سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بسبب \"أرفع الحصانات يا سيادة الرئيس \" وياصفية الفنجرية \" و\"مع (صفية) إلى أن يحصحص الحق\" تواجه الأستاذتان أمل هباني وفاطمة غزالي جهاز الأمن في محكمة الخرطوم شمال يوم الاحد .. طالع المقالات -
كتبت الاستاذتان أمل هباني وفاطمة مقالات في قضية الناشطة صفية اسحق والتي تم إغتصابها من قبل ثلاثة من أفراد أمن جهاز حزب البشير ، وستواجهان جهاز الأمن (الجهة الشاكية) في محكمة الخرطوم شمال يوم الاحد الموافق 12/ 6 - بسبب هذه المقالات وتغطية وقائع مؤتمر صحفي هي والاستاذة أمل هباني ، المؤتمر الصحفي الذي نظمته "مبادرة لا لقهر النساء" تضامناً مع صفية . يذكر أن الصحافية فاطمة غزالي أول صحفية ضمن مجموعة من الكتاب الصحفيين تمثل أمام المحكمة في قضية "صفية" هي ورئيس تحريرها بصحيفة "الجريدة" الأستاذ سعد الدين إبراهيم بصفته المسؤول الأول عن نشر المقال، والتقرير الصحفي وذلك في الثاني عشر من مايو الماضي حيث ارجأ القاضي مولانا مدثر الرشيد الجلسة إلى الأحد المقبل بسبب عدم اخطار المحكمة للأستاذة أمل هباني بالجلسة ،وتأتي محاكمة فاطمة وأمل ضمن سلسلة من المحاكمات لعدد من الكتاب والصحفيين الذين تناولوا قضية "صفية" وهم الأستاذ فيصل محمد صالح ، دكتور عمر أحمد القراي ، دكتورة ناهد محمد الحسن وآخرين، رفع جهاز الأمن الوطني شكاوى في القضية ذاتها. أرفع الحصانات يا سيادة الرئيس أمل هباني قالت لي أن (قلبها واجعة شديد) ......صوتها باكي ونبرته حزينة....لا يمكن أن تكذب .....وكيف تكذب فتاة لتدمر نفسها في هذا المجتمع ونظرته المتخلفة للمرأة والتي تعتبر مثل هذا الفعل نهاية لحياة المرأة وأسرتها .....ولو توجوها بتاج الامارة وأوجه البهجة المستعارة .....هل ترى ....هي أشياء لا تشترى كما قال أمل دنقل ،خاصة في مجتمعنا هذا فما الذي يجعل فتاة في عمر الزهور مقبلة على الحياة ،تعيش بروح الفنانة المحبة للحياة ومباهج الوانها (فنانة تشكيلية)،ان تلفق وتختلق قصة كهذه تروي فيها كيف فقدت الأشياء التي (لا تشترى ) في مجتمعنا هذا..!! والأشياء التي لا تشترى ليست هي العذرية وهذا التقييم السخيف للمرأة والذي لا يتجاوز ثمن رتقه عشرات الجنيهات كما قالت صحيفة حكايات في عددها الأول وتخدع به كل فتاة أرادت أن تفعل ما يحلو مع من يحلو لها عريس (الغفلة) الذي يظنها ربة الصون والعفاف ،وأنما أن تقف فتاة صغيرة في بداية العشرينات من عمرها لتقول لكل الناس أنها أغتصبت ومن قبل ثلاثة رجال ينتمون لجهازالأمن ،، وأي ثمن يمكن أن تكون قبضته فتاة لها أسرة وأهل وقبيلة (بأعراف السودانيين) ولو كان ملايين الدنيا وكنوزها. أن أنغلاق عقلية مجتمعاتنا تجاه قضايا النساء التي يعود فيها معظم الناس الى بيئاتهم متناسين تعليمهم وثقافتهم وتشدقهم بحقوق المرأة ،خاصة في القضايا ذات الطابع الحساس (كالأغتصاب) يجعل من ص. بطلة ومن النساء اللائي تحنى لهن الهامات أحتراما وتقديرا ..ولو صنفنا النساء بقيمة المحافظة على الشرف هذه ، فهذه الفتاة من أشرف نساء الارض لأنها قاومت وناضلت ،ولم تنكسر ولم تصمت (كالمذنبة ) ....هي أمرأة أشجع منا جميعا ،،،وأقوى منا جميعا ....وهي إمرأة توسمت الخير في هذا المجتمع ومؤسساته المدنية والرسمية المختلفة حينما تحدثت بما لايباح به ولو على أضيق المجتمعات ،وكثيرون هم من مروا بمواقف مشابهة لكنهم لم يتجرأوا أن يحدثوا أنفسهم دعك عن مخاطبة كل السودان وكل العالم، ومن حقها علينا أن نسهم برد كرامتها وآدميتها ....ومن حقها على هذا الوطن الا تظلم او تضام فيه أو تنتهك بهذه الطريقة الحيوانية البشعة ....تحدثت وقالت الكثير....وستواصل الحديث ولن تصمت لأنها تحررت من خوفها ...فهل يفعلها مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ويستجيب لأتهام مواطنة تحس بأنها قهرت وذلت وجردت من كل معنى نبيل للأنوثة وللأنسانية وللمواطنة بأ ن يرفع الحصانات عن رجاله الذين تحميهم مواد قانون الأمن الوطني ولا يمكن أن تتم محاسبتهم ألا برفع الحصانة الشخصية عنهم ، ويحقق في تلك الحادثة التي تقول كل الدلائل والمستندات أنها تمت ...وان ص ليست شخصية وهمية بل هي فتاة سودانية من لحم ودم وروح وكرامة وقلب يتوجع مما حاق بالجسد من أغتصاب ومن جرح يصيب منطقة ما في الروح ربما تلك التي تؤمن بالوطن وحقوق المواطنة ،وربما تلك التي تؤمن بالمرأة وحقوقها المتساوية و العادلة ،أو ربما تلك التي لم تكن تعلم هوان نساء بلادي الى هذه الدرجة ،لدرجة أغتصابهن في مؤسسات الدولة ومن قبل منتسبيها ....لا يرد كرامة تلك المرأة ألا المساءلة والعقوبة .....فما اقبح الجرم وما أقسى الفعل .... ياصفية الفنجرية أمل هباني هذه المرة أكتب عنها بعد ان ظهرت على الملأ وحكت قصتها في السماوات المفتوحة فتلقفتها الأرض .. وهذه هي معجزة الدنيا الجديدة ،ان الفضاء يلتقط دبة النملة على الارض ؛وأن ما يجري في الغرف المغلقة وخلف الحيطان سهل جدا ان يعرفه العالم أجمع .... فالثورة لم تكن في المعلوماتية التي تتدفق كالمطر من السماء بسهولة ويسر وبأقل تكلفة ،بل في أي أنسان يمكن أن يخاطب العالم اجمع ويتواصل معهم ويوصل رسالته دون المرور بتعقيدات كثيرة كان يحتاجها الانسان في الماضي ، ففي عصر السماوات المفتوحة يصبح من الصعب التستر على جرائم ترتكب ضد الانسان وحقوقه ،وانتهاكات فظيعة القصد منها ترويعه وأخراس صوته لصالح الأنظمة الفاسدة والاشخاص الاكثر فسادا ....وصفية قصة جسدت ذلك الواقع الجديد بكل ابعاده ....فهي ذاتها الفتاة الفنجرية التي ظهرت اول مرة على موقع يوتيوب تحكي قصة أغتصابها من قبل ثلاثة من منتسبي جهاز الامن وفي مكاتب جهاز الأمن دون ان تظهر صورتها ،وقد طالبنا هنا في هذا العمود بفتح تحقيق حول ماقالته من أدعاءات ،ولكنها ظهرت بعد ذلك سافرة الوجه وبكل شجاعة وجراءة لتحكي قصتها مرة أخرى مع رجال الجهاز الذين اعتقلوها ... وأستجوبوها .. واغتصبوها ...كما روت. وصفية خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة السودان ،وتسخر فنها لخدمة قضايا المرأة ،وكانت تستعد لعمل معرض فني لخدمة قضايا المرأة ،هذا غير نشاطها السياسي في حركة قرفنا الشبابية والتي تكونت قبل فترة الانتخابات الماضية منادية بالتغيير وأسقاط البشير وحكومته ،وقد لاقى شباب قرفنا بطشا وتنكيلا من السلطة الحاكمة وأجهزتها القمعية فاعتقل منتسيبيها نساء قبل الرجال وضربوا وعذبوا بعنف وشراسة مبالغ فيهما ،لكن معظم هذه العضوية كانت أقوى وأشجع من خصومهم في السلطة ،فقابلوا التعذيب والترهيب بالفضح وكشف المستور ،وقدموا نموذجا رائعا كجيل جديد من الشباب الذي يؤمن بفكرة ويعيش من أجلها ويعذب من اجلها ويصمم على النضال من . وأجمل ما قدمته صفية هو تخلصها من احساس قهر الذات الذي يعتري كل النساء عندما يواجهن مواقف مشابهة وينزوين خلف تعذيهن ويلذن بالصمت كأنهن هن الجانيات المجرمات على الرغم من انهن ضحايا ،فالمرأة في مثل مجتمعاتنا هذه دوما ضحية مجرمة ،لدرجة ان بعض الصحف عندما تتحدث عن جريمة أغتصاب فتاة تذكر أن الفتاة خرجت متأخرة ليلا او انها كانت ترتدي زيا غير ملائم ،وكأنها تعطي العذر للمجرم بأن هذه الفتاة (تستاهل ) لأنها خارجة عن قوانين المجتمع وحدوده...فمجتمعنا هذا مازال ينظر للمرأة بدونية وقهر وأضطهاد ،بل وينظر اليها على أنها مخلوقة على هامش الحياة مجردة من حق الشكوى والبحث عن حقوق ،فأذا تعدى عليها زوجها وضربها وذهبت الى قسم الشرطة تشكو نظر اليها معظم الناس على انها (قاهرة ) وماعندها (ولي) ،ولو ذهبت الى المحكمة تطلب الطلاق الذي يحرمها القانون من نيله دون اللجوء للمحكمة،ذبحها المجتمع (بأقواله) ونعى تربيتها وأخلاقها الحميدة التي تعني أن تكون دائما مضطهدة وخائفة وخانعة ومنكسرة ومنهزمة ،لا يمكن ان تخرج أوتدخل الا في الوقت الذي يحدده المجتمع لا ترتدي الا ما يرضي المجتمع لا تفعل أي فعل خارجا عن رؤية المجتمع الضيقة المتخلفة تلك ....لذلك فأن صفية (صرخة )في وادي الصمت الذي يلف كل مواضيعنا النسوية والانثوية ....وصفية صرخة في وادي الظلم والاستبداد المنظم من السلطة والذي أعتدنا أن نواجهه بخوف يجعل من جلادينا ينتفخون عظمة بأنهم اذلونا ....بهتك أعراضنا..بالتناوب على أغتصابنا .....بقهر ذاتنا ....فصفية هي قصة أمرأة تتحدث عن جميع النساء . فدوما هناك أمرأة ما ،تعرضت مرة ما لأنتهاك حق من حقوقها من شخص ما او جهة ما وصمتت.... ويا صفية ....الفنجرية ....علمينا كيف نتحرر من خوفنا وذلنا وقهرنا ....فهذا درس لا يجيد شرحه الا من هن مثلك بلا إنحناء مع (صفية) إلى أن يحصحص الحق فاطمة غزالي [email protected] ظهور الفتاة الجامعية المغتصبة (صفية) من قبل أفراد تابعين لجهاز الأمن على حد قولها على شريط فيديو ، غير مطموس الملامح لشخصها، روت فيه تفاصيل ما تعرضت، تعد خطوة جريئة من فتاة سودانية، أقحمتها العادات والتقاليد في تابوت صمت عن ما يلحق بها من أذى جنسي لسنين عددا، دون مراعاة لكرامتها أمام نفسها ، قبل الأخرين،و بعيداً عن التفكير في إستعادة حقها المغتصب، وعرضها المهتوك، مما سهل على المجرميين والشواذ مهمة إرتكاب جرائم جنسية في حق المرأة سواءاً كان الغرض من الإغتصاب إستجابة لدواعي مرض نفسي، أو محاولة لإلحاق الأذى بخصوم سياسيين كما حدث لبعض نساء دارفور ، أو قهر نفسي قصد منه التخويف والإرهاب وإجهاض نشاط شبابي مناكف للنظام ، كما حدث ل (صفية). والآن يحق لنا أن نقول بأن جسر الحماية لهؤلاء المجرميين قد تهاوى بسيل من الوعي الحقوقي إنهمر من عل على عقول النساء،و أن مرحلة حماية الشواذ من أن يقدموا للعدالة بدعوى الحفاظ على العادات والتقاليد التي لا تسمح بذلك حرصاً على خصائص الشعب السوداني، ما عادت مجدية، لأن بعض من هذه العادات والتقاليد أوقعت معشر النساء في مهالك الضيم ، بوعي أو بدون وعي ،ووفرت الحماية للمعتدين على النساء، من منطلق نهج الصمت المتعمد الذين إستحسنه الكثيرون، بوصم الخوض في قضايا الجنس، والإغتصاب ما دامت تتعلق بفتاة وليس طفلة، خروج عن الأعراف ، والقيم ،والتقاليد السودانية، وأن الجرأة في تناولها( قلة أدب)، وفقاً لمفاهيم الكثيرين، بما فيهم بعض الذين ينصبون أنفسهم قادة مجتمع وسياسة ،وفكر ، وثقافة ، وعلم، ولكن نقول لهؤلاء (قلة الأدب) هي الصمت عن الظلم والقهر، قلة الأدب أن تكون نظرة الرجل للمرأة لا تتعدى (ما بين الفخذين) ، قلة الأدب أن نضع التي تتحدث عن إغتصابها في دائرة الإجرام إلى أن تثبت براءتها التي كثيراً ما تضيع بين (دا ما بشبهنا كسودانيين) كأن الشعب السوداني من الملائكة وليس من طينة آدم وحواء. لاغرابة في أن تواجه (صفية) هجمة شرسة من أشخاص لا يفقهون في الدين والعادات والتقاليد والقيم والأعراف إلا ما يتماشى مع أهوائهم، ويمكن لهؤلاء أن يرمونها بسيئ القول، والهمز واللمز، ونحن النساء ، وأخواننا من الرجال الذين يقفون بجانب حقوقنا نقول ل (صفية أنتي بطلة)، وأصبحتي الناطق الرسمي بأسم اللائي لم يجدن نصيراً في دارفور القصية، ويحق علينا أن ننصب لكي تمثال (شرف)، وبمقدار قساواة ما تعرضت له صفية من عنف جنسي ،وقهر نفسي، وعدوان جسماني عبرت عنه كلماتها العامية الواضحة لا لبس فيها، حتى العبرة التي كثيراً ما تعترض سير كلماتها، كانت كل الرسالة، وبمقدار الشجاعة التي ظهرت بها ، ستجد الحقوقيات والحقوقيين يقفون من خلفها إلى أن يحصص الحق، بفتح ملف تحقيق بشأن قضيتها مادامت هنالك جهة متهمة، وبحجم خطوتها الجريئة التي كسرت بها حاجز الصمت الذي ظل يؤرق بألم وجدان كثيرات تعرضن لجرائم الإغتصاب، سيضعها التأريخ في قائمة الشرف في زمن أضاع فيه الخوف قيمة الثأر للشرف.