قضايا اجتماعية غريبة بدأت تبرز الى سطح الأحداث محدثة شرخاً في جسم المجتمع السوداني المتماسك والمتدين بفطرته.. والتطرق الى مثل هذا القضايا يحتاج الى معرفة آراء الخبراء حول المتغيرات التي جعلت المجتمع الى يصاب بهذا الوباء الخطير، وباء زواج المرأة الواحدة بأكثر من رجلين في آن واحد، ما يتنافى مع اعراف المجتمع وقوانينه والشريعة الإسلامية التي ملكت الرجل أحقية الزواج بأكثر من واحدة، وقيدته في ذلك بالاستطاعة والعدل بين الزوجات، لكنها لم تعطِ هذا الحق للمرأة، بيد أن هناك نسوة يردن أن يأخذن ذلك الحق وفق شريعتهن دون النظر الى ما يترب عليها من مخاطر جينية واختلاط في الأنساب عبر خوضهن في جمع أكثر من زوج. امرأة أمام زوجين وتشير إحدى قاعات المحاكم بالخرطومجنوب الى واقعة بطلتها امرأة في العقد الثالث من العمر، حضرت الى الخرطوم من إحدى الولايات النائية بحثاً عن العمل، وتركها لزوجها الذي يعمل في تلك الولاية البعيدة عن الخرطوم.. وتقول التفاصيل: إن جمال المرأة الفتان أوقعها في حبال حب شاب اربعيني، وبعد فصول من الحب زفت إليه هذه زوجة له وسط زغاريد الحسان والأمنيات بالرفاه والبنين، فعاشا الزوجين سنوات في رغد العيش، وأثمر زواجهما طفلين رسما البسمة على جبين والديهما، حتى أطل اليوم الذي رسم نهاية لهذه السعادة، حينما حضر زوجها الاول من ولايته للبحث عنها، بعد أن انقطعت أخبارها عنه لمدة سنوات، لتلجمه الدهشة حينما علم من أحد أقاربه بأن زوجته أم أولاده، متزوجة من رجل آخر ومنجبة منه طفلين، بالرغم من أنها مازالت في عصمته حالياً، لم يتملك نفسه حتى قادته قدماه الى الشرطة ودون بلاغاً في مواجهتهما والقبض عليهما بالجرم المشهود... وهذه الواقعه لم تكن الأولى فقد شهدت إحدى ضواحي أم درمان قصة مماثلة لم تكن بطلتها امرأة فحسب، بل تنازعها في أدوار البطولة زوجها ونسيبتها بالمعاونة، حينما تعرفت الزوجة التي هي ماتزال في عصمة زوجها على رجل ثري نسجت حوله خيوط حبها حتي أوقعته بها، وتم عقد القران سريعاً بحضور زوجها الأول على أنه أخوها ونسيبتها باعتبارها والدتها- بحسب الخطة الجهنمية التي رسموها الثلاثة- للاستيلاء على أموال الشاب الثري الذي غادر الى مقر عمله بإحدى الدول الخليجية، ولم يبخل هذا المسكين على زوجته المزعومة بالمال والهدايا من مقر إقامته، فكان يغدق عليها بالأموال الطائلة حتى بدأت بوادر النعمة تظهر على محيا الأسرة برمتها من امتلاكهم لمسكن جديد، و(رقشة) جديدة يعود ريعها الى الصرف على الأسرة، وظلت هذه الأسرة الأم درمانية في رغد من العيش سنوات عديدة، حتى أراد زوجها المغترب أن تلحق به، وشرع بواسطة قريبه في استخراج جواز سفر لها حتى تتمكن من القدوم اليه، ولكن كانت فصول النهاية على أيادي شرطة الجوازات التي كشفت المستور من خلال بيانات السجل المدني الخاصة بأنها متزوجة وفي عصمة رجل آخر، وتم تدوين بلاغ في مواجتها وفي مواجهة زوجها الحقيقي و(نسيبتها) لاشتراكهم معها بالجرم تجريم المرأة: وفي ذات المنحنى يشير ابوبكر عبد الرازق المحامي ل(آخر لحظة) بأن القانون الجنائي أورد في متن نصوصه القانونية تجريم المرأة المتزوجة التي تتزوج من رجل ثانٍ وهي ماتزال في عصمة الأول.. وقال إن ذلك يعتبر من المحرمات، ثم عرج بحديثه الى بيان حرمات الزواج بالنسبة للمرأة حتى انتهى به المطاف الى أن يشير الى حرمة المرأة المتزوجة وهي حرمة مؤقتة من زواجها بآخر.. وهذه الحرمة تنجلي عقب تطليقها من قبل زوجها مباشرة، لكنها تظل مقيدة بشهور العدة الثلاثة، حيث لا تستطيع الزواج من آخر إلا بانقضائها وبعد إبراز قسيمة الطلاق أو وجود شهود على طلاقها من زوجها الأول. يعتبر زنا: وبالمقابل أوضح ساطع الحاج المحامي عبر افاداته للصحيفة أن جمع الزوجة بين زوجين يعتبر الزواج الثاني زواجاً باطلاً شرعاً، ويعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ويعاقب مرتكبيها بالزنا وفقاً لنص المادة (146) المتعلقة بالزنا من القانون الجنائي لسنة 1991، وأكد ساطع أن القانون تشدد في هذا الاتجاه حتى لايؤدي زواج امرأة من رجلين في وقت واحد الى الاختلاط في الأنساب، ومضى الى أكثر من ذلك، حينما اورد أن الشريعة الإسلامية حرمت الجمع بين الاختين فما بال التي تجمع بين رجلين. زواج باطل: وفي ذات السياق قال إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير الشيخ كمال رزق ل(آخر لحظة) إن زواج المرأة بأكثر من رجل يعتبر زنا يستوجب انزال العقوبة الشرعية عليها.. معرباً بأن مجرد زواج المرأة المتزوجة بزوج آخر فإن عقد الزواج الثاني يفسخ العقد الأول، وقفز رزق بالحديث الى أن قال إن هذا الزواج يعتبر باطلاً، مرجعاً الأمر الى أن المرأة المتزوجة بعقد صحيح اذا ما تم تطليقها فإنها تتربص بنفسها ثلاثة أشهر، وعند انقضاء هذه الأشهر، وتلج الى أيام أخريات، فيجب على طليقها إن أراد إرجاعها أن يعقد عليها بعقد قران جديد. آخر لحظة