إلا باكر يا حليوة ..لما أولادنا السمر يبقوا أفراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن ﻧﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺩﻳﻚ .. ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻛﻴﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .. ﺗﺒﻘﻰ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣُﺪﻥ مدخل: أولا: التحية والتجلة للرجل الحر المناضل وليد الحسين... لقد خرجت لنا من أزقة السودان الحبيب... وأدخلتنا في الراكوبة الحبيبة نستمتع بالهبوب والهمبريب في زمن فيه كل الأصعدة تهب علينا بالظلام ... ومنعوا عنا نسمات الهواء الطلق الذي ما ذكر إلا وذكرت الحرية. فهي (أي الراكوبة) إسم على مسمى فعلا معناها كبير معنويا وماديا... لقد أسهمت في بناء صرح لا يمكن تجاوزه... والدليل ان عاشقي الظلام قد حبسوك ظلما وخوفا .. ولكن نقول لك أبشر بكل خير فما فعلته لن ينتهي باذن الله , ولن يوقفوها بجبروتهم. فانت صاحب فكرة هذا الضوء الذي يشق الظلام دوما ويقودنا الى حياة باصرة يحدوها الأمل والحياة الطيبة الكريمة. وحمدا لله على سلامتك,,,, مر عبر هذه الراكوبة المجيدة آلاف المثقفين والمفكرين والسياسيين, وقد أزعجت السلطات كثيرا, لأن الشعب الحر يمر من عبرها كتابة وقراءة واستطلاع, جموع المثقفين الذين يريدون أن يتنفسوا هواءاً طلق يمرون عبرها ويستظلوا. فهل تكون هي نقطة بداية لتبلور الأفكار وجذب ذوي الرأي والخبرة والمعرفة والثقافة؟ كما اعتاد الناس ان يبدأوا يومهم بها ويمرون عبرها بلا رقيب صباح مساء, فهي المتنفس الذي يحسون فيه بالراحة وتلاقح الفكروالثقافة. فقد بدأت راكوبة صغيرة بسيطة إلى أن أصبحت دوحة السودان. فهي بالتأكيد وبدون سبق إصرار تكونت بتلقائية سلسة. فهولاء هم أبناء السودان الذين يعول عليهم فقد تركوا السودان بما حمل (للكيزان) ورحلوا خارج أرضه وهنالك من يناضل من داخل السودان عبر المنابر المختلفة. كل ذلك من أجل بناء صرح ديمقراطي لا تأتيه أيادي الغدر والخيانة من بين يديه. مر عبر الراكوبة كل أطياف الناس المتعلم و المثقف والسياسي والمتخصص والرجل العادي البسيط ولكن كلهم يشتركون في حب الوطن. ولكن نظرة السياسي الذي يترك مكان عمله ومختبره وحقوله فينكب نحو السياسة بغرض الحكم والسلطة والمال أصبح من الماضي. نريد طبقة التكنوقراط والمثقفين والعمال والمختصين أن تقود هذا البلد. فهذه البلاد لا ينقصها سياسي خبيث ولكن ينقصها الوطني الغيور على وطنه. بالمعاول والسواعد يبنى الوطن, ومنذ حقبة الاستقلال حتى يومنا هذا لم ينجح الساسة التقليديين لأنهم اهتموا بالحزبية لا الوطنية, والمكتسبات الشخصية لا المصلحة العامة. فالقادم أمر وأصعب اذا استمر السياسيون بنفس منوالهم. ما نتمناه اليوم بل ما نطلبه هو ان يبرز على السطح التكنوقراط والمثقف السياسي لدفع المهرة كل في مجاله وفق رؤى ادارية وسياسية محكمة وعلمية. لأن ساسة اليوم الذين يحكمون السودان يعيشون في أجيال الخمسينات والستينات. فالسودان تلك الدولة الغنية أرضا وبشرا لا تحتاج كل هذا العناء والضجة لكي تصبح دولة غنية وذات سيادة وريادة. لكن غباء السياسي العقدي ما أقعد بالسودان وجعله في القاع. لا يحتاج النجاح الى شعارات ولا ندوات تشهير ولكن لعمل وحسن إدارة. فالقائمون على أمر السودان نجحوا فقط في خلق الصراعات حتى مع شيوخهم وأنفسهم. فهذا صراع بدائي ينتمي للحياة البدوية والمجتمعات الرعوية, ولكن الصراع الحديث هو صراع المصالح والمدنية والعقول البازخة والحاذقة في العلوم. فنحن بامكاناتنا يمكننا أن نصبح كما نريد. ففي ظل التفكير السلفي النظري الذي لا يرتبط بالأطر العملية الحديثة خرجنا من هذه التجربة البغيضة التي يقودها الاخوان بصفر كبير وارتداد الى الوراء الى حقبة الاستعمار. فالذين يدعون انهم ضد المستعمر والاستبداد فقد لفتوا أنظار الاستبداد الينا وأتونا بتجربة استبدادية هي الأخطر في تاريخ السودان الحديث. وسقطوا في براثن المستعمر والطامع الذي كانوا في بداية الأمر يكيلون له السباب ويقسمون بتمزيقه. فما هي الحصيلة فقد تمزق السودان بسبب الاندفاع العقدي والحمق السياسي. لأن الذين نظموا أنفسهم في جماعة الاخوان كل مؤهلاتهم العاطفة الدينية , فكانوا منذ بدايتهم يبنون بيوت خربة لأن البناء يعتمد على نظريات هندسية وحسابية وعملية. وكأني اتذكر تجرية (زيدان الكسلان) الذي درسناه في المرحلة الابتدائية في كتب المطالعة, والذي كان يمد لحيته كل صباح ويقول: "غدا سوف أزرع من هناك الى هناك" حتى زرع الناس وحصدوا وهو لم يحصد الا الندم والحسرة. فلتكن هذه فرصة لكل سوداني يحب وطنه ويسعى لفعل الخير أن يمد يده من خلال رأيه في الراكوبة أو غيرها من المواقع والصحف الإلكترونية لكي نعمل سويا لنهيء الشعب من أجل حكم راشد وعصري ولا ننسى موروثات السودان والسودانيين من ثقافة ودين وعقائد فتاريخنا هو حضارة المستقبل وتفردنا الذي عرفنا به. فهيا شدو السواعد , وقدموا الأفكار فنحن في مرحلة لابد أن يظهر فيها كل مثقف أو اختصاصي أو خبير أو عامل ماهر أو زارع أو سياسي وطني كي يضع بصمتة في سماء هذا الوطن ويدون اسمه في سجل تاريخ هذا الوطن العظيم لتحفظه له الأجيال القادمة. [email protected]