بعد الرحيل المفاجئ لزعيم المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي مساء أمس الأول، طفحت إلى السطح العديد من التساؤلات من بينها من يخلف الراحل لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة ومصير النظام الخالف الذي ابتدره الترابي قبل رحيله، بجانب تساؤلات حول قضايا كثيرة. آخرلحظة جلست للقيادي بالشعبي د. محمد الأمين خليفة، وطرحت عليه حزمة من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين وتهمس بها وسائل التواصل الاجتماعي، فمعاً نتابع ما دار في الحوار: حوار: عمر دمباي ٭ كيف تنظر لفقد الترابي؟ - فقدنا للترابي فقد جلل لا يعوضنا له شيء، لكنه ترك أثراً على كل المنظمات والأحزاب السياسية، ونذر نفسه وحياته لخدمة أهل السودان والعلم والبشرية لأنه اتبع الطريق القويم متمثلاً في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولم يختر الطرق الملتوية والاستنصار بالأجنبي والغرب، لقناعته بأن ما اختاره من طريق سيقودة لتحقيق ما يريد دون الوقوع في المحن والبلاوي. ٭ الترابي يتصف بطول البال والصبر؟ - الذي يصدع بالحق عليه أن يصبر على ما أصابه والترابي صبر حتى لقي الله، وهو في مكتبه يعمل، فأقرب ما يكون الرجل مات واقفاً. ٭ كانما تريد أن تقول إنكم فقدتموه بغتة؟ - لم نباغت في واقع الأمر، ولكننا فقدناه بغتة لأنه كان مرتباً، وخلال صحبتنا للترابي تعلمنا منه الكثير في دقة العمل والعمل المنظم المؤسس وترتيب الأمور وجريان المياه في مجاريها، فكل شيء يضعه في مكانه حتى لا يخلط أبداً، لذلك رحل شيخ حسن، ولكنه ترك خطاً واضحاً. ٭ كيف تنظر لمزاوجة الترابي للدين مع السياسه؟ - الترابي لا يعمل عملاً إلا ويربطه بالإسلام، وهذا هو الفرق بينه وبين الآخرين، فالآخرون يبحثون عن سبل شتى سواء من فلسفات الشرق أو الغرب، لكنه اتبع المنهج الإسلامي، رغم دراسته الطويلة في الغرب، وفي الوقت الذي نجد فيه أن كثيراً من المسلمين أبعدوا السياسة عن الدين. فهو أكثر شخص سياسي ديني محترم في العالم الإسلامي، نتيجة لفكرة ولعلمه وللقيم من خلال الكتب والمؤلفات التي أخرجها، والتي حاول أن يربط فيها السياسة بالحكم والدين حتى لا يفترقان،لانه يرى أن السلطان والقرآن إذا افترقا فهي المحنة الكبرى، وكان ينظر إلى تجمعهما كقوة فالقرآن يهدي السلطان، وعلى السلطان أن يتبع القرآن. ٭ الحالة السياسية بعد رحيل الترابي؟ - نعم لا شك أن الحالة السياسية في اضطراب، خاصة بعد وفاة الترابي ورحيله المفاجئ ، لكنها ستنتظم عما قريب، فعندما يموت العالم يفجع الناس، لأن الترابي يعيش في وجدان الناس وفي أفعالهم وشجونهم لأن الخطوط واضحة. ٭ ما هي أبرز اهتمامات الترابي في الفتره الأخيرة؟ - هنالك قضايا أساسية كانت محل اهتمام الترابي وتمثل له الشغل الشاغل مؤخراً، أهمها قضية جمع الصف الوطني خوفاً من أن يتبعثر أو يتصومل فضلاً عن الاهتمام بالعمل التنظيمي، فكثيراً ما يدعوا إلى التنظيم والعمل المنظم. ٭ كيف تنظر للحوار بعد رحيل الترابي، خاصة وأنه كان أكثر القيادات حرصاً على نجاحه؟ - الهواجس موجودة عند الناس، ولكن لا يمكن أن نربط قضية مصيرية بشخص واحد، فبذرة الحوار باقية وستنبت شجرته وسنمضي في الحوار لأنه المخرج الوحيد للخروج من المخاطر ومن التمزق الذي لا نريده للسودان. ٭ كيف جاء التوافق على السنوسي لقيادة المرحله المقبلة؟ - عبدالله حسن أحمد، مريض ولا يستطيع القيام بهذا الدور،أما ثريا يوسف وهي خارج البلاد بمرافقة زوجها المريض لذلك رأينا أن يكون إبراهيم السنوسي هو من يخلف الترابي إلى قيام مجلس الشورى والمؤتمر العام للحزب. ٭ على ذكر المؤتمر العام متى سينعقد المؤتمر؟ - تم التوافق على قيام المؤتمر العام خلال أشهر قليله، سيسبقها مؤتمر الشورى، وغالباً قبل نهاية العام الحالي. ٭ ألا تتفق معي أن من يأتي بعد الترابي سيكون في وضع لا يحسد عليه إذا ما تمت مقارنته بمن سبقه؟ - دون شك من يخلف الترابي لن يكون في مكانته، ولا أي شخص آخر،لان الفرق بينه والآخرين فرق بعيد وكبير، ونحن نقر بذلك، ولكن ستخلفه جماعة، ويمكن أن نسد هذا الفرق بالجماعة وسنعمل من خلالها. ٭ ماهو وجه الشبه بين الترابي وإبراهيم السنوسي؟ - كلاهما عاصر الآخر، وأبناء جيل واحد، وهو قريب من الترابي وتلميذه، وأتوقع أن يكون على طريقه وما ينقص منه كشخص فردي ستسده الجماعة، ونحن في الأمانه العامة لن نتركه وحده، وهو رجل مطيع. ٭ بدأ الحديث يطلق هنا وهنالك عن نهاية وانهيار الشعبي بعد رحيل الأب الروحي للحزب؟ - الشعبي سيكون أقوى ولا خوف عليه. ٭ هنالك من يتخوف من انشقاق في صفوف الحزب؟ - هي تخوفات عند الناس، كخوفهم على مصير السودان ككل، وهو تخوف مشروع ولا يعدو كونه نوعاً من الإشفاق، ولكن بالطبع ليس نوعاً من الحقائق، وهو شعور جيد. ٭ مشروع النظام الخالف هل سينتهي مع رحيل الترابي؟ - النظام الخالف من الملفات التي تركها الترابي، ليس للمؤتمر الشعبي فحسب، ولكن للأحزاب عامة، وسيجد حظه في المؤتمر العام. ٭ ألا تعتقد بأن الترابي رحل بأسرار النظام الخالف؟ - ليس هناك سر بل جهر بكل ما كان يمكن أن يقال قبل أن يرحل، ونحن مع النظام الذي طرحه، وبكل تأكيد سيساهم في دمج الأحزاب. ٭ يقال إنه برحيل الترابي ستظهر إلى السطح خلافات خفية داخل الحزب؟ - ليست هنالك خلافات كامنة داخل الحزب، ويمكن أن يكون هنالك خلاف في الرأي، وهو مشروع للجميع داخل الحزب دون استثناء، ولكن بالتأكيد ليست خلافات شخصية، وحتى إن كانت موجودة، فقادرون على حلها.