رفضت المعارضة السودانية الضغوط الدولية المسلطة عليها للقبول بخارطة الطريق التي طرحتها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لوضع حد للصراع الدائر في هذا البلد. وقال ياسر عرمان، الأمين العام للحركة الشعبية (شمال) إن المعارضة لن تستجيب لأي ضغوط للتوقيع على خارطة الطريق التي اعتبرها عديمة الجدوى. وكانت المعارضة قد أعلنت في وقت سابق رفضها التوقيع على الوثيقة التي أمضت عليها الحكومة، معتبرة أنها تعكس رؤية النظام. وقلل عرمان في تصريحات لوسائل إعلام محلية، من أهمية توقيع الحكومة السودانية على خارطة الطريق، وقال إن ما تم التوقيع عليه هو وثيقة لا قيمة لها الغرض منها إلحاق أربع قوى سياسية وعزل الآخرين. واعتبر الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال أن توقيع الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو أمبيكي على خارطة الطريق "أمر غريب وغير محترم" لأنه اقتصر على توقيع طرف سوداني دون آخر. وكشف عرمان عن محاولات للضغط على المعارضة مشددا "لكننا لن نستجيب لها وسنحتمي بشعبنا وسنقف مع شعبنا ولن نوقع أي وثيقة تزور إرادة الشعب السوداني وتعيد إنتاج نظام الإنقاذ". وقال "مطالبنا واضحة نحتاج لحوار متكافئ، ومستعدون له دون عزل أي قوى سياسية سودانية ولن تجدي محاولات الحكومة لعزل جزء من القوى السياسية وأخذ جزء منها وإلحاقه بالحوار". وفي وقت لاحق دعت مفوضية الاتحاد الأفريقي المعارضة إلى التوقيع على خارطة الطريق في موعد أقصاه 28 مارس الجاري، من أجل دفع عملية السلام الشامل في السودان. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، "ندعو المعارضة والأحزاب إلى التوقيع على اتفاق (خارطة الطريق) في مدة أقصاها 28 مارس الجاري، من أجل تسوية الصراعات ودفع عملية السلام الشامل في السودان". وكانت المفاوضات بين الحكومة السودانية وفصائل المعارضة انطلقت، الجمعة الماضي، بعد دعوة "الآلية الأفريقية"، إلى عقد لقاء تشاوري استراتيجي لطرفي التفاوض، في أديس أبابا.