قالت دراسة حديثة ان جسم الانسان يحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تؤثر على سخاء الفرد أو أنانيته. وتوصل عالم الأعصاب بول زاك وزملاءه الى هذه النتيجة بعد ان أخضعوا أشخاصا لاختبار، اعطاء شخص ما مبلغا من المال والطلب منه تقسيمه مع شخص آخر، وإن لم يرضَ الشخص الآخر بالقسمة، يمكنه عندها الرفض ويضيع المال على الطرفين. وأعطى الباحثون بعض المشاركين في الاختبار مادة “أوكسيتوسين”، عبر الأنف، ووجدوا أن هؤلاء قدموا للطرف الآخر المال بزيادة نسبتها 80%. وقال العلماء إن هذا الهرمون يلعب أيضاً دوراً أساسياً في تعزيز السلوك الاجتماعي. وقال زاك إن الأوكسيتوسين خصوصاً، يعزز التعاطف مع الآخرين، وعند كبحه عند البعض يمكن أن يزيد احتمال سلوكهم المذنب والأناني. وكانت دراسة سابقة أثبتت أن الأطفال الذين يتصفون بالأنانية ربما يعانون من مخ غير مكتمل النمو. وتقول الدراسة التي قام بها مجموعة من العلماء الألمان إن سلوك الأنانية عند الأطفال الصغار يرتبط بعدم اكتمال نمو منطقة بالمخ تتضمن التحكم بالنفس. وقالت الدراسة ان سلوك الأنانية عند الأطفال الصغار لا يرجع لعدم القدرة على التفريق بين ما هو عادل وما هو غير عادل، ولكنه ناتج عن عدم اكتمال نمو جزء بالمخ يعرف بلحاء الفص الجبهي الذي لا يشجع على سلوك الكرم في مواقف تكون بها حوافز كبيرة للأطفال أن يكونوا أنانيين. واشارت الى دور محتمل لبعض المورثات في التنبؤ باكتساب الأشخاص سمة الكرم، حيث أظهرت أن تلك المورثات قد تحسن من تفاعل الفرد مع عالمه. وكان باحثون أميركيون أجروا دراسة هدفت إلى النظر في علاقة السلوك بعدد من المورثات المسؤولة عن مستقبلات هرموني “أوكيتوسين” و”فاسوبريسين”. وقال الباحث المشارك في فريق الدراسة الدكتور مايكل بولن، من جامعة كاليفورنيا- إيرفين الأميركية، أن دراسات مخبرية أُجريت في السابق أظهرت ارتباطاً بين هرموني أوكسيتوسين وفاسوبريسين، والطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين. وأضاف أن تلك الهرمونات يمكن أن تجعلنا أكثر لطفاً مع الناس، على الأقل بالنسبة للمقربين منا، مشيرًا إلى أن هرمون “أوكسيتوسين” يعزز السلوك الأمومي عند الفرد، حيث أظهرت التجارب أن أن الأشخاص الذين تعرضوا للهرمون أظهروا تحسناً في السلوك الاجتماعي لديهم. وقيمت الدراسة توجهات الأشخاص في جوانب عديدة؛ مثل التوجهات حيال الآخرين والعالم، كما تم استطلاع مواقفهم تجاه واجباتهم المدنية (مثل دفع الضرائب والإبلاغ عن الجرائم) وممارسة الأنشطة الخيرية. وأشارت نتائج الدراسة التي نشرتها دورية “علم النفس” الصادرة عن رابطة علم النفس في الولاياتالمتحدة الأميركية، إلى أن تحديد أنواع مورثات مستقبلات أوكسيتوسين وفاسوبريسين، ساعد على التنبؤ بما إذا كان الفرد يتحلى بصفة الكرم أم لا، وذلك بعد تحديد تصوراته تجاه مستوى المخاطر في العالم وما تشكله من تهديدات له. حيث أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين اعتقدوا أن العالم يشكل لهم تهديداً، كانوا أقل ميلاً لتقديم المساعدة للآخرين، باستثناء من امتلك منهم الأنواع من مورثات مستقبلات “أوكسيتوسين” و”فاسوبريسين” التي ظهر في السابق أنها ترتبط عموماً بسمة اللطف.