الخارجية السودانية ترد على إنكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    السفير السعودي: المملكة لن تسمح باستخدام أراضيها لأي نشاط يهدد السودان    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادتي: الترابي كان يتوقع ان يقتل مسموماً ... وحامد ممتاز كان يتجسس عليه في المعتقل
نشر في الراكوبة يوم 03 - 04 - 2016

في مايو عام 2004 كنت معتقل مع دكتور حسن الترابي قضيت في سجن كوبر مدة شهر ونصف وكنت اصغر المتواجدين بالمعتقل الذي ضمّ في قسمنا
دكتور حسن الترابي
دكتور بشير آدم رحمة
المهندس على الشمار
وبارود صندل
وسليمان صندل نائب رئيس حركة العدل و المسأواة فيما بعد
وحامد ممتاز ( الامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني)
وكان سابقاً في القيادة الشبابية للمؤتمر الشعبي
بالاضافة الى عدد من ضباط العملية الانقلابية للسلاح الطيران في ذلك الوقت
ورجل اسمه شيخ سليمان من قبيلة المسيرية ادعى النبوبة وقال انه عيسى المسيح وان جورج بوش الرئيس الامريكي المسيح الدجال وان امريكا سوف تنهار في عام 2016
وعدد من السجناء الاقتصاديين منهم شخص اسمه ربيع صاحب وكالة القضارف للسفر والسياحة بالقرب من المرديان سابقاً
وشخص اسمه عثمان فرح يلقب ( ابو الصقِيٌر )
عندماء دخلت السجن كنت محول من زنازين الاستعلامات. في شارع المطار قضيت هنالك حوالي 10 ايام
وبعد ذلك تم نقلي الى سجن كوبر
تم استلامي من قبل الحكمدار التابع لجهاز الامن وقيد اسمي وكافة التفاصيل كان ذلك حوالي الساعة 8 مساء
جاء عسكري من ابناء جبال النوبة عريف في ذلك الوقت التقيته مرة اخرى في 2007 واصبح رقيب اسمه ( كودر )
بالسؤال عنه فيما بعد عرفت انه يسكن الحاج يوسف
كودر. اوقفني قصاد حائط وبداء يضربني من الخلف بخرطوش من غير اي سبب ولحوالي نصف ساعة و يقوم بترديد بعض العبارات بتاعت التخوين و التلفظ بالفاظ خارجة والتهديد والوعيد بانني سوف اري ايام كما جهنم
المهم بعد انتهت عملية التعذيب و الترهيب التي كان القصد منها كسر شوكت التمرد داخلي والتي تمارس على كل الطلاب المعتقلين بمعتقل سجن كوبر
ذهبت الى زنزانتي
فيها حصيرة زي بتاعت رمضان ومخدة ومصلاية ومصحف
جلست في زنزانتي وكانت كل الزنازين مفتوحة وكان عددها 7 وصليت العشاء
وبعد ذلك جلست
زنزانتي كانت توازي زنزانة اخرى يعني بابها يوازي بابي
انا كنت جالس في مقدمة الغرفة خلف الباب على المصلاية
وخرج في ذلك الطلام من الغرفة الاخرى رجل تبينت انه شيخ كلير في السن يسير بإنحناء قليلاً و جاء تجاه غرفتي ووقف امامي ورفع يده بالسبابة وقال لي
بابتسامة تبينتها من خلال الاضأة البسيطة الخارجة من غرفتي و جاءت في وجهه
قال ذلك الرجل
( ( الله اكبر الله اكبر الله اكبر ... اصبروا وصابروا ))
وذهب
تعرفت على ذلك الرجل مباشرة كان
دكتور حسن الترابي
قلت لنفسي وبصوت
( دي مصيبة شنو الانا وقعته فيها دي)
مع الترابي في معتقل واحد
اتجه الترابي الى الحمامات
و جاء كودر مباشرةً بعده
وسالني قائلاً
(( انت بتعرف الراجل ده منو ))
قالت ليه
(( ده دكتور حسن الترابي) )
كودر
(( انا بحذرك ما تتكلم معاه))
قلت ليه ب ادب جمّ
( حاضر )
المهم ظللت تلاتة ايام انا بين غرفتي والحمامات حتى الصلاة لا اصلي في جماعة اصلي داخل غرفتي كان الجمع يصلي جماعة في مساحة خالية بين زنزانتي و زنزانة دكتور حسن الترابي
وكانت اصلي مع الجماعة داخل غرفتي وليس معهم جاء حكمدار اسمه مجدي سمح لي انا اصلي مع الجماعة و بعد كده بدأت اخرج من غرفتي قليلاً قليلاً اصلي معهم وبعد ايام اصبحت اتلوا معهم واحضر الدروس وارجع لزنزانتي مسرعاً اعطوني كتب
قرات في ظلال القرآن الكريم ( لسيد قطب )
اعطاني اياه المهندس على الشمار
قرأت جاهلية القرن العشرين لمحمد قطيب
وقرأت للمودودي
كتابه الجهاد في سبيل الله
قليلاً قليلاً تحررت من زنزانتي بعد العشرة ايام الاوائل تقريباً
واصبحت لا اذهب اليها الا وقت النوم كان حامد ممتاز عندما احضروني الى كوبر كان يقوم بخدمة دكتور حسن الترابي مثلاً اذا احتاج الى اي شئ باعتبار سنه في ذلك الوقت الترابي كان يبلغ من العمر تقريباً خمسة وسبعون عاماً طلب مني الترابي ان اساعده في الاشياء التي بساعده فيها حامد ممتاز على ان يقوم حامد ممتاز باشياء ليست اساسية لان حامد اكبر مني في السن
- انا وحامد خرجين نفس الجامعة ام درمان الاهلية يسبقني بخمسة سنوات - قبل ان اوافق على طلب دكتور حسن كانت علاقتي بحامد ممتاز جيدة وخاصة لتقارب السن وان حامد خريج الاهلية،
بعد اصبحت ملازم لدكتور حسن الترابي شعرت بان حامد ممتاز غير راضي واصبح سريع الغضب انا اعتبرت ان تلك فقط من باب الغيرة باعتباره انه مؤتمر شعبي وانا لست مؤتمر شعبي فهو احق ( بحسن صحابته)
المهم مضت الايام وتقبل حامد ممتاز الامر على مضض واصبحت انا مرافق لدكتور حسن الترابي كل فترة سجني
استمع الى دروسه يومياً بعد صلاة العشاء و بعد العشاء يجتمع مع بعض اعضاء المؤتمر الشعبي وخاصة على الشمار وسليمان صندل ويتحدثوا بصوت خفيض دائماً كان حامد ممتاز يحاول ان يكون جزء من هذا الحديث لكن لم يكن يقابل بترحيب
وبعد الصلاة كنت اجالس دكتورالترابي احياناً مرات حتى الساعة الحادية عشر ليلاً.
في يوم من الايام دخل حامد زنزانته المجاورة لزنزانة دكتور حسن الترابي كان ذلك بعد صلاة الظهر
دخلت انا بالصدفة الى زنزانتهم او غرفتهم، وراء حامد بحوالي خمسة دقائق ، ووجدت حامد ممتاز وهو جلس على السرير ومغلق كل النوافذ فزع حامد ممتاز واترعب جداً جداً عندما رآني لم ارَ شخصاً خائفاً في حياتي كما رأيت حامد ممتاز في ذلك اليوم .... وانا تفاجأت مفاجأة عظيمة جداً .....
2
اريد ان اوضح نقطه مهمة قبل ان ابدأ في مواصلة سردي لشهادتي
تم اعتقالي و بعد التحقيق معي في مباني جهاز الامن الوطني في الخرطوم بحري ( شمال موقف شندي ) انا متأكد ان الضابط المسؤول امر بوضعي بحكم الصدفة في القسم الذي وضعت فيه قسم زنازين مع اي ناس يعني ممكن كان اكون مع معتقلين امن اقتصادي ومن الممكن ان اكون مع مساجين مخابرات ( الامن الخارجي ) ومن الممكن كنت اكون مع سياسيين ... ومن الممكن ان اكون مع اي معتقلين لأَنِّي لايمكن ان أشكل تهديد للنظام لذلك كونهم يضعوني مع دكتور حسن الترابي وسليمان صندل حقارالمتهم الاول في العملية الانقلابية و بارود صندل رجب والعقيد طيار محي الدين ادم ابكر محمد صالح و المهندس علي الشمار وغيرهم الموضوع كان مجرد صدفة فقط لا اكثر ولا اقل مثلما كان وجودي مع هؤلاء السياسيين صدفة ايضا وجودي مع معتقلين اقتصاديين ايضا كان صدفة ... الشيء الوحيد الكنت حريص عليه وانا معتقل انا استفيد من وجودي في المعتقل واحول نفسي لذاكرة
( الشخص المعتقل يراقب كل شيء وتتابع كل شيء بدء من مراقبة افراد خدمة الحراسة ومن يعمل فيهم وتفاصيل الورديات و الساعة كم ...من غسل ملابسه ومن اشترى ملابس جديدة ( الشدوه ادارة داخلية ) من الذي يتعامل بخبث ويتجسس على المساجين بنوافذ الحراسات ليلا ونهارا انتهاء بمراقبة المعتقل حتى للنمل والذباب والطير في الشجر .... اهم حاجة في المعتقل بعد ان تثق في المعتقلين ويثقوا فيك بتسمع من كل شخص قصته حوالي عشرين مرة حتى تصبح حياته حياتك وحياتك حياته ... يصبح لا اسرار في السجن الجميع كتاب مفتوح للجميع ... لا احد يخاف من الاخرين الاستاذ بارود صندل المحامي وليس سليمان صندل ... كان يقول عندما يهددنا افراد الحراسة او ادارة المعتقلات بعقاب
: ( نحن في السجن ما في شيء اكتر من كده تعملوه لينا ) ......
فترة الاعتقال بالنسبة لكثير من المعتقلين هي فترة للتعرف على الاخرين وجمع المعلومات لان الذين يمكن ان تجدهم في فترة الاعتقال احيانا يستحيل ان تجدهم في الخارج لكي يتحدثوا معك .
هنا سوف اشير اليك لشيء مهم جدا سوف اكون حريص على ذكر اشخاص واحداث داخل المعتقل هولاء الاشخاص هم بمثابة شهود على روايتي يمكن ان يؤكدوا ما اقوله ومن الممكن ان ينفوه ( لان اعداء الامس يمكن ان يكونوا اصدقاء اليوم ) وخاصة في ظروف المؤتمر الشعبي وان هنالك البعض الذي (يتاروه) الحنين الى السلطة ويعتبر كلامي هذا لا يصب في مصلحة هدفه لكن كما قلت من قبل هذه شهادة سوف اذكر علامات تخص دكتور حسن الترابي ( شخصيا) قد يكون قالها لي وقد يكون قالها لأشخاص غيري ولكنها اشياء تخص دكتور حسن الترابي اشياء خاصة ولكن لأضير من ذكرها مثل مقولة قاله له احد المقربين او هدية اهداه له احد من خاصته كانت معه ليس اكثر من ذلك عادات من عاداته بحيث لا يعرفها احد غير اهل بيته .... الاشخاص الذين سوف اذكرهم في هذه الاحداث هم يعرفونها اذا قرأوا كلامي هذا سوف يتذكرونها ... هم فقط ... لقد استطعت ان أخلق علاقة طيبة مع دكتور حسن الترابي .. قد تكون علاقة صداقة او علاقة ربما ارد منها دكتور حسن في خلوته كما كان يحب يسميها ان يسمع صوت اخر غير صوت شباب المؤتمر الشعبي
كيف افكر وانا في الطرف الاخر من أيديولوجيته تماماً ... كنت اتعامل معه بكل احترام لم أكن اقول له شيخ حسن نهائي كنت أخاطبه ( دكتور حسن ) ... و كانت هذا الفرصة بالنسبة لي لا يمكن ان تحدث مرة اخرى فرصه لا تتوفر الا مرة واحدة ان اكون مع الرجل الذي دبر لكل ما نحن فيه من ازمات واشكالات .... الان اسمع منه اسأله وكان يسألني عن اشياء كثيرة احيانا لا يروق له كلامي ولكنه كان يستمع بتقدير اعتقد انه كان يريد ان يسمع ... لشئ في نفسه .
وكان معظم وقتي معه بعد ان تم نقلي الى سجن كوبر حتى خروجي من المعتقل كان معظم وقتي مع دكتور الترابي كان اخر من ودعته هو اقصد دكتور حسن الترابي بعد ان طلبوا مني عساكر الجهاز ان احمل ( امتعتي ) كان اخر نقاش لي معه في المعتقل استمر اكثر من ساعة في غرفته غرفته ...
اما .
بعد ان جلست مع سليمان صندل واخبرته بان حامد ممتاز يمتلك موبايل وانا رايته يتحدث به
قال لي سليمان (( انت كلمت اي شخص غيري ))
قلت لي سليمان (( انا لم اخبر اي شخص غيرك ))
قال (( ما تكلم اي زول بالشفته وانا برجع ليك بعد صلاة المغرب ))
وخليك في موقفك اذا حامد طلب منك انك تتكلم بالموبايل ما تتكلم
كنت حريص ان دكتور حسن الترابي يعرف هذا الحدث لاني اعتقد ان حامد ممتاز
وهذا ما اكده لي سليمان لايمكن ان يدخل موبايل الى القسم بتاعنا الا ان يكون ادخل بواسطة جهاز الامن
القسم
وفيه دكتور الترابي
وفيه ايضا العقيد طيار محي الدين ادم ابكر الذي كان من المفترض ان يكون رئيس الدولة اذا نجح الانقلاب وفيه سليمان صندل المحامي المتهم الاول في موضوع الانقلاب يعني ما ممكن تدخل نملة المعتقل مالم يكن جهاز الامن يعلم بها فما بالك بموبايل في ذلك الوقت كان هؤلاء الثلاثة في نفس القسم ...
لم يعلم بامر الموبايل الا انا وسليمان اما الشخص الثاني الذي تحدثت معه حول الموضوع كان معتقل ينتمي الى حركة تحرير السودان تعرفت به في الايام الاولى بعد خروجي من الزنزانة التي كنت فيها وهو الاستاذ ( بابكر محمد عبد الله ) المحامي وهو خريج جامعة الخرطوم دفعة عبد الواحد محمد النور نشأة بيني وبينه علاقة جيدة وخاصة انه بيننا اصدقاء مشتركين منهم اسماعيل السيد المحامي المقيم في بريطانيا
قال لي ياعمار (( كن على حذر المعتقل فيه كم غواصة زارعهم الجهاز لان في اخوانا معتقلين حصلت ليهم مشاكل قبل انت ما تجئ انت ... ولا يمكن ان تدخل نملة الى هنا من غير علم ادارة المعتقلات )) ...
بعد ان ابلغت سليمان صندل بما حدث و الاستاذ بابكر محمد عبد الله و رفضي لإستعمال الموبايل من حامد ممتاز
جاني حكمدار اسمه معاوية قال (( يا عمار جاتك حاجات من الاستعلامات تعال استلمه في المكتب ))
غالبا هذه الاشياء بتكون مواد غذائية مرسله من اهل المعتقل او ملابس ))
مشيت المكتب لقيت واحد ضابط من ادارة المعتقلات اداني كيس فيه بلح وبسكويت قال لي شيل الحاجات دي وهذا الأشياء لم يكن احد قد احضرها لي ... ثم قال
بكره انت حاتمشي المستشفى مع المعتقلين الماشين المستشفى
انا (( لكن انا ما مريض ))
قال (( ما عشان انت مريض ... عايزنك هناك ... تقول هسع للناس المعاك انك طلبت انك تمشي الدكتور بكره والساعة 8 صباحا حا ينادوا اسمك مع الناس الماشيين المستشفى ))
انا (( كويس ))
و رجعت ...
وحكيت كل الكلام لبابكر أدم المحامي
و قلت للبقية (( انا بكره ماشي المستشفي عيان ))
انا طبعاً التحقيقات انتهت معاي من اليومين الاوائل و مافي اي سبب يخليهم يطلبوني بعد اسبوعين او ثلاثة اسابيع من الاعتقال تقريبا ، وكان لازم يجدوا مبرر لكي اطلع من السجن وده كان مبرر مقنع
ذهبت الى المستشفى بحافلة بيضاء الى مستشفى( الامل ) التابع لجهاز الامن ... مشى معاي عسكري كان مرافق وكنا كلنا مربوطين بسلاسل حديد بتاعت السجن
دخلت غرفة الطبيب انا والعسكري جلسنا فيها حوالي ساعة تقريبا
دخل الضابط البحقق معاي
سلم علي وجلس قال ياعمار(( نحن ما عندنا معاك اي تحقيق اليوم ولا عايز اسألك بخصوص انك كنت في ارتريا ... انا عايز اسألك في حاجة مختلفة ...))
انا (( خير ))
يا عمار السؤال ده سالناه لي كم نفر غيرك في الايام الفاتت
انا (( اسأل ))
نحن عرفنا ان في موبايلات بتدخل قسمكم
انا ( موبايلات!!! ))
الضابط (( موبايلات ايوه ... انا عايز اسألك شفته زول او بتعرف او في شخص قال ليك في موبايل في القسم ))
انا مرة تانية (( موبايلات !!! انا نهائي من ما شفته موبايل من ايام التحقيق معاي... ))
الضابط (( كذاب الموبايل ناس القسم الغربي كلهم يتكلموا بيه ))
رديت (( انا لوفي موبايل ناس القسم كلهم يتكلموا بيه انا ما حا اتكلم بيه حتي اذا لقيت فرصة ... لان ناس القسم كلهم ما مصدر ثقة بالنسبة لي ولا ما كان الانقلاب اتكشف للجهاز ... عشان كده انا ما شفته موبايل واذا شفته ما بستعملو وانا عارف ان مستحيل شخص يكون معاه موبايل ))
وقلت للضابط نفس العبارة القلته لي حامد ممتاز
(( و انا غير نمرتي ما حافظ نمرة تاني ))
بدأ يتكلم عن اشياء ما عندها معنى وعن اني طالب واهلك محتاجين ليك وكمية ( من الفارغة ) بلغة العساكر لمدة ساعتين
المهم اذا شفته زول شايل موبايل لازم تبلغ الحكمدار مفهوم
انا (( طيب ))
فجأة بعد ان شعرت ان كلامه انتهى قال لي (( طيب ما شفته حامد ممتاز معاه موبايل ))
انا كنت جاهز لان يسألني السؤال ده لان كنت متوقع سبب التحقيق من امس
(( انا ما شفته حامد ولا غيرحامد شايل موبايل ))
انت متأكد
(( انا متأكد ))
المهم انا كلمتك اذا عرفته حاجة تكلم الحكمدار وما تكلم زول غير الحكمدار
ده كان بمثابة تحذير يعني الموبايل الشفتو مع حامد ما اكلم بيهو اي شخص
رجعت المعتقل شايل دواء ازمة وبندول ( لان انا عندي ازمة) وشايل تحذير من الضابط ان ما اتكلم عن ان حامد كان معاه موبايل ،، حتى اليوم انا بتسأل لماذا لم يحولوني قسِّم تاني بمجرد ان رأيت موبايل حامد ممتاز ...
كان القصد من اكون في مستشفى الامل واللقاء مع الضابط لكي يتأكدوا انا ما اخبرت شخص عن موضوع حامد ... ويحذروني انا ما اعمل كده
رجعت المعتقل لم اتكلم اي شخص ورجعت بعمل نفس الاشياء البعمله كل يوم
مثلما قلت في الجزء السابق من قبل الحدث ده طلب مني دكتور حسن الترابي ان اقوم بمساعدته في اعداد الطعام واساعد حامد ممتاز لانه له فترة يساعد دكتور حسن فنادى حامد وقال ليه (( ياحامد ممتاز خلي عمار يساعدك الراجل ما عنده مانع حقيقة )) دكتور حسن الترابي كان بيعتمد على نفسه في معظم الاشياء ، واما الاشياء التي كنت اساعد فيها مثلا كان اهل بيته وحسب ما علمت منه ان عصام ابنه كان يأتي لشيخ حسن بطعام الغداء يوميا طيلة فترة اعتقاله هذا الطعام كان يكفي لكل المعتقلين في القسم الغربي (الموجودين فيه نحن ) وجزء منه يوميا يتم ارساله الى ابراهيم السنوسي ومجموعة اخرى في الزنازين الشرقية من سجن كوبر وفاصلها حائط وباب من الزنازين الغربية
الجزء الثالث من الطعام يذهب لدكتور حسن الترابي و كان يأكل وحده في غرفته غالباً وكان يكتفي بجزء يسير جدا من الطعام ... من كان يقدم الطعام للدكتور هو حامد ممتاز
كما كنت اتي له دائما بالشاي بعد الغداء
وكنت أتي احيانا بالمصحف من غرفته الىساحة الصلاة الصغيرة وكنا انا وحامد نقوم بتوزيع ما يأتي لنا به من عشاء من ادارة السجن على الجميع
من الأشياء التي كان حريص عليها ايضا الاعتناء ببعض الاشجار في فناء القسم ( يقلب لها التربة يلتقط بعض الاوراق من الشجرة يقوم بنظافة ما حولها الخ ... ) كان حريص ان يقضي حوالي ساعة واحيانا ساعتين في الاعتناء بهذه الاشجار وفي واحده من الزيارات طلب من اسرته ان يأتوا له ببعض الشتول كي يزرعها في فناء السجن و اتوا له بها وانا ساعدته في شتلها ...كان هنالك بعض الاشياء متاحة له ليست متاحة لغيره .... كان لدكتور حسن الترابي كوب شاي و قهوة COFFEE MUG لونه ابيض بخطوط حمراء تدور حوله بشكل حلزوني كان حريص على ان لا يقوم احد بغسله الا هو نفسه ويعتني بشكل ملحوظ مرة سالته عنه لما يهتم به قال لي ( لي اهدته اياه ابنته ( أٌمامة في مناسبة ) ويبدو لها انه كان لها مكانة خاصة عنده عندما يتحدث عنها يكون سعيدا حتى تلمع عيناه تتغير عيناه ويتحدث عن طفولتها وتحدث لي على ما اذكر انها درست القرآن في خلوة صيفية في مسجد جامعة الخرطوم وهي في بداية المرحلة المتوسطة كان يتحدث عنها بفخر ليس كما باقي اخوتها اما عصام الترابي لا يتحدث عنه الا في الطلبات التي يريدها ( الطعام الشتول أشياء يريدها من المنزل )
اليوم الثاني من رجوعي من مستشفى الامل تقريبا على ما اذكر نادني دكتور حسن الترابي بعد صلاة العشاء
قال لي يا عمار (( اخوك حامد ممتاز تعب وانت حاول تساعدني بدون ما حامد ممتاز لاني ماعايز منه اي مساعده لان الراجل تعب فما داعي طالما انت بتقدر وحدك على المساعدة وانا ذي ما شايف ما محتاج مساعدة ولكن الاخوان ما بخلوني اعمل حاجاتي كلهم بيحبوا يساعدوني ... فبراحة من غير ما يشعر بحرج احمل منه كل المسؤولية ))
وانا قلت له كويس انا حا اعمل كده
قال لي كيف صحتك
انا قلت لدكتور حسن الترابي (( انا ما عيان يا دكتور انا كويس )) اتذكر جيداً إبتسم و قال لي (( انا عارف ... انك ما عيان بس المهم حاول وقف رِجِل حامد ممتاز
دكتور حسن الترابي كان يعرف لكن ما عارف من الذي اخبره استاذ بابكر ام سليمان
اصبحت اقضي لدكتور حسن الترابي بعض الاشياء البسيطه واجالسه في غرفته .... احيانا بعد صلاة الظهر واحيانا بعد ان نصلي العشاء وينهي كلامه مع زملاءه في المعتقل ... حامد شعر بان دكتور حسن لايريد ان مساعدته ....
لم يكن يأتيني احساس بان العلاقة بين دكتور حسن الترابي و حامد ممتاز ٫ جيدة لم يكن دكتور حسن يجالس حامد منفردا او مع الاخرين مثلما كان يفعل
كان دكتور حسن الترابي دائما بعد صلاة المغرب يجلس مع المهندس علي شمار وبشير ادم رحمة وسليمان صندل ، قد تتبدل وجوه الاجتماع لكن الثابت دائما بشير ادم رحمة واكثر من كان يجلس مع دكتور حسن الترابي بعد بشير ادم رحمة هو سليمان صندل المتهم الاول في العملية الانقلابية احيانا جلساتهم تستمر حتى الساعة الواحد صباحا... كل هذه الجلسات المغلقة كان هنالك ثلاثة اشخاص هم بعيدين عنها تماما
انا
واستاذ بابكرعبد الله المحامي
وحامد ممتاز
انا وبابكر لنا اسبابنا باعتبار ان نحن لسنا جزء من اسباب الاعتقال
وان الحكومة مصنفة الدكتور الترابي والضباط الانقلابين كمخربيين وان كل ما يحدث من تدبير الترابي حسب وجهة نظر الترابي ...لكن حامد ممتاز دائما بعيد من ( الشيخ ) ليس جزء من هذه الجلسات الثنائية والثلاثية والرباعية
...
بعد ايام قليلة من هذه الأحداث
حامد ممتاز خرج بعد ذلك من القسم الغربي ( الغربيات ) لم اعرف ذهب الى مكان اخر نقل اليه او تم الإفراج عنه
.........
دكتور حسن كان متأكد ان ( العسكر ) يعدوا لان يسموه داخل المعتقل ... سوف اواصل
لم اكن حريص انا اعرف ( تفاصيل ) يدور بينهم لان الامر لا يخصني ومعرفة ما لا يخصك في هذه الحالة والوضعية التي نحن فيها سوف يكون ضرره اكثر من نفعه فمن الافضل ان لا اعرف ماذا يدور ... عندما اشعر بان دكتور حسن الترابي يريد ان يكون مع شخص او اشخاص اذهب الى غرفتي او اذهب الى غرفة الاقتصاديين .. لأتحدث حديث مختلف حديث اولاد سوق ولهؤلاء قصص عجيبة ما بين الخرطوم ودبي وتزوير وتنزيل اموال من ناحية وابتزاز من قبل اشخاص في الجهاز وابتزاز وضغط من قبل قانوني ( م.ف.) وكيل نيابة ... وكلام عن ملايين الملايين من الدولارات خروجهم مرهون بتنازلهم عن اموال لصالح اشخاص مهمين جدا في الحكومة و هنالك شخص منتدب في الجهاز و هو قانوني في معين من قبل رئاسة الجمهورية لحماية النظام من الجرائم الكبرى ويمكن ان ارمز له بالحرفين ( م ف ) هو القاسم المشترك بين الجميع سياسيين واقتصاديين يدير جميع الملفات لصالح الكبار ويدير المفاوضات ويتلاعب بالتحقيقات ( ويحيك الشهادات ) ممكن ان يجعلك متهم اول ويمكن ان يصنع منك شاهد ملك هذا الرجل كان شيطان رجيم في النهاية النظام لفظه لعيش هاربا من انتقام من مارس ضدهم الظلم في احد دول الجوار و متخفيا واعتقد انه رجع السودان الان يمارس دور دنئ اخر ... حديث مختلف تماما لهم حكايات من الصعب ان يعرفها شخص مالم يكن معتقل معهم ....
كان سليمان صندل برغم علاقته الجيدة بل الممتازة مع شيخ حسن الا انه دائما يتكلم معي عن ان الحركة الاسلامية والانقاذ همشت دارفور بل اكثر من ذلك كان يقول ان كل ما يحدث في دارفور هو بسبب الحركة الاسلامية التي جعلت كثير من ابناء دارفور يخوضوا حربا ضد اخرين لمصالح تخص المركز لأناقة لهم فيها ولا جمل بل كسب كثير من ابناء دارفور عداءات مع اخرين من المفترض ان يتم التحالف معها من اجل اقامة عدالة اجتماعية احيانا اشعر كان سليمان صندل يتبنى افكار الشهيد بولاد الحافر بالحافر و بل هنالك شبه كبير بينهما فهم ابناء نفس المدرسة التي تمردوا عليها ولكن في وقت متأخر ... مثلا سليمان صندل لم يكن راضيا عندما عرف بان اللغة العربية هي اللغة الاولى في الدستور حسب اتفاق السلام في نيفاشا باعتبار انها سبب في تغويض التعليم وان اللغة العربية نعم هي لغة عدد مقدر من ابناء السودان ولكن يجب ان يتم مراعاة الاثتيات الاخرى وان الحوجة للغة العربية في سوق العمل العالمي والدولي ليست اولوية وخاصة في مجال التعليم ... جاءني وقال لي بحزن (( اخوانا في الشعبي لم يتعلموا من الماضي كثيرا ربنا يصلحهم )) ...
الترابي كان سعيد بذلك جدا لعله يعتبر اللغة العربية وتعريب التعليم من انجازاته التاريخية في السودان ...في هذا اليوم كان سليمان لم يكن راضيا من اختيار اللغة العربية كلغة رسمية اولى التي وافقت عليها الحركة الشعبية عكس دكتور حسن الترابي كنا نعرف التفاوض واخباره من صحيفتي اخبار اليوم والرأي العام وهي الجرائد المسموح فقط بدخولها للمعتقل.
3
فتحت باب الغرفة ( الزنزانة) التي كان فيها حامد ممتاز حامد بالدارجي كده ( اتخلع ) جدا جدا وماكان متوقع ان اجي الغرفة بالسرعة دي بعد الصلاة لان بعد صلاة الظهر بناخذ لينا حوالي عشرين دقيقة بعد التسبيح والدعاء وصلاة السنة وماكان في شخص بيغادر قبل دكتور حسن وده كان من ادب المعتقل لايغادر احد قبله الا اذا اضطر وانا لم اكن اشذّ عنهم وانا بينهم في المعتقل فلم اكن اغادر الصلاة قبل دكتور حسن الترابي الا احيانا ...
دخلت الغرفة وراء حامد وكان بالغرفة اربعة سرائر لشخصين فقط حامد ممتاز وشخص اسمه ابوالقاسم ( ابوالقاسم معتقل بواسطة الجهاز لانه كان يقوم بتزوير جوازات مع مجموعة من الاجانب ) وجدت حامد ممسك بموبايل ويتحدث مع احدهم عندا فتحت الباب ودخل الضوء الى الغرفة شاهدني
حامد اصبح ممسك بالموبايل امام وجهه وينظر الى بخوف شديد وتفجأ جدا من انني شاهدته ... انا ايضا اكاد ان اكون سمعت دقات قلبي من هول المفجأة .. موبايل في السجن ... موبايل في المعتقل ...غير ممكن ... انا لا اصدق انا وقفت تقريبا دقيقة كاملة او اكثر وانا انظر لحامد ممتاز وحامد ينظر الي ... لم اقل اي شئ اغلقت الباب وغفلت راجعا مع الناس في الصلاة حامد لم يخرج من الغرفة حتى صلاة العصر استمر الحال يومين انا وحامد لا ننظر الى بعضنا ولا نتكلم مع بعضنا ...
للذين لايعرفون وجود موبايل في معتقل مع مسجون سياسي ببساطة
كان اتقبض معاك كيلو هيرويين في شنطتك وكان في شخص اداك ليه في المطار عشان توصولوا معاك وانت اتفجأت بان ناس الجمارك بيقولوا ليك دي شنتطتك وانت تقول ايوه يقولوا ليك ده كيلو هرويين .... الموبايل ودخوله لمعتقل في ظروف ناس الشعبي في الوقت داك وهم متهمين بانقلاب كان بمثابة معجزة ... اذا اتقبض معاك قلم من غير ورقة انت ممكن تتعرض لعذاب ما بعده عذاب فما بالك بموبايل ... موبايل ... انا كان الوقت ده لي تقريبا لي شهر في المعتقل حتى ذلك الوقت لا اعرف اذا اسرتي تعرف انني حي او ميت
اعتقلت معي افراح عبد الرحيم في ذلك الوقت كانت زميلتي في التنظيم انا اخذوني الى الزنازين المتواجده خلف مكتب استعلامات جهاز الامن ولا اعرف ماذا حدث لافراح وكان حامد يعرف هذه المعلومات مني انا ... جاءني في اليوم الثالث حامد ممتاز ... سلم علي وجلس قال لي اخبار اسرتك شنو؟
قالت لحامد (( لم ياتوا لزيارتي بعد وانا ما عارف اذا هم عارفني انا حي ولا ميت ))
قال حامد ممتاز (( يا عمار انا ممكن اديك الموبايل تتكلم مع والدتك ))
انا قلت لحامد (( و الله يا حامد انا غير تلفوني ده ما حافظ اي نمرة تلفون في الدنيا دي واذا كنت حافظ النمرة انا ما عايز اتصل بوالدتي واجيب ليها مشاكل ))
حامد ممتاز سكت قال لي انت كلمته زول باي حاجة
قل ليه (( انا شفته اي حاجة عشان اكلم زول ))
ومشيت من حامد
انا خفت ان اتنقل من الزنزانة بتاعتي ويدوني قسم تاني
صليت العشا ومشيت جلست مع سليمان صندل وكنت بثق فيه جدا ونشأت علاقتي بيه قبل ما يحولوني كوبر كنت معاه اسبوع في زنازين الاستعلامات وسليمان اخو اخوان وبالسوداني كده (زغاوي فارس ومكمل الفراسة ) وكان المتهم الثاني او الثالث في قضية المحاولة الانقلابية ... كنا في المعتقل بنلبس جلاليب او عراقي وسروال ... عندما ياخذونا الى التحقيق بنطلع بالهدوم اللابسنها ... سليمان كان بيلبس فل سوت بدلة وصديري وكرفته ويلمع الجزمة
اول مرة سالته
قالت (( سليمان انت مالك بتتانق كده وانت ماشي تقابل ال........ ))
سليمان ضحك وقال (( ياعمار يا اخوي شيف ماتمشي مبهدل عشان ما يحسوا ان هم انتصروا عليك لازم تلبس تمام و تقابلهم وما تقيف اذا في كرسي ))
سليمان ماكان عارف ان الطلبة بيحققوا معاهم زي اخوانا النشالين والحرامية من ( قولة تيت) المهم سليمان كان بيتكلم سريع وعنه بعض التمتمة في كلامه كان راجل قوي ومؤمن بقضيته بغض النظر عن اتفاقي او اختلافي معه في قضيته ... عندما تم تحويلنا الى سجن كوبر انا جئيت قبله بيومين تقريبا
سألت سليمان عن موضوع الموبايل قلت له (( سليمان اخوي ... انا اذا عايز اتكلم مع و الدتي واطمن عليها مافي طريقة لي تلفون هنا يتهرب )) سليمان نظر مندهش وقال
( ك ك ك ك كيف يعني ) انا ( خليك من ك ك ك ك كيف ... ممكن ولا ما ممكن ) سليمان قال يا عمار مستحيل قلت ليه يا سليمان ياخ انا بثق فيك وفي ظروفنا دي لو انا ما متأكد انك زول كويس ما بقول ليك كلامي ده ياخ الحصل من حامد ممتاز ده كدا كدا كدا ........ وانا قلت اكلمك لان ممكن ينقلوني من هنا وياخ كلم دكتور حسن وخليه عشان يكون عارف ))
سليمان تفجأ لكن لم تشلّ تفكيره المعلومات لان سليمان الوشى عليهم في الانقلاب كان من عقيد من المفترض ان يكون وزير دفاع في الحكومة الانقلابية بتاعتهم ... اصبح محصن من الشللّ بتاع المفجأت ...)) البقية حا اوصل الكتابة عن .... حامد ممتاز وخروجه من المعتقل .....
وعلاقة الشعبي بالعدل والمسأواة من خلال وجودي في المعتقل .... سوف اواصل
صفحة الاستاذ عمار نجم الدين - فيسبوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.