليست موجودة داخل إثيوبيا فقط، ولكن يمكن أن يكون وجودها داخل أراضينا بشكل أكبر، بيد أنها موجودة داخل الجانب السوداني أيضاً، والشفتة لا يطلق على جماعة معينة، فنحن نطلق اسم الشفتة على أية جماعة خارجة عن القانون وسيطرة الدولة، ومن أمثلة أعمال الشفتة قامت مجموعة من السودانيين باستدراج ثمانية من الإثيوبيين قبل فترة للعمل على تراكتورات، إلا أنهم قاموا بذبحهم بعد الاستدراج إلى داخل الأراضي السودانية، ولكننا لم نقم بعكس هذه الواقعة في صحفنا المحلية، وكذلك لم نقرأ عنها في الإعلام السوداني، ونحن لم ننشرها حفاظاً على الوضع الأمني في الحدود، ولقناعتنا بأن الجهات السودانية شرعت في حسم هذه الجماعة المتفلتة والقبض على بعضهم، وفي منطقة الحمرا الإثيوبية أيضاً قام سوداني بقتل إثيوبي، إلا أننا لم نقم أيضاً بتصعيد الأمر إعلامياً، باعتباره سلوكاً فردياً، وتم حسمه من خلال إلزام الشخص الجاني بدفع الدية، وإذا تم تفعيل الآليات المشكلة بين البلدين لحسم مثل هذه التفلتات، فسنقلل بدرجة كبيرة من وقوع هذه الانتهاكات، وهذا ما اتفقنا عليه مؤخراً في الاجتماع الذي جرى بمدينة الدمازين، وأوصينا بأن يعمل الجانبان خاصة الإثيوبي بضرورة القبض على المجرمين الذين ارتكبوا جرائم في السودان، لضمان الاستقرار الأمني ومصلحة شعبي البلدين، والآن نعمل على توعية المجتمع على عدم التكتم على المجرمين والمساعدة في تقديمهم للعدالة، حفاظاً على الأمن سواء كان في السودان او إثيوبيا لحسم التفلتات.
# موضوع الشفقة بين السودان وإثيوبيا به اتفاق غير واضح المعالم، بدليل وقوع أحداث متكررة في مواسم الحصاد.. ما الأسباب؟
هذه المشاكل هي عقود إيجارات الأراضي، التي يبرمها السودانيون مع الإثيوبيين.
# مقاطعة.. هل تعتبر الفشقة حدوداً سودانية أم أراضي؟
أنت يمكنك أن تعرف فشقة واحدة، ولكن أنا أعرف العديد من الفشقات، وبالنسبة لترسيم الحدود فهناك لجنة مشكلة تعمل الآن، هي التي يمكن أن تبت في مثل هذه المشاكل حول تبعية الفشقة، ولكن المشكلة الحقيقية تحدث في وقت الحصاد ووقت زراعة البذور، لأن المزارعين الإثيوبيين يقومون باستئجار الأراضي الزراعية من السودانيين، وهذه الإيجارات ليس معترفاً بها لدى حكومتي الدولتين، مثلاً في مدينة الدمازين حدثت قريباً مثل هذه المشكلة باستئجار الإثيوبيين أراضي من السودانيين للزراعة، والملاحظ أن كلا الجانبين يتحركان في تلك المناطق بالأسلحة البيضاء والنارية، ولحل مشاكل الحصاد تم تشكيل لجنة من الجانبين والهدف منها أن المؤجرين يحصلون على فوائد مالية من الإيجارات دون علم حكومتي البلدين ويطلبون من المستأجرين دفع فائدتين عند الزراعة والحصاد، وهذا العرف غير معترف به لدى الحكومتين، وهذه الفوائد عطلت من عمل اللجان المعنية، ونحن نقول مراراً في اجتماعاتنا إن كل اتفاقيات الإيجارات التي يتم التوقيع عليها بين الطرفين دون علم حكومتي البلدين، تعتبر إيجارات باطلة، وكانت هذه من ضمن توصياتنا الأخيرة باجتماع الدمازين.
# ألا توجد آليات أفضل من ذلك لتقنين حق الطرفين في الاستفادة من الأراضي بالإيجارات؟
هذا ما نحرص عليه أيضاً للحفاظ على مصالح الشعبين، وإذا لم يتم حسمها ستتواصل المشاكل، لذلك نحرص على أن تتم الاتفاقات بعلم حكومتي البلدين، والآن نحن لدينا قناعة بأن هذه اللجان المشكلة حال تفعيلها وإعطائها صلاحيات أكبر يمكن حسم هذه المشاكل.
# من المعروف أن هناك تداخلاً كبيراً بين الشعبين السوداني والإثيوبي، هل تمتلكون إحصائيات بعدد الجالية الإثيوبية في السودان؟
قال ضاحكاً.. العدد الحقيقي يصعب تحديده، ويقول البعض إن عددهم يصل إلى أربعة أو ثلاثة ملايين، وهذه الأعداد ضخموها كثيراً، وهي بعيدة عن الحقيقة على أرض الواقع، ولدينا مؤشرات وتنبؤات عن الأعداد المقدرة في بعض المناطق، كما لدينا حالياً جهد مع إدارة الأجانب للحصول على أعداد الجالية عبر البطاقات، وتحصلنا على بعض الأرقام وهي بعيدة عن الأرقام المذكورة، ونحن قمنا بحملات إعلامية ضخمة لحث الإثيوبيين على الحصول على البطاقات ومعرفة أعدادهم، وهذه الأعداد لا تكون ثابتة دائماً، لأن البعض يستخدم السودان كمعبر، وإذا تم تسجيل 50 ألف مثلاً ربما يكونوا غير موجودين الآن.
# ما هو العدد التقريبي من خلال تلك المؤشرات؟
هذه الأرقام بعيدة من الأرقام الحقيقية التي قمنا بتسجيلها.. ويمكنكم الحصول على تلك الأرقام من إدارة الأجانب، ولكننا فخورون بالتعامل الكريم الذي يجده أبناء الجالية الإثيوبية من الشعب السوداني، وهذا ليس غريباً على السودانيين، فهم ظلوا يدعموننا منذ أيام النضال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.