بعد تدوين أسماء شهود الدفاع الاستاذ محجوب محمد صالح ودكتور محمد محجوب هارون أرجأت محكمة جنايات الخرطوم شمال أمس جلسة السماع إلى شهود الدفاع في قضية الاستاذة الكاتبة الصحافية فاطمة غزالي ورئيس تحرير جريدة "الجريدة" سعد الدين إبراهيم في مواجهة جهاز الامن إلى الأحد26/6 الساعة 12 والنصف أمام محكمة الخرطوم شمال،بسبب غياب القاضي مدثر الرشيد لأسباب خاصة، وقد دونت المحكمة أسماء شهود الدفاع الأستاذ محجوب محمد صالح رئيس تحرير جريدة الأيام ،ودكتور محمد محجوب هارون مدير مركز ابحاث السلام (جامعة الخرطوم)، وكان محامي الدفاع الأستاذ الحسن عبدالله الحسين تعهد للمحكمة بتقديم الشهود (خبراء إعلام)، وسيمثل كل من محجوب وهارون أمام المحكمة كخبراء إعلام للإدلاء بشهادتهما حول مقال " مع صفية إلى أن يحصحص الحق" للكاتبة فاطمة غزالي التي تواجه جهاز الأمن الوطني في قضية الناشطة "صفية اسحاق" ويذكر أن المحكمة وجهت في الثاني عشر من يونيو الجاري تهمة استهداف مؤسسات الدولة ،واثارة الفتنة والكراهية ضد الدولة وتشكيك المواطنيين في مؤسساتها وفقاً للمادة 66 من القانونالجنائي لسنة 1991، والأخبار الكاذبة و24،26 من قانون الصحافة لسنة 2004، وتأتي محاكتها ضمن سلسلة محاكمات لعدد من الكتاب والصحفيين الذين تناولوا قضية "صفية" حيث يمثل غدا الثلاثاء 21يونيو دكتور عمر القراي أمام ذات المحكمة بينما يمثل الأستاذ فيصل محمد صالح في الثامن والعشرين من يونيو،أمل هباني في الثلاثين من يونيو ، دكتورة ناهد محمد الحسن في السادس من يوليو المقبل . بلا إنحناء مع (صفية) إلى أن يحصحص الحق فاطمة غزالي [email protected] ظهور الفتاة الجامعية المغتصبة (صفية) من قبل أفراد تابعين لجهاز الأمن على حد قولها على شريط فيديو ، غير مطموس الملامح لشخصها، روت فيه تفاصيل ما تعرضت، تعد خطوة جريئة من فتاة سودانية، أقحمتها العادات والتقاليد في تابوت صمت عن ما يلحق بها من أذى جنسي لسنين عددا، دون مراعاة لكرامتها أمام نفسها ، قبل الأخرين،و بعيداً عن التفكير في إستعادة حقها المغتصب، وعرضها المهتوك، مما سهل على المجرميين والشواذ مهمة إرتكاب جرائم جنسية في حق المرأة سواءاً كان الغرض من الإغتصاب إستجابة لدواعي مرض نفسي، أو محاولة لإلحاق الأذى بخصوم سياسيين كما حدث لبعض نساء دارفور ، أو قهر نفسي قصد منه التخويف والإرهاب وإجهاض نشاط شبابي مناكف للنظام ، كما حدث ل (صفية). والآن يحق لنا أن نقول بأن جسر الحماية لهؤلاء المجرميين قد تهاوى بسيل من الوعي الحقوقي إنهمر من عل على عقول النساء،و أن مرحلة حماية الشواذ من أن يقدموا للعدالة بدعوى الحفاظ على العادات والتقاليد التي لا تسمح بذلك حرصاً على خصائص الشعب السوداني، ما عادت مجدية، لأن بعض من هذه العادات والتقاليد أوقعت معشر النساء في مهالك الضيم ، بوعي أو بدون وعي ،ووفرت الحماية للمعتدين على النساء، من منطلق نهج الصمت المتعمد الذين إستحسنه الكثيرون، بوصم الخوض في قضايا الجنس، والإغتصاب ما دامت تتعلق بفتاة وليس طفلة، خروج عن الأعراف ، والقيم ،والتقاليد السودانية، وأن الجرأة في تناولها( قلة أدب)، وفقاً لمفاهيم الكثيرين، بما فيهم بعض الذين ينصبون أنفسهم قادة مجتمع وسياسة ،وفكر ، وثقافة ، وعلم، ولكن نقول لهؤلاء (قلة الأدب) هي الصمت عن الظلم والقهر، قلة الأدب أن تكون نظرة الرجل للمرأة لا تتعدى (ما بين الفخذين) ، قلة الأدب أن نضع التي تتحدث عن إغتصابها في دائرة الإجرام إلى أن تثبت براءتها التي كثيراً ما تضيع بين (دا ما بشبهنا كسودانيين) كأن الشعب السوداني من الملائكة وليس من طينة آدم وحواء. لاغرابة في أن تواجه (صفية) هجمة شرسة من أشخاص لا يفقهون في الدين والعادات والتقاليد والقيم والأعراف إلا ما يتماشى مع أهوائهم، ويمكن لهؤلاء أن يرمونها بسيئ القول، والهمز واللمز، ونحن النساء ، وأخواننا من الرجال الذين يقفون بجانب حقوقنا نقول ل (صفية أنتي بطلة)، وأصبحتي الناطق الرسمي بأسم اللائي لم يجدن نصيراً في دارفور القصية، ويحق علينا أن ننصب لكي تمثال (شرف)، وبمقدار قساواة ما تعرضت له صفية من عنف جنسي ،وقهر نفسي، وعدوان جسماني عبرت عنه كلماتها العامية الواضحة لا لبس فيها، حتى العبرة التي كثيراً ما تعترض سير كلماتها، كانت كل الرسالة، وبمقدار الشجاعة التي ظهرت بها ، ستجد الحقوقيات والحقوقيين يقفون من خلفها إلى أن يحصص الحق، بفتح ملف تحقيق بشأن قضيتها مادامت هنالك جهة متهمة، وبحجم خطوتها الجريئة التي كسرت بها حاجز الصمت الذي ظل يؤرق بألم وجدان كثيرات تعرضن لجرائم الإغتصاب، سيضعها التأريخ في قائمة الشرف في زمن أضاع فيه الخوف قيمة الثأر للشرف.