لمس الطفل يساهم في اكتسابه وزنا صحيا ويساعده على النمو وتطوير مهاراته الفكرية والاجتماعية. العرب واشنطن - أظهرت جملة من الدراسات أن اللمسة المفعمة بمشاعر الحب والحنان والدعم النفسي، تؤثر في الدماغ وتساعده على مقاومة الألم والتخلص من القلق والخوف. وتؤثر اللمسات في كل الأعمار، منذ الولادة وحتى بلوغ الشيخوخة ولها دور كبير في تعزيز المناعة النفسية والجسدية. وبين باحثون أن لمس الطفل يساهم في اكتسابه وزنا صحيا ويساعده على النمو وتطوير مهاراته الفكرية والاجتماعية. ودرس العالم الأميركي المتخصص في الأعصاب والدماغ جيم كوان ردة فعل الدماغ على لمسة الإنسان في أوضاع معينة. وقد توصلت أولى الدراسات في هذا المجال، وكانت أجريت على نساء متزوجات يعانين حالات توتر وخوف إلى أن اللاتي واظب أزواجهن على مسك أيديهن، أظهرن تراجعا في نشاط أجزاء الدماغ التي تحفز هذه الحالات. وأجرى معهد الدراسات في جامعة ميامي، من جهته، أكثر من 100 دراسة خاصة بينّت أن اللمس يحمل نتائج إيجابية جدا كنمو سريع عند الأطفال الخدّج وخفض الشعور بالألم وتحفيز جهاز المناعة وتنشيطه وخفض نسبة "الغلوكوز" في الدم، وخصوصا عند الأطفال. واكتشف باحثون في معهد ماكس بلانك الألماني تأثيرا جديدا لهرمون "أوكسيتوسين"، إذ تبين أنه لا يساعد فقط في بناء الثقة بين شخصين، وإنما له أيضا تأثير مسكّن للآلام. ومن المعروف أن هرمون أوكسيتوسين، أو هرمون الحب والعناق، يقوي العلاقة بين الأم وطفلها منذ البداية وربما يبدو ذلك واضحا حتى من معنى الاسم، فكلمة أوكسيتوسين باليونانية تعني الولادة السريعة. ولهذا الهرمون بالفعل دور كبير أثناء الولادة، فهو الذي يحفز انقباضات عضلات الرحم ويسبب موجات التقلصات التي تطلق عملية الولادة. كما له دور هام في العلاقة القوية التي تجمع الأم بالطفل منذ اللحظات الأولى بعد الولادة، وهو الذي يحفز على إنتاج اللبن في الثدي. كما كشفت عدة دراسات في السنوات الماضية أهمية هذا الهرمون في تقوية العلاقة بين الزوجين، إذ مع لمسة مليئة بالحب من شخص قريب، يفرز الجسم هذا الهرمون الذي يعطي شعورا بالثقة والاطمئنان. والآن يعتقد العلماء أن للهرمون تأثيرا مسكنا للآلام، حسبما كشف فريق بحث دولي في معهد ماكس بلانك للأبحاث الطبية في هايدلبرغ. وحتى الآن لم يكن معروفا لماذا ترتبط هذه الخلايا العصبية المنتجة للأوكسيتوسين بجذع الدماغ والحبل الشوكي. وقد اكتشف فريق البحث الدولي عددا من الخلايا العصبية التي تنسق إفراز الأوكسيتوسين في مجرى الدم وتعمل على تحفيز الخلايا في النخاع الشوكي. ويساعد تحفيز هذه الخلايا في زيادة إفراز الأوكسيتوسين في الجسم، مما ينتج عنه تأثير مسكن، كما يوضح قائد فريق البحث بيتر زيبورغ "لقد اكتشفنا جانبا جديدا لتأثيرات الأوكسيتوسين على الجسم، كما اكتشفنا خلايا عصبية جديدة صغيرة تنتج الأوكسيتوسين". وبحسب بيان لفريق العلماء الدولي، أبدت الفئران ذات المستوى المرتفع من الأوكسيتوسين في الدم تفاعلا أقل عند لمس القدم المصابة، بينما يبدو من الصعب التحقق من هذا التأثير بشكل دقيق على البشر، فإن نتائج هذه الدراسة قد تساعد في تطوير مناهج جديدة لمعالجة الآلام.