بدأت ردود فعل متباينة في الاوساط الاجتماعية ازاء اعلان اكثر من 60 حزباً وجماعة تكوينهم لحلف معارض راغباً في العمل المعارض المباشر او كما قال.. وقد رأي البعض ان هؤلاء انهم في حيرة من امرهم بعد اعلان نهاية الحوار الذي قاده المؤتمر الوطني لاكثر من عامين. الناس ينعتون تلك الجماعات المتحالفة بان اسباب حيرتهم بعد ان يضع الحوار اوزاره لن يجدون من المؤتمر الوطني بعد الانتخابات المتوقعة سوي الفتات. ليس عليهم الافراط في التفاؤل بان المؤتمر الوطني سوف يترك لهم من موائد الانتخابات الا ما يجود به، خاصة وانهم قد خاب املهم فيما تحمسوا له من خلال تجارب لاحصر لها من عمر الانقاذ، خاصة عن ان الناس يأخذونهم في عداد من هم جزءاً لا يتجزء من المؤتمر الوطني.. وانهم لن يواجهوا سوي سيناريوهات المؤتمر الوطني التي لن تقيم وزناً لاوضاعهم. لكن، ليس من المستبعد ان هذا التنظيم سوف يصدم باي موقف من المؤتمر الوطني بعد ان يطل الاخير علي الاوضاع من جديد ليعلن مواقفه في مجال السياسة الداخلية والخارجية، والتي لن تكون بعيدة عن السياسات التي قادت للحال الذي آله اليه بلادنا والاوضاع التي سادت لاكثر من ربع قرن لحكم الانقاذ. وحدهم السذج والذين تشرئب اعناقهم لقسمة يعلمون انها ضِيزَى ان يواجهوا الصدمة المرتقبة، اما المحلل الصادق والواقعي فيعرف ماذا ينتظر هؤلاء في حقبة جديدة يتسيدها المؤتمر الوطني يظن انها ستخرجه من ازمته. خلال العامين المنصرمين سمعنا وشاهدنا ان كثرة الكلام قد انصبت علي قول ما لايقال ضد قوي الاجماع وكيف انهم تخلف عن الحوار لعدم ادراكه ان في الحوار حل لكافة الازمات التي تعاني منها بلادنا. لكن كل من يعرفون بنية المؤتمر الوطني وطريقتهم في ادارة الدولة وشئون الحكم خلال السنوات الماضية لم يكن امامهم سوي الاعراض بوجوههم للوعود والتحليلات والاماني التي يبثها المؤتمر الوطني، والمزايدة الصادرة عنها ليس المقصود منها سوي تجهيل او تضليل السودانيين المحبطين اصلاً مما فعلت ببلادنا الانقاذ فالناس يعلمون ان منهج المؤتمر الوطني لن يتغير طالما واصل قادته طريقهم وفقاً لسياسات بعيدة عن المحاسبة ولن تختلف عن قرارات شخصانية مزاجية.