بحيرة تملأ قلبهما الاثنين الرجل وطليقته بدآ حديثهما لقاضي المحكمة فكانت من القصص التي تشبه الخيال ولا يستطيع العقل أن يصدقها كانت «غ» هي مبتدرة الحديث وقالت: لم يخطر ببالي أن اصطدم بمثل هذا الموقف الذي لا يحسد عليه وأرمت اللوم على طليقها الذي كانت أسرته تسكن بجوارهم في الحي ولكنه مستقر في إحدى دول الخليج وجاء في فترة إجازته أخبر عائلته بأنه يريد أن يتزوج ويرجع وكنت أنا صديقة أخته في الحي، وبعد يومين من حضوره إلى البلاد تقابلنا في منزلهم وسأل أخته عني وأخبرها أنه يريد الارتباط بي، وتمت عدة مقابلات بيننا تأكدنا فيها أننا اقتنعنا ببعضنا وبدأنا مراسم الزواج، وفي خلال شهرين تم الزواج بالكامل وقضينا مع بعضنا خمسة عشر يومًا وانتهت إجازته وقال لي إنه سوف يكمل إجراءات الإقامة وألحق به في أقل من عام وهيأت نفسي على ذلك ومرت ثلاثة أعوام متواصلة لا أنا لحقت به ولا هو جاء في إجازته السنوية، وبدأت المشكلات بين أهلي وأهله وأثرت في علاقتنا وانتابها الفتور وزهجت من الوضع الذي أعايشه وازدادت مشكلاتنا عندما طلبت منه الطلاق ولكنه رفض وقال لي أنا لن أفعل ذلك وسأدعك هكذا وسأتزوج بامرأة أخرى وقال لي أخي «لا تدخلي نفسك في حالة نفسية فهو لا يستاهل ظفرك، وبالمحكمة سيتم الطلاق»، وبدأنا في الإجراءات وأوضحت للمحكمة الوضع الذي أنا فيه وبعد ثلاثة أشهر من الجلسات المتواصلة كان أخوه الأكبر هو الذي يحضر الجلسات وأصدرت المحكمة قرار الطلاق منه غيابيًا، ووقّع على الإعلان أحد أفراد أسرته وبعد انقضاء فترة العدة التي حددها الشرع مارست حياتي بصورة طبيعية وأكملت دراستي الجامعية وتوظفت بعدها في شركة خاصة وأراد الله أن أرتبط بأحد زملائي ونتزوج في وقت قصير من تعرفنا على بعض، وأسرعت أسرة طليقي بإعطائه أخبار زواجي مما دعاه للحضور إلى السودان ويطعن في زواجي بأنه باطل ولم يكن عليَّ علم بقرار المحكمة وعلى إثر ذلك انقلب حالي وتأزمت نفسياتي ولكن إخوتي أخبروني أن قرار المحكمة هو فيصل حياتي معه وأغلقنا منزلنا وكل واحد منا ذهب إلى أسرته باتفاق أن نرجع إلى بيتنا بعد أن نحل كل مشكلاتنا ووعدني أن يقف بجانبي حتى نواصل حياتنا كما خططنا لها من قبل ظهور طليقي في حياتنا ليتعسها، بينما تحدث الرجل «م» طليق «غ» كيف لي أنا أتقبل وضع أن أعود إلى البلاد وأجد زوجتي في عصمة رجل آخر وأنا طوال فترة غيابي لم أقصر في حق زوجتي وكنت أعمل جاهدًا لأوفر لها إقامة حتى لا تكون هناك زعزعة، وقال إنه شهريًا يرسل لها مصروفها ولم ينقصها شيئًا وأكد للمحكمة أنه برغم المشكلات الكثيرة التي بين الأسرتين إلا أنه متمسك تمامًا بزوجته بالرغم من أنها تأثرت بمن حولها من أسرتها، وأضاف أنني حاولت أن أبعد منها فترة حتى لا تتفاقم المشكلات وحتى تهدأ الأحوال ولكن لا يمكن أن أسمح أن يستمر هذا الزواج ووصفه بأنه باطل لأنه لم يتم إعلاني ولم أوقع على قرار المحكمة لذا سأتقدم بطلب إلى المحكمة بإبطال هذا الزواج. ومن جهة قانونية أكد المحامي أبوبكر علقم على وقوع الطلاق لأنه صدر عن قاضي محكمة وفق إجراءات قانونية صحيحة وبإعلان صحيح مشيرًا إلى أن الزواج الذي تم يعتبر سارياً ولا يحق لطليقها أن يطعن فيه لأن الإعلان يتم بعدة طرق والقانون أعطى الزوجة حق الارتباط برجل آخر من تاريخ صدور الإعلان، وأضاف علقم أن الشرع حدد أطول فترة غياب يمكن أن تكون بين الرجل وزوجته «6» أشهر استشهادًا بسيدنا عمر رضي الله عنه بجانب أن أسباب الطلاق وصحة وقوعه تترتب على الأسباب المقدمة والتي يقدرها القاضي وفق القانون والطلاق الغيابي يتم بطول الفترة وتقصير الزوج في زوجته وبيته لذا يتم الطلاق بالصورة الصحيحة وعلى الحق وما بني على حق فهو حق.