تواصل الفنانة الأردنية ميس حمدان تصوير مشاهدها في أحداث الجزء الثالث من مسلسل "شطرنج"، الذي ستنتهي من تصويره بالكامل خلال شهر مارس الجاري، حيث تدور الحلقات في إطار اجتماعي مشوق مليء بالمفاجآت في سير الأحداث، وخاصة مع الشخصية التي تجسدها، المسلسل من تأليف حسام موسى ومن إنتاج محمد فوزي وإخراج محمد حمدي، ويشارك في أدوار البطولة كل من وفاء عامر، نضال الشافعي، ريم البارودي، أيمن عزب وضياء عبدالخالق. العرب هشام السيد كشفت الفنانة الأردنية ميس حمدان في حوارها الذي أجرته معها "العرب" في القاهرة أنها لا تمانع في تقديم أدوار الإغراء، لكن في حدود المعقول وضمن السياق الدرامي، واعترفت أنها تأخرت في بلوغ مرحلة النجومية بسبب سيطرة الشللية على الوسط الفني. قالت حمدان الفنانة متعددة المواهب في الغناء والتمثيل وتقديم البرامج، إنها ترفض المشاركة في أعمال كثيرة لمجرد المجاملة، الأمر الذي يفقدها الكثير في وسط فني يصنّف الموهبة في المرتبة الثالثة بعد العلاقات والحظ. وأضافت حمدان أن الثقافة من وجهة نظرها ليست مهمة لكي يبدع الفنان في عمله، لكنها تصبح كذلك للفنان عندما يكون محبوبا من الناس، لأنه هنا، كلما كانت ثقافته أكبر عاد عليه ذلك بالفائدة والاحترام من قبل جمهوره، وسوف تزداد بالتالي ثقته بنفسه. تعرضت ميس لحالة النقد الفني في الوطن العربي، معتبرة أن أغلب من يمارس هذه المهنة في الوقت الحالي يجهل النقد أو على الأقل يدّعي المعرفة بالثقافة، والقليلون منهم فقط يملكون الخبرة والمستوى الدراسي المؤهل لممارسة النقد. وقالت حمدان إنها تقرأ روايات كثيرة خصوصا الأجنبية كنوع من التسلية، لكنها حينما تريد القراءة من أجل توسيع مداركها الإنسانية والثقافية تجد المرفأ في كتب المفكر الراحل مصطفى محمود، الذي تؤمن بكل أفكاره. شخصية مختلفة تواصل الفنانة الأردنية ميس حمدان تصوير مشاهدها المتبقية في الجزء الثالث من مسلسل "شطرنج"، بعد نجاح الجزأين السابقين منه، كما تسافر إلى لبنان كثيرا، وخاصة في المدة الأخيرة لتصوير مسلسل "أمير الليل" مع المطرب رامي عياش في أول بطولة تلفزيونية له. واعترفت الفنانة الأردنية الأصل ل"العرب" أنها سعدت بردود الفعل الإيجابية على مسلسل "شطرنج"، الذي لم تتوقع أن يحظى بثناء الجمهور والنقاد معا، وقالت إن سبب سعادتها أن شخصية كارما التي جسدتها في المسلسل مختلفة عن الأدوار التي قدمتها من قبل، خصوصا شخصيتها الرومانسية الحالمة. وعمّا إذا كانت شخصيتها الحقيقية بعيدة عن الرومانسية، قالت ميس: "بالعكس أنا شخصية رومانسية جدا في الحقيقة، لدرجة أن تجسيدي لشخصية كارما لم يكلفني بذل أي مجهود إضافي، خاصة أنني اعتبرتها استمرارا لنفس أسلوب حياتي الطبيعية التي أعيشها بعيدا عن التمثيل". وكشفت ميس البعض من أحداث الجزء الثالث، حيث تكتشف كارما حقيقة فتحي وأنه قاتل مأجور، ما يجعلها هدفا لأعدائه الراغبين في الانتقام منه، ومن هنا تبدأ كارما سلسلة من "الأكشن" في الهروب من مطاردة العصابات لها. حول أعمالها الأخرى قالت حمدان، إنها ترفض المشاركة في أكثر من عمل في وقت واحد حتى لا تستنزف إمكانياتها الذاتية مبكرا، خاصة أنها لا تملك القدرات الذهنية أو الجسمانية التي تساعدها على القيام بأكثر من عمل في نفس الوقت، لكنها اضطرت للتخلي عن مبدئها وتحمّل المعاناة للمشاركة في مسلسل "أمير الليل" بسبب تأثرها الكبير به. ترى ميس أنه كلما زاد عمر الفنان ازداد تمكنه من أدواته، وهو ما شعرت به شخصيا في الفترة الأخيرة، وأنها تتمتع بميزة قدرتها على الغناء والرقص وتقديم البرامج، فضلا عن إتقانها عدة لهجات عربية، وأضافت "ما جعلني من المطلوبين في المسلسلات المشتركة مثل مسلسلي عشق النساء، والأخوة". وأكدت أيضا أنها تسعد جدا بالمشاركة في هذه النوعية من المسلسلات، لأنها تضيف إلى المشاهد وإلى فريق العمل، ويحدث من خلالها تبادل للأفكار وللثقافات، كما تساعد الشعوب العربية على الإلمام بلهجات بعضها البعض. أما عن النتائج الفنية للإنتاج الدرامي العربي المشترك، فترى ميس أنه يساعد على الارتقاء بالمضمون حيث قالت "رأينا كلنا أن الكثير من الدراما المشتركة قدمت قضايا جادة ومعالجات درامية مميزة، وهو أمر يمكن أن يرفع المستوى العام للدراما العربية". انتعاشة حقيقية ترى الممثلة ميس حمدان أنه بخصوص المسرح والسينما، فإنهما لا يحملان نفس مستقبل الدراما التلفزيونية، مؤكدة في خصوص المسرح بقولها "رغم الانتعاشة المؤقتة بفضل تياترو مصر، ومسرح مصر اللذين حققا رواجا ملفتا، إلّا أن الأمر لن يستمر في الغالب"، وأضافت "نحن كممثلين نبتعد عن المسرح، لأنه ليس له مقابل مادي كبير، وهو نفس حال المنتجين". وفي خصوص السينما تقول ميس "السينما لم تشهد انتعاشة حقيقية، خاصة أن صناعها من ممثلين ومخرجين ومنتجين يتجهون للإنتاج التلفزيوني، حتى أن وهج السينما لم يعد كما كان في السابق". وعن رأيها في المعايير الفنية لقياس نجاح أي عمل فني، قالت ميس إنها تتمثل في الكتابة الجيدة والفريق المتجانس والمنتج الجريء، وأضافت "ففي بعض الأحيان تجد سيناريو جيّدا، لكن المخرج يهدره بتنفيذ سيء، وأحيانا أخرى تجد السيناريو والمخرج جيدين، لكن الفريق غير متجانس وهو ما يؤدّي إلى إفشال العمل، وفي جانب آخر تجد أعمالا لا تستحق النجاح ومع ذلك تحقق نجاحا كبيرا". ميس حمدان فاجأتنا بقولها إنها تعيش يومها فقط دون أي طموحات دنيوية، لأنها تتوقع الموت في أي لحظة، معتبرة أن المال ليس كل شيء، وأضافت "ليس معنى ذلك أنني زاهدة في الدنيا تماما، لكنني لا أشغل بالي بالمال، وطموحي أن أعيش مستورة لا أحتاج إلى أحد، كما أنني على المستوى العام لا أركز كثيرا مع الحياة، لأنها حافلة بالمآسي".