في أول رد لها على تأسيس تكتل (قوى المستقبل للتغيير) رحبت الجبهة الثورية – جناح خليل إبراهيم، بالتكتل، وأكدت أن التحالف الجديد يمثل خطوة في سبيل توحيد المعارضة وتغيير النظام وحافزاً لمزيد من التلاحم والانسجام بين قوى المعارضة الوطنية لاتساق أهداف التكتل مع أهدافها. وهذا الموقف تحديداً جعل بعض المراقبين ينظرون إلى ترحيب الجبهة الثورية بالتحالف الجديد على أساس أنه خطوة في طريق الأنموذج الكيني بالتفاف المعارضة في صف واحد للضغط على النظام، خاصة وأن المؤتمر السوداني استبق الجبهة للترحيب بقوى المستقبل وكذلك حزب الأمة، فهل تصبح المنصة الجديدة على ضوء الترحيب من قبل أطراف المعارضة منبراً للانطلاق وتوحيد الجهود، وهل تنجح المعارضة في نسخ التجربة الكينية في مواجهة النظام خاصة وقد نعى حوار قاعة الصداقة. الأنموذج الكيني عندما سئل القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور أمين حسن عمر عن مدى رضا الشعب السوداني عن حزبه، قال: "الشعب يقبل بنا وليس راضياً"، وعندما طلب منه أن يشرح ذلك قال: عندما يقال للمريض بالسكري إن المرض استوجب قطع رجله فهو في هذه الحالة يقبل، ولكنه لن يكون راضياً، ثم أضاف أمين بأن المعارضة السودانية لن تسقط المؤتمر الوطني ما لم تستدعِ الأنموذج الكيني وتصطف كلها جسداً واحداً، إلا أن المراقبين يرون بأن الانموذج الكيني يختلف تماماً عن السودان، فالتجربة الكينية لم يسيطر عليها صراع الآيدلوجيا والتيارات الفكرية المتعددة كما في الحالة السودانية، إضافة إلى أن الأحزاب الكينية كانت تمتلك مساحة لحرية العمل السياسي، لذا فقد كانت قادرة على القيام بمهام المعارضة وحرية الكلمة، وعليه فإن المسافات وبيئة العمل السياسي في البلدين مختلفة تماماً. مصلحة الوطن ويبدو أن الأحزاب والتحالفات السودانية قد مضت قدماً نحو الاصطفاف لمواجهة النظام، خاصة إذا ما قرأنا سطور بيان الجبهة الثورية الذي أصدره التوم هجو وقال فيه إن الجبهة تبدي ترحيباً كبيراً بالمنصة الجديدة، وأكدت الجبهة الثورية في بيانها إن أبوابها مفتوحة وأياديها ممدودة لكل من وضع مصلحة المواطن والوطن نصب عينيه وسعى لإزالة هذا النظام والإسهام في حل أزمات الوطن، من جهتها قالت حركة الإصلاح الآن إن بيان الجبهة الثورية الممهور بتوقيع الأخ التوم هجو الذي أكد أن هذا التجمع يمثل خطوة في توحيد المعارضة وإسقاط النظام هو خطوة إيجابية ومتقدمة. تجاوز الراهن المأزوم بيان الجبهة الثورية امتدح خطوة قوى تغيير المستقبل بعدم تكوين قيادة للتحالف الجديد واستحسن تركها الباب مفتوحاً أمام انضمام تنظيمات أخرى دون تفاضل بالسبق والتأسيس ووصفها بالإشارات الإيجابية المحمودة، مؤكداً أنها مرونة مطلوبة من طرف المبادرين، وقال بيان الجبهة إن العائق الأكبر في إزالة النظام هو غياب الوحدة بين مكونات المعارضة السودانية المسلحة وغير المسلحة، مما يعني أن أي تحرك نحو الوحدة ولو بصورة جزئية تحرك في الاتجاه الصحيح، وهذا ما يؤكده فرح عقار الأمين العام لقوت في حديثه ل(الصيحة) حين قال إن بيان الترحيب من الجبهة الثورية يأتي من منطلق أن منصة قوى المستقبل للتغيير تعتبر منصة وطنية تستهدف وحدة الشعب السوداني من خلال أحزابه وتنظيماته ومنظماته وتشكيلاته بتجاوز الراهن السوداني المازوم، وأقر عقار بأن تكوينات الشعب السوداني في المرحلة الحالية ظلت تعاني من الانقسامات مما يعقد الوصول إلى حل للأزمة السودانية، مشيراً إلى أن بيان الجبهة الثورية يوضح أن المنصة جديرة بتوحيد الصف، وقال إن "الدليل على ذلك أنه وحتى لحظة إعلانها ظلت هياكلها شاغرة ولم تملأ حتى هذه اللحظة، حتى تتمكن من التواصل مع الأحزاب والقوى السياسية وكل التشكيلات ومن ثم يتم تقنين هذه الاتصالات والتواصل وملء الهياكل بإرادة حرة من كل المنضمين لها مما لا يخلق حاجزاً نفسياً للذين ليسوا جزءاً من هذه المنصة حتى هذه اللحظة. وأكد عقار: "قوى المستقبل لا تضم قدامى وقادمين ولا مؤسسين ولاحقين والكل سواسية فيها"، وتفاءل عقار بانضمام قادم لقوى في نداء السودان للمنصة مذكرا بأن هناك اتفاقاً سابقاً بين الية 7+ 7 مع الجبهة والثورية وحزب الأمة، وقال إن هذا الاتفاق الغرض منه دفع الحوار الوطني على أسس وهو حوار شفاف لا يستثني أحداً ويلتزم بمخرجات القرار 456 والقررار 539، مؤكداً بأن هذا يجمع الشعب السوداني. رؤية الحكومة الاحادية الحد الأدنى لتوافق الجبهة الثورية مع قوى المستقبل يتمثل في النقاط التي ذكرها بيان قيادات قوى المستقبل التي وصفت فيه حوار الوثبة بأنه تعبير يدل على رؤية أحادية للحكومة والحزب الحاكم وواجهاته من الأحزاب المشاركة، وأنه لا يعبر عن الإرادة الوطنية التي قبلت الحوار وفق خارطة الطريق واتفاق أديس أبابا. وقال رئيس حركة "الإصلاح الآن" د. غازي صلاح الدين العتباني أحد فصائل قوى المستقبل، إن (هنالك فرصة تاريخية ظللنا نرددها ونحن داخل حزب المؤتمر الوطني)، وأضاف: هذه الفرصة على قارعة الطريق، ولم تلتقط بعد، وهذا خطأ من القيادة السياسية، ومشكلة السودان في قياداته السياسية، مؤكداً على أن الحل الاستراتيجي في هذه المرحلة، يتمثل في الاتفاق على نظام حكم سياسي فاعل يمكن من خلاله حل مشكلات البلاد. الوطن هم واحد مبارك الكودة القيادي بحركة الإصلاح الآن يقول إنهم سعداء ببيان الجبهة الثورية الذي رحب بمنصة قوى المستقبل للتغيير التي تنادت – كما قال – لتجعل من قضية الوطن هماً واحداً بعيدًا عن الأدلجة والمصالح الحزبية الضيقة، وقال الكودة ل(الصيحة) إن بيان الجبهة الثورية الممهور بتوقيع التوم هجو أكد أن هذا التجمع يمثل خطوة في توحيد المعارضة وإسقاط النظام، وأضاف قائلاً: في تقديري أن هذا البيان من الجبهة الثورية وبما حوى يعتبر خطوة إيجابية وجادة ومتقدمة جداً وتؤكد هذه الخطوه أنهم جزء من منظومة قوى المستقبل للتغيير، ودعا الكودة المؤتمر السوداني بقيادة عمر الدقير للانضمام. الصيحة