مع أنه تحدث بصفة أكاديمية غير رسمية، قسم المبعوث الأمريكي السابق لدولتي السودان، بريستون ليمان، الساحة السياسية، وذلك حين دعا المعارضة للتخلي عن العمل المسلح كآلية لتغيير نظام الحكم. في الأسطر التالية نحاول استقراء حالة المتحدثين بخصوص (أحاديث ليمان) وتأثيرات ذلك على المستقبل السياسي السوداني وعلاقات الخرطوم وواشنطون. د. قطبي المهدي يشعر ب (الاستياء) لم يستطع بريستون ليمان أن يقدم شيئاً للعلاقات الأمريكية السودانية، ولكنه مطلع على الأوضاع ويعلم ضعف المعارضة في إسقاط النظام، وحديثه تحصيل حاصل لجهة أن المعارضة عاجزة عن إسقاط النظام بالقوة. أمريكا نفسها الآن تستخدم أساليب ناعمة لإسقاط النظام مع الحكومة تتمثل في محاولة تضييق الحصار الاقتصادي وخنق محاولة الاختراق من الداخل وإضعافها. قيادي بالمؤتمر الوطني ساطع الحاج يشعر ب (الغضب) المعارضة السودانية معارضة وطنية لا تتلقى تعليماتها من الولاياتالمتحدة والمبعوث الأمريكي، وإسقاط النظام هو استراتيجي لجميع أنواع المعارضة في السودان سواء المعارضة المدنية أو المسلحة أو الخارجية أو الداخلية وصولاً إلى تداول سلمي للسلطة يضمن إشراك الجميع في حكم السودان وتقرير مصيره، وبالتالي لن نخضع أو نستكين لتصريح أمريكي أو سياسة أمريكية فالتصريح مرفوض. قيادي بتحالف المعارضة أبوبكر يوسف.. يشعر ب(التعجب) نحن نتطلع الى علاقة جيدة ومتينة مع المجتمع الدولي والأسرة الدولية، ونحن على تواصل مع كل المنظمات الدولية، ولكن هذا لا يعني أنه من حق المجتمع الدولي تحديد الروشتة التي تقود الى إسقاط النظام، فنحن بين خياري العمل الجماهيري الذي يقود للانتفاضة الشعبية وبين الحل السياسي الشامل وفقا للاشتراطات التي حددناها، ونفتكر أن ذلك ليس فيه أي تعارض، وبالعكس فإن الطريق الذي يتحدث عنه بريستون ليمان ما لم تتوفر له الاشترطات الكافية وما لم يكن هناك عمل على أرض الواقع يدفع النظام للاستجابة لمتطلبات الحوار ويدفع بالمجتمع الدولي ذات نفسه لدعم الحوار الجدي المثمر، فإن وصفة ليمان ستفتقر الى أرجل تقف عليهما. المتحدث باسم تحالف المعارضة كمال عمر.. يشعر ب(الثقة) نحن توصلنا حقيقة أن إسقاط النظام بالقوة يمكن أن يكون سبباً في حدوث مترتبات كارثية، ويمكن أن تؤدي الى تفكك البلاد، لذلك قررنا المشاركة في الحوار الوطني، تفادياً لكل هذه السيناريوهات، خاصة أن تجارب الربيع العربي التي أنهت حكم بعض الرؤساء العرب من خلال الانتفاضة الشعبية لم تكن كلها جيدة، ناهيك عن محاولة إسقاط النظام من خلال القوة. ويبدو أن ليمان استفاد من لقائنا معه من خلال لجنة الحريات، خاصة أننا أخبرناه بأشياء عميقة، وقلنا له إننا نفذنا 42 اجتماع توصلنا من خلالها الى مخرجات مهمة، وطالبناه بإقناع القوى المقاطعة بالانضمام للحوار، ويبدو أن الرجل تيقن بحقيقة ما قلناه، وحديثه ينبع من هذه القناعة. الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي