مع أنها ارستقراطية النشأة، بريئة الملامح، رقيقة الإحساس، إلا أنها تحدت نفسها والجميع وجسّدت في مسلسل «طرف تالت» الذي يشارك في السباق الدرامي الرمضاني، شخصية بنت البلد التي تعاني الفقر والجوع وتسلط الأب، لتثبت موهبتها وقدرتها على أداء أي دور حتى وإن ناقض ملامحها وتكوينها الشخصي. إنها الفنانة هنا شيحة التي تؤكد في الدردشة التالية معها ثقتها بأن المسلسل قادر على منافسة الأعمال الأخرى المعروضة. كيف حضّرتِ الشخصية التي تجسدينها في «طرف تالت»؟ أنا خريجة معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج ولديّ خبرة وموهبة في أداء أي شخصية حتى وإن كانت ضد طبيعتي ونشأتي، فالفنان الموهوب لا يستعصي عليه دور، بالإضافة إلى التدربيات التي أقوم بها لأجيد الدور الذي أؤديه. تغيير اسم المسلسل إلى «طرف تالت»، أليس ركوباً لموجة الأحداث واستغلالها للترويج له؟ من الطبيعي في الوسط الفني أو الإعلامي أن يتلاءم اسم العمل مع الظروف الراهنة، ليكون مناسباً للعرض ومشوقاً للمشاهد، لا لركوب موجة الأحداث التي تواجهها مصر منذ عام ونصف العام. ألا تخشين على «طرف تالت» من المنافسة الدرامية الشرسة هذا العام؟ لماذا الخوف؟ أنا متأكدة من أن العمل الجيد المتكامل الأركان، سواء من ناحية الإخراج أو الأداء التمثيلي أو الإنتاج يفرض نفسه ويلقى النجاح المرجو. لدي ثقة بأدائي وأداء زملائي، إذ كنا نوصل الليل بالنهار لننجز عملنا، بالإضافة إلى أن فريق العمل لم يبخل بأي جهد لإنجاح المسلسل. ما رأيك في هذا الكم من المسلسلات الذي نشاهده هذا العام؟ اعتدنا عليه منذ فترة، تحديداً منذ حوالى ثماني سنوات، باستثناء العام الماضي الذي رأينا فيه 25 مسلسلاً فقط بسبب ثورة يناير، وبعد توقف مسلسلات كثيرة بسبب الركود الاقتصادي والعثرات المادية التي عانى منها المنتجون المصريون، علاوة على هروب بعض المنتجين العرب، وكلما كثرت الأعمال ازداد التميز والمنافسة وانتعش الفن المصري عموماً. أنت مقلة في السينما مقارنة بالدراما التلفزيونية، وهل يعتبر ذلك موقفاً من السينما التي تتطلب جرأة زائدة؟ أعشق السينما ولم أتخذ موقفاً منها بسبب جرأتها كما يدعي البعض، لكني لا أجد أدواراً تناسبني وأبحث عنها بسهولة وأشعر معها بأنني أجد ضالتي، أما المسلسلات فعددها كبير وأجد فيها ما أريد نظراً إلى تنوعها. ما مقومات العمل الجيد بالنسبة إليك؟ الفنان الجيد هو الذي يبحث عن كل ما هو جديد ليقدمه ولا يكرر نفسه، وأنا حريصة على ذلك، أهم شيء بالنسبة إلي أن يكون فريق العمل على مستوى عالٍ والإنتاج على قدر المسؤولية وألا يبخل على أي عنصر، لأن العمل القوي يرتقي بأبطاله، لذا أحرص على اختيار أعمالي ولا أرضى بأي دور لأحقق النجاح. كيف تقيمين خوض نجوم السينما سواء ممثلين أو مخرجين سباق المسلسلات التلفزيونية؟ من المؤكد أن هؤلاء النجوم يشكلون إضافة إلى السباق الدرامي، ويستقطبون نسبة مشاهدين عالية لأن لهم جمهورهم العريض، والمنافسة الشرسة تعود بالنفع على المشاهد الذي يختار الأفضل ليتابعه. أما بالنسبة إلى مخرجي السينما فقد أضافوا كثيراً إلى العمل الدرامي، لجهة الصورة الجيدة والنقية واللقطات الجديدة التي لم يسبق أن رأيناها في التلفزيون، واستخدام تقنيات حديثة. كيف تفسرين هجوم تيارات إسلامية على مسلسلات رمضان؟ لا أخشى أحاديثهم، وكثرة الأعمال الدرامية هذا العام أبلغ رد على هؤلاء وعلى كل من يحاول قمع الإبداع والفن. هل سيأتي يوم نراك فيه مرتدية الحجاب مثل شقيقتك حلا؟ عندما أشعر برغبة أكيدة في ارتدائه لن أتردد، فالأمر في النهاية قرار شخصي لي، أفكر فيه بمفردي ليكون نابعاً مني وعن اقتناع وأكون مسؤولة عنه بشكل كامل. ما رأيك في كثرة المسلسلات التركية المعروضة حالياً؟ المسلسلات التركية جيدة وتحظى بنسبة مشاهدة عالية على مستوى العالم العربي، لكنني لست من متابعيها لأن فيها مطّ وتطويل. ما سبب انجذاب المشاهد العربي إليها؟ اللهجة السورية الجميلة التي تتم الدبلجة فيها، وتميزها بتقنيات عالية في التصوير، والأماكن الجذابة التي يتم اختيارها بعناية فائقة، بالإضافة إلى التركيز على الرومنسية، وهو ما يفتقده المشاهد العربي في الدراما العربية. وماذا عن المسرح؟ مؤجل في الوقت الحاضر، لأنه يحتاج إلى تفرغ تام من العمل والبيت والأولاد، بالإضافة إلى انخفاض كمّ المسرحيات في السنوات الخمس الأخيرة، لكن لو عرض عليّ عمل جيد يضيف إلى رصيدي ويحمسني، فمن المؤكد أنني لن أتردد لحظة في قبوله والتضحية لأجله.